أعرف أنني المسئولة عما وصلت الأمور بيني وبين زوجي لا لشيء سوي أنني فرطت في حقوقي ما جعله يتمادي ويشعرني بأن ما أمنحه له عن طيب خاطر هو حق مكتسب. فعلي مدي سنوات زواجنا العشرين وأنا أعمل وفي آخر كل شهر أقوم بتسليمه مرتبي كاملا ليتولي هو مهمة إعداد ميزانية البيت وترتيب الأولويات فالمصلحة في النهاية واحدة هي توفير العيش الكريم لأولادنا الأربعة الذين رزقنا بهم تباعا. وبمرور الأيام بدأت تصدر من زوجي تصرفات جعلتني أدرك مكانتي الحقيقية لديه وانه ما تركني لأعمل واتقدم في وظيفتي الا لكي يستنزفني. لن أتحدث عن أنه يعطيني مصروفاً يومياً مثلي مثل أي ابن من أبنائنا وحذاري إن تجاوزته. كذلك لن اتحدث عن قراره المجحف حين صارت لدينا سيارة خاصة لم نتمكن من شرائها إلا بعد مشوار طويل مع الجمعيات الادخارية التي ظللنا نستقطع أقساطها من راتبي وراتبه.. وتصوري أنه حينما رأي تحمسي ل"السواقة" واجتيازي لدورات ناجحة فيها قالها لي صراحة: "لن تضعي قدمك في السيارة" وتحجج بأنه يريد الحفاظ عليها وعدم "بهدلتها"!! ومنذ هذا الموقف وقراره الصريح بعدم قيادتي للسيارة وما تبعها من مواقف منها عدم اخباري بما يحصل عليه من أرباح سنوية وانكاره لها -علي غير الحقيقة- تحت مزاعم ظروف البلد وغيرها.. اقول لكل هذا قررت ايضا ادخار أي زيادات اتقاضاها خارج المرتب لا من منطلق ان العين بالعين وإنما من أجل تحقيق الحلم الذي تمنيته لنا ولاولادنا في ظل صعودنا الوظيفي بشراء شقة أكبر من الشقة الصغيرة.. التي لم تعد تسعنا.. نعم رُحت أدخر من ورائه وحينما صار معي مبلغ كفيل بأن يكون نواة لمقدم شقة المستقبل صارحته بالأمر ظناً مني أنه سيفرح وسيضع يده في يدي وهذا ما تظاهر به بالفعل حين أكد لي عدم ممانعته علي الاستمرار في الادخار حتي يكتمل الثمن المطلوب للشقة. بعد أيام جاءني معتذراً عما سبق وأعلن قبوله له.. قالها متحججاً أيضا بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد"!!" وعدم إمكانيته من ترشيد الانفاق أي باختصار عليَّ نسيان حلم الشقة الكبيرة والرضا بالقُمقُم الذي نعيش فيه منذ سنوات وسنوات!! هنا أمسكت له بالورقة والقلم لأثبت له ان ميزانية البيت لم تتأثر في حال ادخار الزيادات فقط التي لحقت بمرتبينا مؤخراً لكنه لم يسمعني وأصر علي موقفه ما دفعني إلي حمل حقيبة ملابسي وترك البيت والأولاد لأول مرة في حياتي.. تركته لأعود من جديد للاقامة مع والديَّ يحدوني الأمل أن يراجع زوجي تصرفاته معي ويتوقف عن استنزافي مادياً ومعنوياً. ول اتندهشي لو قلت لك وهذا ما دفعني للفضفضة مع نافذتكم- ان خروجي من البيت قابله لوم شديد ليَّ من جانب والديَّ فهل بالفعل أنني أخطأت وأي خطأ ذلك وأنا التي أعطيت من صحتي ووقتي ومالي من أجل مستقبل هذه الأسرة؟ أخبريني هل أخطأت علما بأنني لا أشعر بأي ندم علي هذا القرار الفاصل في حياتي بل أري انه جاء متأخرا جداً وكان عليَّ اتخاذه منذ ان قالها لي زوجي صراحة: "لا تضعي قدمك في السيارة"؟!! الزوجة المخلصة القليوبية المحررة : بعيدا عن أي تعاطف معك لكونك امرأة مثلي أجد أنك وبمنتهي الحياد لم تخطئي حين تركت البيت وعدت إلي مسكن أبيك يحدوك الأمل الكبير في أن يراجع زوجك موقفه المتعنت معك وتخليه عن وعده لك بالسعي معا من أجل شراء مسكن أكبر يليق بمكانتكما الاجتماعية ووظيفتكما المرموقة.. وما أقدمت عليه أيتها الزوجة التي أحسبك بحق زوجة مخلصة هو نوع من الاحتجاج الراقي ان جاز القول حيث لم تتركي العنان لبركان الغضب والألم الكامن بداخلك في ظل تمادي زوجك في بخس حقوقك عليه وتخليه بما املي عليه الشرع من واجبات منها واجب الانفاق علي أهل بيته والذي جعله شرطاً من شروط القوامة والتي علي "أبو أولادك" أن يسأل نفسه هل إذا كان يعيش علي دخله فقط هل كان سيوفر لبيته ما يوفره الآن من دخلكما معا؟! هوني علي نفسك سيدتي.. وادفعي عنك الاحساس بالخطأ بمغادرتك البيت بل اثبتي علي موقفك عسي يكون فيه صلاح أسرتك وهناؤها.. فأنت في النهاية لم تسعي إلا لخيرها ولولا هذا التحكم والتكتم الذي مارسه عليك زوجك ما أخفيت عنه أمر إدخارك لبعض المال لصالح شقة المستقبل لكنها في كل الأحوال مفاجأة غير سارة له فما أصعب علي الزوج أن يشعر بأن زوجته تُخفي عنه شيئا حتي لو كان أمراً محموداً.. .. وبالنسبة لوالديك ولومهما الشديد لك علي تركك البيت فهذا رد فعلي طبيعي من أبوين ما كان لهما ان يتخيلا أن يأتي اليوم الذي يجدان فيه ابنتهما الرشيدة تعود اليهما غاضبة من بيت زوجها.. فالتمسي لهما العذر وفتح الله بينك وبين "أبو أولادك" بالحق وهو خير الفاتحين.