اسمحي لي أن أكتب لقرائك عن حالي وحال أمي ومدي التقارب بيني وبينها رغم فارق السن وتباين الظروف فكلانا تجرع الظلم ومن أقرب الناس إليه وأبدأ بأمي التي لو سارت الأمور كما أرادها الله وحصلت علي ميراثها من والدها دون أن يستولي باقي الورثة علي حقها خاصة وأنها كانت ابنته الوحيدة ما ذاقت أمي الغالية مرارة العمل في الأسواق من أجل أن تنفق علي مصاريف إعاشتي وتعليمي بعد رحيل أبي المفاجئ . أمي التي لو أفصحت لكم عن اسم عائلتها لعرفه القاصي والداني علي مستوي مدينة المنصورة .. ولأخذ يضرب كفا بكف من قسوة الأيام عليها وبشاعة الناس في أكل الحقوق وهضمها!! سيدتي.. رغم الحرمان التي عاشته أمي إلا أنها لم تتمرد علي ظروفها وقبلت بالزواج من أبي مع انه رقيق الحال لكنها وجدت فيه الخصال الطيبة التي تجعلها تشعر بالامان الذي افتقدته في عائلتها رغم ثرائها. امي التي لم أر سيدة في مثل ظروفها بمثل كرمها فلا يلجأ إليها صاحب حاجة أو مسكين إلا وتدخل البيت وتلتقط كل ما في ثلاجتنا الصغيرة. لتعطيها إليه!! أما أنا فقد نشأت يتيمة حيث توفي والدي وأنا في العاشرة من عمري وبدلا من أن يحتضنني عمي ويرعاني ويكفل لي الحياة الكريمة خاصة أن أحواله المادية تسمح بذلك ولديه من البيوت والعقارات ما يكفي ليس فقط لأنني ابنة أخيه وأنما أيضا لأنه لم يرزق بابناء. حقيقة لا أدري سر جفائه نحوي وأنا التي كلما مررت من أمام منزله يهفو قلبي إلي رؤيته والارتماء في أحضانه لكن هيهات أن يفعل!! لكن وكما تؤكدين دائما في ردودك علي رسائل القراء .. من قلب المحنة تولد المنحة فجفاء عمي قابله عطف واحتواء كبير من خالي "غير الشقيق لامي" الذي لا يترك مناسبة إلا ويحرص ان يحمل لي معه هدية . حقا لا أدري كيف كانت ستكون عليه حياتي بدون الخال حفظه الله لي وإن كان قلبي سيظل يهفو إلي عمي؟! ن.م.ع - الدقهلية المحررة : في كل الاحوال يافتاتي فالحياة لاتعدم القلب الحنون فان كنت قد افتقديه في عمك فقد عوضك الله عنه بالخال لكن ماكانت الابتلاءات في حياتنا الا لكي تضع كل منا امام نفسه فوفاة والدك كشفت لك معدن عمك ومشاعره الحقيقية نحوك ومن قبله اقارب امك الذين استحلوا ميراثها عن ابيها وتركوها غير نادمين لتحيا حياة قاسية وهي سليلة الاثرياء وفي النهاية تظل الدنيا هي دار الاختبار والعاقبة للمتقين واحسب خالك منهم بارك الله فيه واحسن ذكره .