قفز اسم بطل المصارعة طارق عبدالسلام فجأة وأصبح حديث الجميع بعد فاجعة حصوله علي بطولة أوروبا في وزنه وهو يرتدي فانلة المنتخب البلغاري وليس المصري بعدما تم تجنيسه بسبب سلبية المسئولين عندنا سواء وزير الشباب والرياضة أو اللجنة الأوليمبية أو اتحاد المصارعة. وتسابق جميعهم للتنصل من المسئولية بل انشغلت كل جهة في إلقاء التهمة علي الآخر علماً بأن الأمر انتهي ومصر فقدت واحداً من أبنائها أبطال الألعاب الشهيدة التي وضعت قدميها علي طريق الانقراض بمصر بعدما زهق وطهق الأبطال من التجاهل أو الحروب التي تشن ضدهم دون أن يجدوا من يحميهم ويدافع عنهم. وانفجر بركان غضب أبطال الألعاب الشهيدة بعد واقعة طارق عبدالسلام ونسمع الآن يومياً إما عن اعتزال لاعب منهم أو اتجاه آخر للتجنيس ليس من أجل البطولات فقط ولكن حتي يتمكن من أن يعيش حياة آدمية كريمة. كل هذا يحدث رغم علم وتأكد الجميع أن الأمل الوحيد لمصر في الدورات الأوليمبية وبطولات العالم يكمن فقط في الألعاب الشهيدة المصارعة ورفع الأثقال والجودو والتايكوندو ولكن دائماً لا حياة لمن تنادي. فالوزير خالد عبدالعزيز يعيش في واد ومشاكل الرياضة المصرية كلها في واد آخر فهو تخصص فيسبوك وتهاني وحضور مباريات الكرة للمنتخب والأهلي والزمالك من أجل الشو والصورة ولم يحرك ساكناً لدعم ومساندة شباب مصر الأبطال. لم نر أو نسمع تصريحاً واحداً للوزير يعلن خلاله عن كيفية محاربة ظاهرة تجنيس أبطال مصر وما هي الحلول التي يمكن طرحها علماً بأنها من أبسط ما يكون فقط رعاية ودعم وحماية هؤلاء اللاعبين بما يضمن الحفاظ عليهم فهم ثروة قومية يا معالي وزير الفيس بوك والتهاني. ولا أعلم أين ذهب رئيس اللجنة الأوليمبية هشام حطب من تلك الأزمة الخطيرة ولماذا يختفي وهو مسئول من منطلق منصبه عن حماية أبطال مصر لأن اللجنة الأوليمبية هي راعية كل الاتحادات الرياضية وتلك الأزمة في نظري تمثل خطراً علي الأمن القومي أم أن الانتخابات والحفاظ علي المقاعد الوثيرة في مجالس الإدارات بات الأهم. نعم التجنيس خطر علي الأمن القومي لأن كل نجاح يحققه البطل المجنس بغض النظر عن الدولة التي يلعب باسمها يدفع بآخرين من نجومنا لأن يحذو حذوهم سواء الحاليين أو القادمين في الطريق وشيئاً فشيئاً ستخلوا الرياضة المصرية من أبطالها ولن يكون لدي شباب مصر الرمز والمثل الأعلي الذي يطمحون في الوصول إلي ما حققه لبلدهم. وألوم هنا أيضاً علي لجنة الشباب بالبرلمان ورئيسها فرج عامر ألا يوجد طلب احاطة واحد لمناقشة هذه الأزمة الخطيرة ويتم استدعاء الوزير ورئيس اللجنة الأوليمبية ورؤساء الاتحادات الرياضية المعنية لمعرفة ما هي خططهم للتصدي لها ونؤكد لأبطالنا أنهم في عين وقلب مصر بالعلم الفعلي علي أرض الواقع لا بالكلام. رجاء فلتتحرك كل الجهات المعنية فالأزمة ليست في طارق عبدالسلام لأنه لا يوجد داع للبكاء علي اللبن المسكوب ولأن مصر بها فعلاً ألف طارق عبدالسلام ولكن لأن الأهم هو الحفاظ علي هؤلاء الأبطال لا أن نضع رؤوسنا في الرمال مثل النعام ونترك للآخرين الفرصة والمجال الفسيح لتجريف مصر من المواهب الرياضية.