وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية ووزيرها الدكتور فتحي البرادعي مازالت تفكر حتي بعد ثورة 25 يناير بأسلوب الاقطاعي أو "النبيل" في القرون الوسطي!! قلنا أو ظننا أن الثورة سوف تغير المفاهيم القديمة والفكر الذي كان موجها لخدمة طبقة الأغنياء والمستغلين والفاسدين وتوجه هذا الفكر لخدمة الطبقة الدنيا من أبناء هذا الشعب وهي الطبقة الساحقة وتحاول توفير المسكن الملائم الذي يتناسب مع دخل هذه الطبقة ولكن خاب ظننا فيها بكل تأكيد!! الوزير علي مدي عدة شهور ماضية أعلن وطنطن في تصريحات متكررة أنه سيعمل علي وضع برنامج للإسكان الاجتماعي بحيث يوفر ملايين الشقق والأراضي لأبناء الشعب. و أنه سيطرح أراضي للبناء في عدة مدن بحيث يستطيع المواطن العادي "الموظف أو العامل" أن يحصل علي قطعة أرض بالقرعة ويبنيها له ولأفراد أسرته. كلام جميل وكلام معقول يا سيادة الوزير.. ولكن الواقع مخالف وصادم بعد الإعلان الذي نشرته الصحف عن مساحات وأسعار هذه الأراضي. وطريقة ومدة سداد الثمن والمهلة للبناء!! كيف؟! أصغر قطعة أرض أعلنت عنها الوزارة هي 209 أمتار. وأقل سعر هو 380 جنيها للمتر.. وأكبر قطعة أرض مساحتها 276 مترا وأعلي سعر 690 جنيها للمتر. سوف نحسبها معك يا سيادة الوزير ونقول إن أصغر قطعة أرض مع أقل سعر للمتر سيكون ثمنها الاجمالي هو 79 ألفا و 420 جنيها.. بينما سيكون ثمن أكبر مساحة مع أعلي سعر هو 190 ألفا و 440 جنيها.. والمطلوب دفع هذه المبالغ علي 4 سنوات بأقساط متساوية أي بما يوازي نحو 20 ألفا لأصغر وأرخص قطعة سنويا و 50 ألفا لأكبر وأغلي قطعة سنويا. فكيف لموظف أو عامل أو حتي تاجر تجزئة بسيط أن يوفر 20 ألفا أو 50 ألف جنيه سنوياً.. وفي نفس الوقت يقوم باتمام البناء خلال خمس سنوات؟!.. واحسبها أنت يا سيادة الوزير كم يتكلف بناء طابق أرضي وثلاثة طوابق متكررة حتي بدون تشطيب. كيف لموظف أو عامل أو أي مواطن يبلغ دخله الشهري لن أقول 750 جنيها بالحد الأدني للأجور ولكن 3000 جنيه أن يسدد قيمة هذه الأرض وينهض بالبناء في تلك الفترة؟!! أرجوك يا دكتور فتحي البرادعي أن تجيب أنت علي هذا السؤال.. وضع نفسك مكان المواطن العادي الذي يحلم ببيت يداريه هو وأفراد أسرته ليعيشوا حياة مستورة. هل تري نفسك يا سيادة الوزير تفكر بتفكير هذا المواطن؟! أم أنك ومعاونيك ومستشاريك تفكرون من وراء المكاتب المكيفة والدخول الشهرية التي تفوق 40 ألفا أو 50 ألف جنيه علي الأقل؟! إنك يا سيادة الوزير بهذا التفكير الاقطاعي أو تفكير نبلاء القرون الوسطي تفتح الباب واسعا لشركات البناء التي ستحث المواطنين الغلابة علي الدخول في هذه القرعة ثم تحصل علي هذه القطع من الباطن لتبني وتبيع لمن يستطيع الدفع بعد أن تعطي بعض الربح للفائز بالقرعة. حنانيك يا سيادة الوزير بفقراء مصر من الموظفين والعمال ومحدودي الدخل.. وأقترح عليك إن جاز لي الاقتراح أن تجعل سداد قيمة الأرض علي عشر سنوات إن كنت تريد حلا معقولا. وسوف نردد نحن المصريين دائما العبارة الشهيرة: رحم الله أيام الوزير حسب الله الكفراوي الذي عايش الفقراء بحق.. وندعو الله أن يمنحه الصحة والعافية وطول البقاء ليظل رمزا للوزير المثالي.