أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الشعب المصري يسعي لتغيير واقعه منذ سنوات قليلة ماضية وعبر إجراءات اقتصادية قاسية إلا أنه تقبلها رغم صعوبتها إدراكا منه بأهمية تحمل تكاليف الاستقرار سواء تلك الخاصة بعملية الاصلاح الاقتصادي أو المتعلقة بمكافحة الإرهاب. شدد السيسي- في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان- عقب مباحثاتها علي عدم وجود تمييز بين المصريين علي أساس ديني.. قائلا: "حق كافة المصريين التمتع بالأمن والحرية ولا نستحق الشكر علي ذلك. فنحن مسئولون عن كل المصريين ولا نميز أو نقبل بالتمييز بينهم". فيما يلي نص كلمة الرئيس: السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر. أود في البداية أن أتقدم إليكم وإلي الشعب المجري بجزيل الشكر علي حسن الاستقبال والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلي بلدنا الصديق. السادة الحضور أود أن أؤكد أن القيادة المصرية لا تحارب الإرهاب بمفردها ولكن الشعب المصري بأكمله بعمقه الحضاري والثقافي هو الذي يتصدي لتلك التنظيمات المتطرفة لأنها تتنافي مع معتقداته ومبادئه.. والسبب الرئيسي للنجاح في تلك المهمة هو وقوف الشعب المصري صفا واحدا في هذه المواجهة.. كما أؤكد أن الشعب المصري يسعي للتغيير إدراكا منه بأهمية تحمل تكاليف الاستقرار.. سواء تلك الخاصة بعملية الاصلاح الاقتصادي أو المتعلقة بمكافحة الإرهاب. كما أود أن أشدد علي عدم وجود تمييز بين المصريين علي أساس ديني. فحق كافة المصريين التمتع بالأمن والحرية. ولا نستحق الشكر علي ذلك فنحن مسئولون عن كل المصريين ولا نميز أو نقبل بالتمييز بينهم. السيدات والسادة. إن العلاقات بين مصر والمجر علاقات تاريخية وممتدة حيث نحتفل العام المقبل بمرور 90 عاما علي تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطالما كانت العلاقات السياسية بينهما راسخة وقوية توفر أساسا متينا للارتقاء بمجمل العلاقات الثنائية التي شهدت تطورات ايجابية خلال السنوات الأخيرة.. وإني كلي ثقة في أن التنسيق والتشاور المستمرين مع السيد فيكتور أوربان من شأنهما دفع الشراكة القائمة بين البلدين إلي آفاق أرحب لما فيه صالح دولتينا وشعبينا الصديقين. لقد تناولت مع السيد أوربان في مباحثاتنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي حيث نحضر اجتماع منتدي الأعمال المصري المجري. الذي يتيح الفرصة لبحث سبل زيادة الاستثمارات المتبادلة وتنشيط التبادل التجاري بين مجتمعي الأعمال في البلدين. كما ناقشنا بعض القضايا الاقليمية والدولية التي تحظي باهتمامنا المشترك وذلك استمرارا لما تناولته مباحثاتنا خلال لقاءاتنا في العامين الماضيين. حيث لمست حرصا متبادلا علي استمرار وتفعيل التنسيق بين البلدين أخذا في الاعتبار المكانة الهامة التي تحتلها المجر والدور البارز الذي تقوم به داخل الاتحاد الأوروبي وفي هذا الاطار أود الاعراب عن تقديرنا للموقف المتوازن للمجر إزاء التطورات في مصر.. وأملنا في أن ينعكس ذلك علي مواقف الاتحاد الأوروبي بما يحقق فهما أكبر لحقيقة التحديات الاقتصادية والتنموية في مصر. السيدات والسادة لقد ناقشت مع السيد رئيس الوزراء سببل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية. وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها كما عرضت الرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الارهاب الذي بات يهدد كل دول العالم بما في ذلك ضرورة التعامل مع كل الجهات والدول الداعمة والمساندة للارهاب والمنظمات الارهابية.. وتطرقنا كذلك إلي أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حدا لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد جراء الحروب في منطقة الشرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في هذا الاطار.. وأوضحت للسيد أوربان العبء الذي يقع علي كاهل مصر في هذا الملف سواء فيما يتعلق بتأمين حدودنا البحرية أو بمساعينا لتأمين حياة كريمة لمن اضطرتهم الأوضاع في المنطقة إلي القدوم إلي مصر والاستقرار بها.. واتصالا بذلك فقد تبادلنا الرؤي حول آخر التطورات في المنطقة خاصة الأزمات في سوريا وليبيا والمساعي القائمة لايجاد حلول سلمية لها.. واتفقنا علي ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات.. كما تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية استنادا إلي القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين.. وأخيرا فإنني أؤكد مرة أخري علي علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين الحكومتين والشعبين في مصر والمجر وعلي أهمية مواصلة التشاور بين البلدين علي جميع المستويات من أجل تعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة.. لا شك أن الحفاظ علي دورية انعقاد الاجتماعات بيننا من شأنه المساهمة في تحقيق ما نطمح إليه من ارتقاء في علاقاتنا وتوفير آلية متابعة لما يتم الاتفاق عليه من مجالات تعاون تحقق مصالح الشعبين الصديقين. كل التحية والتقدير لرئيس الوزراء والشعب المجري الصديق.. أنني أكن لفخامته تقديرا كبيرا واحتراما علي المستوي الشخصي.. ان الشعب المجري محظوظ بفخامة رئيس الوزراء شكرا جزيلا. أعرب فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر عن ترحيبه بالرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارته الرسمية للمجر. قائلاً: إن اللقاء الذي جمعهما.. لقاء استثنائي.. والمجر ترأس تجمع "الفيشجراد". وسنجري اليوم محادثات بين دول التجمع ومصر. بحضور الرئيس السيسي.. أضاف: نستقبل ضيفاً خاصاً لأن مصر قامت بقيادة السيسي بمحاولات لبناء استراتيجية وطنية مستقلة.. والمجريون لهم رؤية خاصة للعالم. ونقدر محبة الدول الأخري لاستقلاليتهم وحريتهم ومسكهم لزمام الأمور بأيديهم.. وتاريخ المجر حافل بالصراع الدائم من أجل الحرية والاستقلال.. وقال: وعندما يأتينا رئيس من دولة يحاول بناء دولته بناء علي هذه الأسس نعتبره ضيفاً خاصاً جداً. والشعب المجري يحترمكم ويحبكم.. وأهنئ مصر علي خلق الاستقرار في اقتصادها وتبني سياسة خارجية مستقلة ومصر من الناحية السياسية كانت بعيدة لعقود طويلة. ولكن في العقد الماضي وجدنا أن مصر ليست بعيدة والبحر المتوسط قريب. بل جزء من أوروبا.. وتعلمنا أن ما يحصل في المنطقة نشعر بنتائجه في بلادنا. وكان هذا هو الحال أيضاً في القرون الوسطي. أكد أن مصر جارة لنا. وبلد مؤثر جداً في بيئتها. ولها تأثير مباشر.. ومصلحة المجر في استقرار مصر ليس فقط عسكرياً وأمنياً ولكن أيضاً اقتصادياً.. والمجر تري أن أوروبا يجب أن تسهم في تأمين استقرار الاقتصاد المصري. وفيشجراد سيسهم في ذلك. وسنبرز أهمية المباحثات الدائمة بين أوروبا ومصر. وتحقيق شراكة اقتصادية مصرية أوروبية بعيدة الأمد. وتستطيعون الاعتماد علينا في المستقبل. أضاف موجها حديثه للرئيس السيسي: قبل عامين زرت المجر. وأنا زرت القاهرة. واتفقنا علي تعاون وثيق في مختلف المجالات.. وأعرب رئيس وزراء المجر عن احترام بلاده لجهود مصر ومحاربتها الإرهاب. وقال: يمكن أن تثقوا بنا دائماً. ونعرف أن صراع مصر مع الإرهاب هو شرط أساسي لتأمين الاستقرار في أوروبا. ومصر تدافع عن المجر وأوروبا بشكل عام. ومن مصلحتنا أن يكلل صراعكم مع الإرهاب بالنجاح. ونكن لكم التقدير بأنكم تدافعون عن المسيحيين في الشرق. وتمارسون سياسة يُحتَذي بها. ونشكركم علي التزامكم تجاه المسيحيين. أضاف: اليوم سنسعي خلال محادثات فيشجراد لمناقشة القضايا الأمنية. ونطلق مشروع تعاون مصري ومجري.