ينشغل العالم كله. والعالم الإسلامي بصفة خاصة عن مشكلة المسلمين "الروهينجا" في بورما وعددهم يبلغ مليوناً و100 ألف مسلم والذين يتعرضون لحملة إبادة وتطهير طائفي وعرقي علي يد حكومة بورما وقوات أمنها الذين يحاولون إبادتهم وطردهم من بلادهم إلي دول أخري. لا يوجد صوت إسلامي يصرخ في المجتمع الدولي بأن هؤلاء المسلمين في حاجة ماسة للأمن والأمان لكي يعيشوا في وطنهم "بورما" مثلهم مثل غيرهم من البشر يؤدون مناسك دينهم كغيرهم من أصحاب الديانات الأخري. البوذيون في بورما يشنون حرباً لا هوادة فيها علي مسلمي "الروهينجا" يقتلونهم ويطاردونهم للنزوح إلي بلاد أخري كالهند وبنجلاديش والبلدان لا يرحبان بهما ويعيدان الفارين إليهما من عسف البوذيين في بورما. قالت الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إن الجيش في بورما شن هجوماً عسكرياً علي مسلمي "الروهينجا" أسفر عن قتلي كثيرين من بينهم وصاحب الهجوم عمليات اغتصاب وهو الأمر الذي أدي إلي فرار نحو 87 ألفاً من الروهينجا إلي بنجلاديش المجاورة. وصفت الأممالمتحدة هذا الحادث بأن قوات الأمن في بورما- أو ميانمار- ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. قالت لجنة يقودها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان إنه ينبغي علي ميانمار أن تستجيب لأزمة مسلمي الروهينجا بطريقة محسوبة دون استخدام مفرط للقوة. لأن عدم معالجة الأزمة يهدد بتحول الروهينجا للتطرف. والروهينجا محرمون من الحصول علي جنسية ميانمار وتعتبرهم السلطات هناك مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش رغم أن الروهينجا يؤكدون أن جذورهم في المنطقة ترجع لمئات السنين. قالت لجنة كوفي عنان إنه في حالة عدم احترام حقوق الإنسان واستمرار تهميش "الروهينجا" سياسياً واقتصادياً فقد تصبح ولاية "راخين" الشمالية أرضاً خصبة للتطرف إذ أن المجتمعات المحلية قد تصبح أكثر عرضة لتجنيدها علي أيدي المتطرفين. نقلاً عن قناة "روسيا اليوم" أن موظفي هيئات الإغاثة والسكان أفادوا أن مئات من مسلمي الروهينجا محاصرون داخل منطقتهم من قبل جيرانهم البوذيين في قرية "زاي دين بين". قال سكان وموظفو الإغاثة لوكالة "رويترز" إن المسلمين في هذه القرية منعوا من الذهاب لأعمالهم أو جلب طعام وماء خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة رغم أنه سمح لعدد صغير بتجاوز الحصار لشراء طعام يوم الثلاثاء الماضي. قالت الشرطة إن البوذيين في ولاية "راخين" يفرضون قيوداً علي كمية الطعام التي يمكن "للروهينجا" شراؤها ويمنعون تنقلهم في القرية والذهاب إلي العمل. وأثارت هذه المواجهة مخاوف من تكرار أعمال العنف الطائفية التي تفجرت في مدينة "سينوي" عاصمة ولاية راخين عام 2012 مما أدي إلي سقوط نحو 200 قتيل وتشريد 1400 ألف شخص من الروهينجا. وصرح كريس ليوا من مجموعة "أراكان بروجكت" لمراقبة معاناة الروهينجا بأن الخوف يسود قرية "زاي دين بين" من احتمال تصاعد العنف بين الطائفتين المسلمة والبوذية. وآخر الأنباء هروب المواطنين من القري النائية في ولاية "راخين" شمال بورما إلي بنجلاديش نظراً للمعارك الدائرة بين قوات الأمن البوذية والأقلية الروهنجية وأسفرت عن عشرات القتلي. وبلغت حصلة القتلي 92 قتيلاً علي الأقل وأرغمت آلاف المدنيين من الروهينجا المسلمين علي الهروب. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن نحو 2000 من النساء والأطفال الروهينجا تجمعوا علي الحدود مع بنجلاديش لكن السلطات رفضت السماح لهم بالعبور وباتوا في العراء أو ارغموا علي العودة إلي قراهم. ألا يوجد جهة ما في العالم تتحرك لانقاذ الروهينجا المسلمين من المذابح التي يتعرضون لها؟ أين مجلس الأمن؟! وأين الجمعية العامة للأمم المتحدة؟! وأين الكيانات الإسلامية في العالم وما أكثرها؟! وأين الجامعة العربية؟! وأين رابطة العالم الإسلامي؟! فهل يتحرك أحد من هؤلاء لإنقاذ مسلمي الروهينجا من الإبادة الجماعية؟!