لعلاج الفتنة الطائفية يجب طرح عدة أمور مهمة للغاية أولا: أمر العقيدة لا يجيز لنا الإسلام علي الإطلاق أن نكره أحداً كائنا من كان علي أن يدخل ديننا وأن يعتنق عقيدتنا. لا يكره الإسلام أي أحد علي أن يدخل فيه أو أن يعتنق عقيدته أبدا بشرط أن نبلغ وأن ندعو بالحكمة والرحمة والأدب والتواضع فمن أقمنا عليه الحجة وبلغناه عن الله وعن رسوله له مطلق الحرية بعد ذلك ليس من حقي أن أكرهه علي أن يدخل هذا الدين الذي أدعوه إليه ليس من حقي أبدا وليس هذا من شأني أبدا وليس هذا من وظيفتي أبدا بل وظيفتي أن أبلغ وأن أدعو إلي الله جل وعلا بالحكمة والرحمة أما أن يهتدي هذا أو لا يهتدي فليس هذا دوري ولا شأني ولا وظيفتي إنما هو شأن العزيز الحميد سبحانه وتعالي فهداية التوفيق لا يملكها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولو كان المصطفي.. قال الله عز وجل لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم :" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" يونس:99. الإسلام يمنعنا أن نكره أحدا علي الدخول فيه بعد الدعوة والبلاغ والبيان أيمنعنا الإسلام أن نكره الآخرين علي اعتناق عقيدتنا ويجيز لنا أن نكره الآخرين علي الالتزام بآرائنا وأطروحاتنا أهذا منطق هل يقول بهذا عاقل؟ ياأخي أنا لا أكره أحداً علي الدخول في عقيدتي ومن باب أولي أنا لا أكره أحداً علي اعتناق رأيي أو علي القبول بطرحي أبدأ دعني اطرح ماعندي بأدب وتفضل أنت بطرح ما عندك بأدب ويخرج كل منا بأدب للآخر واحترام للآخر ولنترك الأمر في نهاية المطاف للشعب لهذا الشعب العبقري ليختار من يريد وليتبني قول من يستشعر في قوله الصدق والحق. فأنا أقول بداية :" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" البقرة 266. لكن أنا أحمل مصباحا منيرا أحمل قرآنا وسنة أمرني ربي أن أبلغ هذا الحق لغيري وكلفني ربي أن أنقل هذا النور لمن يعيشون في الظلام. فها أنا ذا أحمل هذا المصباح المنير مصباح التوحيد والسنة وأمشي في طرق مظلمة فمن أراد أن يسير معي في هذا الركب ركب النور فمرحبا به وليس من حق أي أحد أن يخرج عن في هذا الطريق الطويل محاولا إطفاء مصباحي ثم تزداد رعونته وتزداد حماقته ليهجم علي وهو يريد أن يحطم المصباح في يدي. ليس من حقك لأنني ما أرغمت أحدا أن يصطحبني وأن يسير معي في ركب النور أنا أدعو فقط لكنني ماأكرهت أحدا أن يمشي معي وما ألزمت أحدا رغما عنه أن يصطحبني أن أدعوه تعال يا من تعيش في الظلام هذا هو طريق النور تعال يا من تعيش في الضلال هذا هو طريق الهدي تعال يا من تعيش في طريق الشر هذا هو طريق الخير تعال يا من تعيش في طريق الفساد هذا هو طريق الصلاح فقط. ثم لماذا تنكرون علينا ذلك وأنتم ترون الأمريكان قد أتوا من أقصي الأرض بعد المحيطات أو من وراء المحيطات ببعيد أتوا ليصدروا رغما عن أنوفنا الحرية والديمقراطية بالفهم الأمريكي علي فوهات المدافع بالصواريخ والدبابات والطائرات رغما عن أنوفنا لابد أن تختار حرية وديمقراطية أمريكا بفوهات المدافع والدبابات والراجمات وما يجري علي أرض العراق إلي اللحظة ليس من أهل العقل في الكون ببعيد. القلب سيتوقف من هذا النفاق ومن هذا الخداع والتضليل الذي لم يعد ينطلي علي أي أحد فأنا أبلغ وأدعو برحمة بحكمة بأدب بتواضع بكلمة مهذبة بكلمة رقيقة وأقول " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "الكهف:29. وأقول "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون": التوبة: 6 وأقول قال نبينا محمد صلي الله عليه وسلم:"ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة". فهل يقبل مسلم علي وجه الأرض أن يكون المصطفي حجيجه يوم القيامه؟ هذا معتقدنا وهذا ديننا فالمعتقد لا تكره احدا علي اعتناقه أو الدخول فيه "لكم دينكم ولي دين" بشرط ألا يمنعني أحد من الدعوة والبلاغ بحكمة ورحمة ويقين ثم الأمر يحتاج الي مساحة صدق بعد ذلك فليجس العقلاء من المؤسسة الدينية والعلماء والحكماء ومن غير المؤسسة الرسمية وليجلس العقلاء والحكماء في الكنيسة في مجلس صدق ووضوح ومصارحة بلا مجاملات ليخرج كل فريق ما عنده من مظالم من واجبات من حقوق من طلبات ثم لتقدم هذه الطلبات الي الحكومة أو الي المجلس العسكري أو الي المسئولين لتصاغ بعد ذلك في قرارات ثم بعد ذلك في قوانين ملزمة بلا رضوخ لطلبات جائرة أو ظالمة أو ليست عادلة ليطبق القانون علي الجميع. من أصاب فيأخذ أجر إصابته. ومن أخطأ فليحاسب محاسبة دقيقة بلا مجاملة سواء كان المخطيء مسلماً أو نصرانياًََ . لن تحل الأزمة إلا بإعلاء هيبة الدولة إلا بإعلاء سيادة القانون وتحكيم القانون علي رأس الجميع من أول رأس الدولة إلي أي رجل يعيش علي أرضها سواء كان مسلما أو قبطيا لابد أن تعلا سيادة القانون علي الجميع وأن يطبق القانون علي كل فرد بلا مجاملة بلا رضوخ . لا ينبغي علي الاطلاق أن تخرج مجموعات هنا أو مجموعات هناك لتطالب ولتهتف ثم بعد ذلك يرضخ المسئولون لتلبية هذه الطلبات. ولو كان الطالب علي حساب مجموعة أخري من المجموعات التي تعيش علي تراب هذا الوطن هذا خلل وهذا يعقد الأزمة والمحنة والفتنة ولا يحل المشكلة علي الإطلاق. أنا أقول لا يصلح مصر بل ولا يصلح الأمة إلا العدل والحق علي الأقباط والمسلمين.. الكنائس تفتح والمساجد تفتح.. لا يسمح لمسجد أن يكون مؤسسة أو أن يكون دولة داخل الدولة ولا يسمح لكنيسة أن تكون دولة داخل الدولة ويطبق القانون علي المسلم والقبطي سواء بعدل وحق.