أخيرا بعد طول مماطلة أقر مجلس النواب بأغلبية 430 عضواً صرف علاوة ال 10% بأثر رجعي 11 شهرا لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية. أعلن د. محمد معيط نائب وزير المالية استعداد الوزارة لصرف هذه العلاوة التي أقرها الاعضاء قبل شهر رمضان القادم.. موضحا أن هذه العلاوة الخاصة بحد أدني 65 جنيها وأقصي 120 جنيها. وقال معيط إن العلاوة تنطبق علي 3 ملايين موظف من العاملين بالهيئات العامة والاقتصادية الذين يعملون بلوائح وقوانين وكوادر خاصة كالقضاة والمعلمين والاطباء والصحفيين ووزارتي الداخلية والدفاع وكذا الجهاز المركزي للمحاسبات.. الخ من الفئات التي لا تخضع لقانون الخدمة المدنية!! لكنه- أي معيط- تجاهل تماما الإشارة من قريب أو بعيد لحقوق 9 ملايين مواطن علي المعاش الآن ومن حقهم أن يأخذوا علاوة لتحسين ظروفهم المعيشية الصعبة!! لأن هؤلاء الناس أدوا واجبهم في الوظائف العامة وعندما خرجوا إلي التقاعد لم يجدوا أحدا من العاملين في وزارتي التضامن والمالية يحنو عليهم!! بل كانت المؤامرات تحاك ضدهم لضم أموال الصناديق الخاصة بهم في التأمينات وهي بالمليارات من الجنيهات إلي خزانة الدولة.. وحتي الآن يخوض البدري فرغلي رئيس اتحاد المعاشات حربا ضروسا لإعادتها واستخدام ريعها في تمويل حقوق اصحاب المعاشات حتي يعيشوا حياة كريمة وهم في أواخر عمرهم!! والسؤال: هل أصبح اصحاب المعاشات الذين يطالبون بحقوقهم -وليس منحا أو صدقات من احد كما يتصور البعض -من سقط المتاع أو خيل الحكومة الذين يجب التخلص منهم ومن نداءاتهم المتكررة للمسئولين أن يراعوا الله في حقوقهم ومتطلباتهم في معيشة كريمة؟! السؤال يفرض نفسه أمام هذا التجاهل المر من مسئولي وزارتي التضامن والمالية وكذا البرلمان لفئة أفنت عمرها في الوظائف وأدت دورها وسددت حقوق التأمينات طوال مدة خدمتها.. وآن لها أن تستريح وأن تعيش بكرامة وعزة دون تسول أو محايلة واستعطاف من أحد.. وأيضا من ريع أموالها التي تم الاستيلاء عليها في عهد الوزير الهارب بطرس غالي!! فهل يشعر بهم أحد من هؤلاء؟! وهل يتذكر انه في يوم من الأيام -قرب أو بعد- سيصبح في نفس حال اصحاب المعاشات الذي يتجاهلهم اليوم ويتجاهل صرخاتهم ومعاناتهم.. وأن اغلبيتهم الان لا يجد قوت يومه أو تكاليف العلاج والسكن بعد أن تكالبت عليه الاعباء وأمراض العجز والشيخوخة؟! أصحاب المعاشات يطالبون بعلاوة خاصة مثل غيرهم.. وهذا حقهم.. ويجب علي الحكومة والبرلمان أن يسرعا ببحث الأمر الذي تجاهلاه وقبل شهر رمضان الكريم ايضا.. لأن الجميع من هؤلاء سيكون يوما ما كما قلت في نفس الأوضاع المأساوية التي يعيشها العواجيز الآن والذين ندير لهم ظهورنا وعقولنا وكأننا لا نراهم ولا نسمعهم رغم أن مطالبهم عادلة وحيوية.. بل وجوهرية لهم وللمجتمع الذي لا يقبل أن نأكل الناس لحما وأن نرميهم عظما!! كما أن صمت البرلمان بشأنهم -أي اصحاب المعاشات- يثير الريبة والشك.. أليس هؤلاء من جماهير الناخبين الذين وقفوا بالساعات لاختيار نوابهم الذين يعبرون عنهم وعن آلامهم وآمالهم؟! اصحوا يا قوم.. لأن الله سبحانه وتعالي سيحاسب الجميع علي ما يفعلونه بكبارهم عندما تتكالب عليهم كل الظروف: الشيخوخة والمرض وغلاء الأسعار.. ورغم ذلك ننظر إلي الموظفين الموجودين في الخدمة ونترك غيرهم الذين لهم في جيب الحكومة ورقبة الدولة أكثر من 631 مليار جنيه لو حصلوا عليها وتم استثمارها لصالحهم لحصلوا علي هذه العلاوة وأكثر منها.. بمعني أنهم أصحاب حق.. ولا يتسولون من أحد!! أتمني أن تكون الرسالة وصلت لمن يضعون سدادات في الأذن ونظارات سوداء علي العيون حتي لا يسمعوا ولا يروا أحوال أصحاب المعاشات! عموما قد بلغت اللهم فاشهد.. وعلي الله قصد السبيل.