ظاهرة غريبة وخطيرة تشهدها معظم القري بمراكز محافظة الغربية الثمانية والتي تضم مئات الأفدنة المنزرعة بمحصول الأرز هذا العام. الظاهرة الخطيرة تهدد بكارثة بيئية بسبب لجوء معظم المزارعين بتلك القري لاستخدام مياه المصارف الملوثة بمياه الصرف الصحي والصناعي في ري الأراضي الزراعية المنزرعة بالأرز سواء المصرح لهم بزرع المحصول حسب الدورة الزراعية أو المخالفين وهم أعداد كبيرة لا يلتزمون بتعليمات وزارتي الزراعة والري بعدما أصبح محصول الأرز يمثل مصدر ربح كبير بعد ارتفاع سعره في الأسواق مؤخرا لعدم الالتزام وهو ما دفع عشرات المزارعين لعدم الالتزام بدورتهم الزراعية ومخالفة التعليمات رغم المخاظر التي يتم تحريرها لهم ويصرون علي زراعة الأرز الذي يحتاج لكميات كبيرة من المياه لري المحصول وهو ما يؤثر علي مياه الري. أمام هذه المعضلة يضطر المزارعون للجوء لاستخدام مياه المصارف الملوثة بمياه الصرف الصحي والصناعي باستخدام طلمبات المياه الارتوازية للحصول علي مياه الري الملوثة لري المحصول الاستراتيجي الهام من مصارف كوتشنر ومصرف عمر بك ومصرف زفتي ومصرف شبرا ملكان ومصرف ميت يزيد وهي جميعها مصارف ملوثة نتيجة صرف مخلفات المصانع والشركات التي تحتوي علي كميات من الأحماض والكيماويات ومواد ثقيلة أخري مثل الحديد والمنجنيز بالاضافة لمياه ومخلفات الصرف الصحي لمعظم هذه القري التي لاتزال خارج خدمة الصرف الصحي وتعتمد علي عمليات الكسح التي تحملها عربات مخصصة وتلقي بحمولاتها في مياه هذه المصارف لتزيد الطين بلة. تسببت هذه المياه المسمومة والمستخدمة في ري الأراضي الزراعية وهي "مئات الأفدنة" في الاضرار بهذه الأراضي التي أكد الخبراء انها تتأثر سلبيا بمياه الري الملوثة بالاضافة للمحاصيل الزراعية والتي تنتقل اليها السموم وتقوم بدورها بنقلها للانسان مما يهدد حياة المواطنين ويرفع معدلات الاصابة بالأمراض الوبائية الخطيرة. ويري المزارعون ان اللجوء لمياه المصارف الملوثة بسبب وجود نقص شديد في مياه الري وعدم وصول مياه الري الي نهايات الترع حتي يتمكنوا من ري محصول الأرز الذي يحتاج كميات كبيرة من المياه. قال خالد محمد حجازي مزارع من احدي القري التابعة لمركز المحلة الكبري انه رغم ان فرعي النيل "دمياط ورشيد" يخترقان محافظة الغربية الا ان معظم مراكز المحافظة تعاني من نقص في مياه الري وعدم وصولها لنهايات الترع مما يهدد مئات الأفدنة من أجود الأراضي الزراعية بالبوار وتلف المحاصيل المنزرعة علي هذه الأفدنة وهو ما يضطر بمعظم المزارعين لاستخدام مياه المصارف الملوثة. أكد عبدالواحد مدحت مزارع باحدي القري علي أن الفلاح أصبح حائرا بين ضميره وتعرضه لخسائر فادحة موضحا ان الفلاح يتحمل الكثير من الأعباء في زراعة محصول الأرز الذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي يعتمد عليها الشعب المصري كمصدر رئيسي في غذائه اليومي ولكننا نواجه نقصا في مياه الري خاصة وان محصول الأرز يحتاج الي كميات كبيرة من المياه لري المحصول وزراعته وقد سئمنا ومللنا الشكوي لجميع الجهات المسئولة لتوفير مياه الري المطلوبة لري المحصول ولكن دون جدوي وهو ما يضطر المزارعين للجوء لمياه المصارف الملوثة لانقاذ زراعتهم ومحاصيلهم. في المقابل أكد مصدر مسئول بمديرية الري بالغربية علي ان هناك عشرات الفلاحين المخالفين للدورة الزراعية قاموا بزراعة أراضيهم بمحصول الأرز رغم تحذيرهم بالالتزام بالدورة الزراعية ولكنهم ضربوا بالتحذيرات والتعليمات عرض الحائط ولم يلتزموا بالدورة الزراعية المحددة لهم من وزارة الزراعة بعدما أصبح محصول الأرز الذي يحتاج لكميات كبيرة من مياه الري يحقق لهم مكاسب مادية كبيرة ونظرا لعدم ادراجهم في جدول الأراضي المنزرعة بمحصول الأرز لمخالفتهم للدورة وتحرير محاضر ومخالفات ضدهم فانهم يلجأون الي المصارف الملوثة بمياه الصرف الصناعي والصحي كبديل للحصول علي المياه اللازمة لري أراضيهم المنزرعة بمحصول الأرز دون التفكير في نتيجة ما يمكن أن يسببه هذا التصرف من كارثة بيئية خطيرة تهدد الأراضي الزراعية والمحاصيل الزراعية وصحة الانسان ثم يلقون بالمسئولية علي الري.