عادت ازمة الاسمدة الصيفية بمحافظة قنا من جديد بعد توقف وصول شحنات الأسمدة إلي الجمعيات الزراعية منذ اكثر من أسبوعين ليعود المزارعون لنقطة الصفر مره أخري ويبدأوا في البحث عن الأسمدة في السوق السوداء بضعف الثمن لانقاذ زراعاتهم. المزارعون يحملون وزارة الزراعة مسئولية توقف شحنات الأسمدة لتأخرها في تعديل نولون النقل بعد ارتفاع اسعار السولار وهو ما ادي الي توقف شركات السيارات عن العمل نهائيا لحين تعديل النولون ويخشي المزارعون ان يتم تحميلهم بهذه الزيادة. قال أحمد أبو الوفا "نقيب الفلاحين بقنا" انه منذ ارتفاع أسعار السولار توقفت تماما شحنات الأسمدة لمحافظة قنا ولم تصل أي كميات للجمعيات الزراعية بقري ومدن جميع مراكز المحافظة مما أدي الي عودة أزمة الأسمدة للمحاصيل الصيفية مره أخري بعد حدوث انفراجة خلال شهر يونيه الماضي وعاد المزارعون للشراء من السوق السوداء مما يحملهم أعباء مالية جديدة وعندما سألنا عن سبب عدم وصول الشحنات علمنا برفض شركات النقل العمل الا بعد تعديل النولون وفقا للاسعار الجديدة للسولار والمزارعون يخشون ايضا من قيام الحكومة بتحميلهم بقيمة الزيادة في تكاليف النقل. واضاف ان هذا الامر سيضاعف من معاناة مزارعي القصب بصفه خاصة نظرا لانه يحصل علي كميات كبيرة من الأسمدة خلال هذه الفترة والاشد سوءا هو عدم حصول اكثر من 40 % من المزارعين علي أي كمية من الاسمدة المدعمة حتي الآن مما اضطرهم لشراء الاسمدة بالسعر الحر أو من السوق السوداء. أوضح عبدالوهاب حامد من مركز قنا انه يوجد في بنوك التنمية الزراعية كميات كبيرة من الأسمدة المخصصة للأراضي الصحراوية المستصلحة وهي أكبر بكثير من احتياجات هذه الأراضي خاصة في بعض القري التي يوجد بها مساحات قليلة من الأراضي المستصلحة مثل الحراجية وخزام بقوص وطالبنا بتوزيع جزء من هذه الكميات علي مزارعي القصب علي ان تتم اعادة هذه الكميات مره اخري عقب عودة السيارات للعمل الا ان البنك يرفض ذلك رغم تكدس الاسمدة في المخازن. وقال عدلي عبدالجبار من كبار مزارعي مركز قفط ان هناك مشكلة كبيرة بدأت منذ عامين واستفحلت هذا العام وهي انتشار الحشائش الضارة بالأراضي المزروعة بالقصب مثل نباتات الدفره والنجيل والخبيرة والرجلة واللفلاف وتتسبب في انخفاض من 5% إلي 10% من انتاجية محصول القصب حيث يقل عدد عيدان القصب في كل فدان وهو ما يطلق عليه المزارعون "القصب خف" كما ان هذه النباتات تتسبب في تقليل نسبة السكر في القصب وهو ما يضر بالمزارع والمصانع معا. واضاف اننا خطابنا مجلس المحاصيل السكرية ومحطات البحوث الزراعية بخطورة هذه النباتات وتكاثرها السريع علي غير المعتاد وعدم قدرة المزارعين علي مقاومتها ورغم مرور أكثر من شهر علي ارسال الشكاوي فانه لم يتحرك أحد. ومن جهته أكد المهندس اشرف عبدالرازق وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة انه في نهاية شهر يونيه وصلت شحنتان الأولي بكمية 250 طناً والثانية بكمية 150 طناً وعقب ذلك توقف وصول الشحنات بسبب عدم البدء في تنفيذ برنامج شهر يوليه والذي من المقرر ان يبدأ توريده خلال ايام مشيرا الي ان فترة التوقف لاتتجاوز اسبوعاً وهذا التوقف لاعلاقة له بارتفاع اسعار السولار ومن المقرر ان تصل الحصة اليومية المخصصة للمحافظة والتي تبلغ 1500 طن يوميا بدءا من الاسبوع القادم. واضاف انه تم عقد اجتماع في وزارة الزراعة لتعديل اسعار نقل الاسمدة للمحافظات علي الا يؤثر ذلك علي اسعار الاسمدة ولا يحمل المزارعين اي اعباء اضافية. وقال ان هذا الموسم هو الافضل منذ عدة سنوات في توريد الاسمدة حيث تم حتي الآن توريد اكثر من 70% من احتياجات زراعات القصب بصفه خاصة والمحاصيل الصيفية بصفة عامة وذلك رغم ان مواعيد تسميد القصب تستمر لمدة شهرين قادمين وخلال هذه الفترة سيكون قد تم توريد كافة مستحقات المزارعين من الاسمدة.