أنا سيدة في الأربعين من العمر. متزوجة وأم لثلاثة أبناء - بنتان وولد - ومن أجلهم تحملت مرارة العيش مع انسان يتلذذ في ضربي واهانتي ولايعرف شيئاً عن المودة والرحمة اللتين يظلل بهما الله حياة أي زوجين. تحملته ما يقرب من عشرين عاما فقط لعدم وجود مسكن بديل لي حيث يقيم أهلي في محافظة بعيدة عن القاهرة وكل أخ من أخوتي مشغول بحياته!!! وبداية مأساتي تعود لليوم الذي وافقت فيه علي الزواج من هذا الرجل بعد مباركة أبي - رحمة الله - له وسؤاله عنه فهو من عائلة طيبة وكل سكان المنطقة يشيدون بأخلاق والده الراحل.. لذا لم يعترض أبي علي أن أتزوج في شقة العائلة مع أمه وأخته اللتين لم أجد منهما ما يعكر صفو حياتي خلال السنوات القليلة التي عشتها معهما قبل أن تنتقل "حماتي" لتقيم مع ابنتها. وتنتقل أخته لبيتها الجديد لكن اكتشفت انني تزوجت من شخص يريد العيش عالة علي زوجته فيعمل يوما ويظل أياما وأسابيع طويلة بلا عمل.. حتي بعد أن رزقنا الله بالأولاد لم يتخل عن كسله وتفرغ لاهانتي وضربي كلما طلبت منه النزول للعمل.. مما دفعني في النهاية للبحث عن مصدر دخل أعيش منه وأولادي. بدأت بمشروعات بسيطة من منازلهم كاعداد الوجبات الجاهزة لعلها تأتي بنفقات تعليم ابنائي الثلاثة لكنها لم تسعفني فالتحقت بالعمل في مكتب محاماة وبدلاً من أسمع من زوجي كلمة طيبة تمادي في ظلمه فكنت ألجأ الي الله وأناجيه أن يخلصني من تلك الحياة المريرة أو يعينني علي الصبر عليها دون اللجوء الي أحد سواه لكن "أبو أولادي" يأبي أن يعود الي رشده أو صوابه مما جعلني أطلب منه الانفصال ووقع الطلاق بيننا إلا أنه لم يدم طويلا فقد عاد سريعا يطلب الصفح والغفران متعهداً بألا يغضبني أو يظلمني فلم أملك سوي الرضوخ من أجل الأولاد!! عودة ومصالحة لم يسكنها الهدوء طويلا فسرعان ما عاود زوجي لطباعه السيئة التي تجاوزت في الفترة الأخيرة كل الخطوط غير مبال بأن ابنتنا الكبيرة دخلت الجامعة والابنة الثانية في الطريق اليها والصغير في الصف السادس الابتدائي.. وأنهم جميعا بحاجة لأب يحنو لا يقسو. يجمع لا يفرق.. لكن هيهات. لذا ما كان لي من مخرج سوي أن أترك له البيت وأخذ الأولاد لنقيم بعيدا عنه في شقة بالايجار الجديد وهذه هي المشكلة التي دفعتني للكتابة اليك فأحوالي المادية لن تساعدني علي الانتظام في سداد ايجار الشقة الجديد وقدره "500 جنيه".. وفي الوقت نفسه لن أستطيع العودة لحياة الذل والمهانة ويكفيني ما ذقته علي مدار السنين. وعبر بابك أناشد أهل الخير مساعدتي في الحصول علي شقة بالايجار القديم يكون في متناول يدي حتي أستطيع مواصلة المشوار مع أولادي فهل من قلب رحيم يقف بجانبي؟ المعذبة : ا.م.ه القاهرة المحررة : هكذا أخلاق "النبلاء" الذين لا يبخسون الناس اشياءهم ويعطون لكل ذي حق حقه فرغم الاهانة وما لاقتيه من عذاب علي يد زوجك لم تبخسي أهله حقهم فأشدت بخصال عائلته وبسيرة والده الطيبة وبأخلاق أمه وأخته.. لكن حقا ما أصبرك علي الاستمرار مع هذا "العواطلي" الذي لم يراع الله فيك وتخلي عن أداء كل واجباته نحوك ونحو أولادك وحين تمادي في بطشه بك كان قرارك : الانفصال هذا القرار الذي لم يكتب له العيش طويلا فسرعان ما طالب بالصفح والعفو لترضخي له في النهاية من أجل الأولاد!! وفي الحقيقة كم من البيوت التي تعيش البؤس والأحزان لأن بين جدرانها رجلا علي شاكلة زوجك وكم من الزوجات الصابرات المحتسبات اللائي لديهن الاستعداد لتحمل المزيد من أجل مستقبل الأولاد ليواصلوا تضحياتهن للحفاظ علي بيوتهن من التفكك والانهيار. .. وبعد.. وإزاء حيرتك وعجزك عن ملاحقة الايجار الجديد ها هو ندائي لأصحاب القلوب الرحيمة ليقفوا بجانبك سواء باعانتك علي سداد ايجار الشقة أو بتوفير البديل من الايجار القديم.. أعانك الله.