سيدتي.. أعلم انني السبب الرئيسي في تلك المشكلة.. وان ما حدث تم بموافقتي وكان بيدي أن أرفض.. أعرف أنها جريمة لكن كيف أكفر عنها؟.. وهل سيغفر الله لي والله يعلم ما في القلوب وأنا قلبي مليء الآن بالندم والحزن.. هل يمكن أن يخطيء أبنائي في المستقبل نفس خطئي؟ أرجو أن تجيبي أسئلتي الحائرة.. أرجوك! أنا فتاة من أسرة متوسطة.. أبلغ من العمر ثلاثين عاما.. تعرفت علي شاب من نفس عائلتي في حفل زفاف قريبة لنا.. انجذب كل منا للآخر، وبدأت لقاءاتنا.. شعرت بقرب وارتياح، ثم اتفقنا علي أن يتقدم لخطبتي.. وبالفعل تمت الخطبة وسط الأهل والأصدقاء. بدأ خطيبي في القيام بتأثيث الشقة، وفي يوم من الأيام اتصل بي وطلب مني الحضور إلي شقتنا ليأخذ رأيي في بعض الديكورات، لكنه طلب مني عدم ابلاغ أحد.. لم أهتم كثيرا وذهبت إليه سعيدة لأنني سوف أراه، وأضع لمساتي علي عشي السعيد كما أريد. فوجئت انه أحضر ورقتين مكتوبا في أعلي كل منهما »زواج عرفي«، وقد أقنعني بأنه شرعي وللأسف وافقت، وتقابلنا بعد ذلك عدة مرات حتي شعرت ان شيئا ما داخلي يتحرك، وعرفت انني حامل، فأسرعت إليه أخبره بالمصيبة وطلبت منه ضرورة تقديم موعد زفافنا قبل أن يظهر الحمل. لكن تصرفه كان غريبا.. طلب مني الاسراع بإجراء عملية اجهاض، وسارع بحجز موعد للعملية بنفسه.. وذهبت، وتمت العملية بنجاح، والحمد لله لم يشعر أحد من أهلي، وبعدها طلبت منه الطلاق »العرفي« أي ألا نتقابل سرا مرة أخري، وأن تظل علاقة الخطوبة المعلنة هي الرابط بيننا حتي يأتي الموعد المحدد للزفاف. أما رد فعله فكان غاضبا، وقال انني زوجته شرعا ولابد لي من طاعته وإلا فسوف يغضب عليّ ربي، رفضت هذا الكلام فحدثت مشادة بيننا، وخرج غاضبا من بيتنا ومن يومها وهو لم يتصل بي. انتابتني حالة من الاكتئاب وسيطر عليّ شعور داخلي بأن الله غاضب مما اقترفت من خطيئة، حتي الصلاة التي كنت أداوم عليها تركتها. أصبحت لا أتحدث مع أحد. أبكي دائما وأشعر بتأنيب ضمير لا أستطيع وصفه.. ماذا أفعل سيدتي؟.. أجيبيني. الحزينة »د. ك« الكاتبة: اندهش أحيانا عندما تصلني رسالة من فتاة مثقفة أو علي الأقل متعلمة وأجد في كل سطر من سطورها خطأ ليس املائيا ولكنه خطأ إنساني في حق نفسها، بالاضافة إلي خطئها الأكبر أمام الله وأمام أسرتها.. أنت ياعزيزتي أخطأت.. نعم أخطأت بشدة، واندفعت عندما وافقت علي الذهاب إلي شقة الزوجية، أو التي كان من المفترض أن تكون كذلك! اخطأت لأنك تعلمين نواياه، لذلك وافقت ضمنيا عليها ولم تخبري أحدا من أهلك بأنك ذاهبة إلي هذا اللقاء.. وعندما فوجئت بورقتي »الزواج العرفي« وقعت بكامل ارادتك عليهما رغم أنك لاشك تقرئين في الكثير من الصحف عن مآسي هذا الزواج الوهمي، كما تشاهدين عشرات المسلسلات التليفزيونية التي ناقشت هذا »الفيروس« الاجتماعي الجديد الذي غزا بيوتنا! وتقولين انك تشعرين بالذنب.. لك الحق في هذا الشعور.. فقد هجرك فارسك الذي كان من المفترض أن يكمل مشوار الحب والزواج والحياة السعيدة معك. هجرك لأنك تهاويت أمامه في أول اختبار وأصبحت زوجته »بلا زواج«.. ان الرجل الشرقي عزيزتي يتحمل كل أعباء الزواج حتي يرتبط بامرأة يحترمها ويحبها، ويثق ثقة تامة في أنها ستكون أما صالحة لأولاده.. وبكل أسف لم تستطيعي أنت ان تعطيه تلك الثقة.. والآن ما الحل؟ الحل ان تتصلي به وتحاولي أن تقنعيه بضرورة الاسراع بإجراءات الزفاف.. وألا تذهبي مهما دفعك إلي ذلك معه إلي الشقة مرة أخري، فإذا أصر علي موقفه، وتهرب منك ومن التزامه معك، فاخبري أمك بما حدث، فلابد في تلك المواقف أن نجد سندا حقيقيا يقف إلي جوارنا. أما الله فسيغفر لك اذا توجهت إليه بقلب صاف.. ونية صادقة.