أنا المسلم. أحب الحياة. أحب الماء والزرع والأرض الخضراء النابضة. علمني ديني ان أحب الحياة بكل ما فيها ومن فيها. أحب الخير. يبهرني نور الصباح وشفق المغارب. يأسرني الجمال في زهرة. أو في كلمة. أو في لمسة حانية. أنا المسلم المسالم. علمني ديني ان أكون لين الجانب. عفيف اللسان. أحب الناس. كل الناس. لا أضمر سوءا لأحد. ولا أحب الأذي. لا أكره من يخالفني. فقد اراد الله جل جلاله لهذا العالم ان يعيش بالتنوع والاختلاف. ولا يكون الناس فيه نسخا متشابهة. كل إنسان حر. له الحق - مثلي - ان يؤمن بما يشاء ويعتقد ما يشاء. علمني ديني ان احترم واتعايش مع من يختلف عني في الدين واللغة والعرق والجنس واللون والذوق وطريقة الحياة. فكلنا لآدم وآدم من تراب. والتنوع مصدر ثراء لا مصدر شقاء. "لكم دينكم ولي دين". أنا المسلم المسالم جداً. أحب ان اعيش ويعيش غيري في أمن وسلام. لا أريد علوا في الأرض ولا فسادا. لا أريد ان اقتل أحداً. ولا أريد لأحد ان يقتلني. علمني ديني ان أرفض من الأساس فكرة القتل والعدوان. فالإنسان بناء الله ملعون من هدمه. وعلمني ديني ألا اعادي إلا من يعادي وطني ومن يعادي ديني ويعتدي علي مقدساتي. أنا - أيضا - لا أعتدي علي دين أحد. "إن الله لا يحب المعتدين". ولا استهزئ بمقدسات أحد. أكره سلاح القتل والعدوان. أنا في الحقيقة لم أحمل السلاح طوال حياتي غير مرة واحدة عندما كنت في صفوف الجيش أدافع عن وطني. ولست مستعداً لحمل السلاح مرة أخري إلا دفاعاً عن وطني وعن ديني. أنا المسلم. أحمل في رأسي رسالة ديني. رسالة حب وأمن وسلام للإنسانية كلها. أكره الغدر والغدارين. وأكره الخوف. لا أريد لأحد ان يخاف مني أو من رسالتي. الخوف من الله وحده. ومن أحب ان يخافه الناس فقد تأله علي الله. ووالله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه. ومن لا يرحم لا يرحم. أنا المسلم أحب السلام. وتحيتي لكل الناس السلام. لا تصدقوا ما يروج الأعداء عني. ولا تحكموا بما يفعل الجهلاء باسمي. انا بريء من هؤلاء وهؤلاء. هاأنذا الحقيقة الناصعة الباقية المضيئة. أنا الكلمة القوية الصادقة. انا الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. أنا المسلم. أحب العدل وأكره الظلم والظالمين. علمني ديني ان أعدل مع من أحب ومن لا أحب. وعلمني ديني ان الله هو الحق المبين. وانه - سبحانه - قد وضع الحق فوق القوة. وجعل الظلم ظلمات. وحرم الظلم علي نفسه. وجعله محرما بين الناس. وانه يمهل الظالم حتي إذا أخذه لم يفلته. وقد وعدنا جل شأنه بأنه ناصر المظلوم ولو بعد حين. أنا المسلم. أحب الرزق الحلال. وابتهل من أجله بدعاء البركة. وعلمني ديني ألا تشدني كنوز الدنيا إذا جاءت حراماً. وعلمني حب القناعة. فليس يملأ عين ابن آدم إلا التراب. وعلمني ان "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة". أنا المسلم. علمني ديني ان أحفظ العهد وأرد الجميل وأؤدي الأمانة ولا أخون. اهرول نحو العفو والصفح والتسامح. وأرفض التعصب والتكبر والتعالي. كما أرفض الاستكانة والخنوع والمذلة. وألتمس للناس ألف عذر لأن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة. أنا المسلم العادي جداً. الذي يخطئ ويصيب مثل كل الناس. فلا تجهلوا علينا بجهلكم أيها الجاهلون.