كلنا يعلم جيداً التاريخ الاسود لقطروتركيا في دعم وتمويل وتسليح الارهاب وايواء مقاتليه من 2011 حتي اليوم.. وبطبيعة الحال فإن هذا الدعم زاد ورقعته علي الارض اتسعت بعد ثورة 30 يونية 2013 حيث اصبح كأس العالم للارهاب يقام علي اراضينا. لن اعود إلي هذا التاريخ الاسود بالتفصيل لان الكل يعلمه ويحفظه عن ظهر قلب.. ونشكر قناة الجزيرة الصهيونية علي حسن تعاونها حيث امدتنا بغبائها المعهود بالادلة الدامغة علي تورط دويلتها الهاموشية واميرها التافه. من الآخر.. فإن كل ما يحدث في المنطقة من ارهاب نعلم جيداً ان تركيا تدرب وتسلح. وقطر تمول.. والدولتين تدعمان لوجيستياً واعلامياً.. كما ان ايران تدعم وتسلح وتمول حزب الله في سوريا والحوثيين في اليمن لاهداف طائفية.. كنا نعلم ذلك وسكتنا لان كل شيء كان تحت السيطرة فعلاً.. ولكن خطأنا اننا سكتنا عليها وعلي تجاوزاتها وجرائمها في حقنا اكثر من اللازم.. الا ان 4 جرائم متتالية وقعت غيرت نظرتنا واستراتيجيتنا تجاه كافة الدول الداعمة للارهاب عامة وقطروتركياوايران خاصة.. هذه الجرائم هي تفجير الكنيسة البطرسية ثم كنيستي طنطا والاسكندرية وايضاً الهجوم علي كمين النقب. من المؤكد ان الجرائم الاربع جعلت شعب مصر في قمة الغضب وبالتالي كان لابد ان يضع الرئيس السيسي النقاط فوق الحروف.. وقد واتته الفرصة امام القمة العربية الاسلامية الامريكيةبالرياض حيث القي خطاباً مدوياً اصبح وثيقة رسمية في مجلس الامن باعتباره "خارطة طريق" لمواجهة الارهاب بكل تنظيماته دون انتقائية وعلي كافة مسارح عملياته.. كما اضفي الرئيس عنصراً جديداً وفي غاية الاهمية في تعريف الارهابي حين أكد ان الارهابي ليس من يحمل السلاح ويقتل فقط بل هو ايضاً من يموله ويسلحه ويؤويه ويدعمه لوجيستياً واعلامياً وبالتالي فإنه شريك اصيل في الارهاب.. ثم ضرب "كرسي في الكلوب" متسائلاً وعمن يوفر الملاذات الآمنة للارهابيين. عمن يشتري منهم البترول المسروق من العراقوسوريا ويشاركهم في تجارة الآثار المنهوبة والمخدرات. وعمن يتبرع لهم.. ومعروف للكافة ان الملاذات في قطروتركيا وأن لا احد يشتري البترول والآثار ويتاجر في المخدرات سوي تركيا وان التبرعات والانفاق ببذخ لا يأتيان الا من الدوحة وانقرة. هنا.. جن جنون تميم ابن موزة بعد ان تعري واصبح بلبوصة لان علي رأسه بطحات كثيرة اضافة إلي تجاهله الواضح في القمة من كافة الزعماء فغادر الرياض فور انتهائه من القاء كلمته عائداً إلي امارته وهو يكاد ينفجر.. ولانه تافه فقد اصدر تصريحات وقرارات "مناخوليا" لعلها تشوه القمة حيث اشاد في تصريحاته بإيران واسرائيل واعتبر حماس الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وان الاخوان فصيل سياسي معارض وليس ارهابياً. وتضمنت قراراته سحب سفرائه من مصر والسعودية والامارات والبحرين.. ولكن بعد فاصل من التوبيخ والتلطيش تلقاه من والده وصل إلي حد ضربه علي وجهه اخترع ابن موزة حدوتة هطلة مثله حيث نفي اصداره هذه القرارات زاعماً ان وكالة الانباء القطرية قد اخترقت من هاكرز!! لم يتوقف تميم عند هذا الحد لكنه اراد اثبات وجوده فكانت جريمة الهجوم علي اتوبيس اخوننا الاقباط بالمنيا والتي استشهد فيها 29 مصرياً. بالطبع.. كان مستحيلاً ان تمر الجريمة مرور الكرام فقامت مقاتلاتنا بسحق معسكرات الارهاب في درنة بليبيا وخرج الرئيس السيسي ليوجه الرسالة التي كنا ننتظرها من زمان: "لن نتردد في ضرب اي معسكرات ارهاب تهدد امننا في اي مكان داخل او خارج مصر". اغضب اكثر يا سيسي.. فقد كان لابد من ضرب هذه المعسكرات وسحقها وتسويتها بالارض وهذه ليست بدعة ابداً طالما ان هذه المعسكرات تهدد امنا القومي فدول كثيرة فعلت ذلك والقانون الدولي يؤيد هذا.. وكلام الرئيس هنا معناه ان ذلك سيكون اسلوب حياة ولن "نركن" ثانية مثلما فعلنا بعد الغارة التي قمنا بها عقب ذبح 21 مصرياً في سرت. الآن.. هناك عدة اسئلة تدور في الشارع المصري: * اولاً.. في كلمته لابلاغ الشعب بضرب معسكرات الارهاب بليبيا لماذا ذكر الرئيس السيسي المجتمع الدولي والرئيس الامريكي ترامب في جملتين مفيدتين مرتبطتين بكلمته امام قمة الرياض؟؟.. هل يقصد انه نبه وحذر وطالب بضرورة المحاسبة وبالتالي فقد أعذر من أنذر.. ام اراد ان يقنن وضعاً قانونياً مشروعاً كنا محرومين منه.. ام يحاول لفت نظر ترامب إلي ان خارجيته كانت قد حذرت رعاياها قبل عملية المنيا باحتمال وقوع عمل ارهابي في مصر فكيف عرفت وهل ابلغت مصر بالمعلومات التي تملكها؟؟ * ثانياً.. ماذا نحن فاعلون مع الدول الداعمة للإرهاب خاصة قطروتركياوايران؟؟ أليس المفروض استثمار هذا التوقيت المثالي في علاقاتنا مع ترامب واعداد ملفات عن جرائم هذه الدول مدعومة بالادلة وتقديمها لمجلس الامن لمحاسبتها؟.. أليس المفروض ايضا قطع العلاقات مع قطروتركيا مثلما هي مقطوعة اصلاً مع ايران؟؟.. الفرص اذا ضاعت منا فربما لاتعود. * ثالثاً.. ما هي الاستراتيجية المفروض اتباعها في ليبيا؟؟.. أليس من واجبنا ومصلحتنا ومصلحة الاخوة الليبيين ان نتفق سوياً علي ان نسيطر نحن امنياً علي العمق الليبي وبما يعادل نصف مساحة البلد الشقيق المتاخم لحدودنا حتي نملك نحن الضربة الاستباقية والاجهاضية وتكون اي عمليات خارج حدودنا خاصة ان ذلك ليس ايضاً بدعة بل تفعله دول كثيرة ام هو حرام علينا حلال لامريكا وبريطانيا واسرائيل وتركياوايران وغيرها..؟؟ لقد اعجبني ما قاله الاستاذ احمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية علي "تويتر" موجهاً كلامه للرئيس السيسي: "يا ريس سيسي.. لاتأخذك بهم رحمة.. هؤلاء لم يرحموا شعبك وعليك الا ترحمهم.. اسرع في الجزاء.. انهم شياطين.. وجهنم اولي بهم". انه المختصر المفيد.