الجولة التي يقوم بها الرئيس السيسي لأربع دول أفريقية "تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد" تمثل انطلاقة جديدة وقوية للعلاقات المصرية الأفريقية التي شهدت تطوراً غير مسبوق في عهد الرئيس السيسي. ظلت القارة الأفريقية مهملة من انظمة الحكم السابقة لعقود طويلة حتي خسرت مصر من هذا الاهمال للقارة السمراء الكثير الذي كان كفيلا بتغيير الوضع الاقتصادي المصري للأفضل لو كان قد تم الاعتماد علي دعم وتقوية علاقات التبادل التجاري بين مصر وأشقائها الأفارقة. مصر هي بوابة أفريقيا للعالم الخارجي. وهي ايضا بوابة العالم الخارجي لأفريقيا وبين هذا وذاك كان يمكن لمصر ان تفيد وتستفيد من حركة التجارة بين القارة السمراء ودول العالم ذهابا وإيابا ولكن الاهتمام كان منصبا في الماضي علي أمور أخري ادت بنا لهذا الجفاء مع الاشقاء الافارقة. الرئيس عرف أهمية التوجه جنوبا بعد ان نجح في إصلاح ما افسده الآخرون من علاقات مصر بدول العالم اجمع فبعد النجاح في تصحيح الصورة أمام شعوب الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول الشرق الاقصي اصبحت العودة لأحضان القرن الأفريقي واجبة وان أي تأخر في تحقيقها سوف يزيد من خسائر مصر التي تحققت علي مر العصور السابقة ومنذ تولي الرئيس السيسي دفة الحكم قام كما ذكر تقرير الهيئة العامة للاستعلامات ب 21 زيارة لدول أفريقية بما فيها الجولة الحالية أو من أجل مناسبات افريقية من اجمالي 69 زيارة خارجية قام بها الرئيس بما يمثل أكثر من 30% من اجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية. كما عقد الرئيس السيسي 112 اجتماعاً مع قادة وزعماء ومسئولين افارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية وشملت زيارات ولقاءات الرئيس كلا من: "إريتيريا زيمبابوي مالاوي موزمبيقاوغندا الجابون النيجرموريتانيانيجيريا توجو اثيوبيا السودان جنوب السودان الجزائر ليبيا جزر القمر غينيا الاستوائية تشادبورونديجنوب أفريقيا المغرب الكونغو الديمقراطية". وغيرها. وتأتي جولة الرئيس الأفريقية الحالية لتكلل جهود ثلاث سنوات من الاتجاه جنوبا وتصب في صالح الاقتصاد المصري من خلال الاتفاق علي زيادة التبادل التجاري والاستثمارات الأفريقية في مصر والاستثمارات المصرية في أفريقيا بخلاف تكوين ما يشبه لوبي ضغط علي إثيوبيا إذا كانت هناك حاجة لهذا الضغط في المستقبل. اضف إلي ذلك فتح أسواق أفريقية جديدة أمام المنتجات المصرية بما يدعم زيادة الصادرات وتخفيض الواردات لصالح انهاء العجز التجاري الذي انخفض بما يزيد علي خمسين بالمائة خلال الفترة القليلة الماضية. هناك اتفاقيات أخري ومناقشات غير معلنة ولكنها بالتأكيد تصب في صالح مصر والمصريين وسيأتي الوقت لإعلانها. لذلك اعتبر ان جولة الرئيس الأفريقية هذه المرة تكتسب أهمية قصوي بالنسبة لتوقيتها ومغزاها والعائد منها.