موجة من الغضب اجتاحت أصحاب المعاشات بعد تدني القيمة الشرائية لمعاشاتهم لأكثر من 50% مطالبين بإعادة النظر إليهم وتحديد حد ادني للمعاشات كما نص الدستور بالاضافة لضرورة صرف علاوة استثنائية تتماشي مع نسبة التضخم وجنون الأسعار مؤكدين ان الغلاء قد افترسهم وتدهورت أحوالهم وأصبحوا لا يجدون حتي تكاليف الدواء. يقول الحاج صالح هاشم 70 عاما ضاع عمري عملت لمدة 35 عاما في خدمة البلاد وفي النهاية حصلت علي 600 جنيه معاش فقط أصبح الآن 1000 جنيه اسدد منه فواتير المياه والغاز والكهرباء ومع موجة الغلاء التي اجتاحت كل شيء اصبح المعاش لا يكفي حتي مصاريف العلاج والذي يتضاعف هو الآخر أكثر من مرة في أقل من شهرين. ويستكمل الحديث راضي فرج 60 عاما قائلا علي الرغم من انني خدمت البلاد لاكثر من 37 عاما وبدلا من أن تكرمني الدولة علي عمري الذي افنيته في خدمة الوطن اجد الاهمال والتجاهل فلا توجد رعاية صحية آدمية تليق بشيخوختنا هذا بخلاف غلاء المعيشة الفاحش والذي يفترسنا يوما بعد يوم فهل يعقل انني بعد كل هذه السنوات اتقاضي معاشا 1200 جنيه مثلي كمن يبدأ حياة وفي مقتبل العمر فأين العدل في ذلك؟ مع العلم انه مازال لدي ابناء يحتاجون المزيد من المصاريف. وبلهجة حزينة يقول محمد عبد الرحمن خدمت بالهيئة العامة لمرفق القاهرة الكبري 27 عاما لأتقاضي في النهاية 1690 جنيها معاشا فقط فكيف اعيش حياة كريمة بهذا المبلغ ولدي 6 من الابناء مازالوا في مراحل التعليم المختلفة وأنا مريض بالقلب ومع الارتفاع غير المسبوق في العلاج والطعام لابد أن تعيد الحكومة النظر في المعاشات التي أصبحت لا قيمة لها مع التضخم الذي نراه يوما بعد يوم. وطالب سعيد هاشم رئيس الوزراء بالتدخل السريع لحل مشاكل اصحاب المعاشات وان تكف وزيرة التأمينات عن التصريحات فهناك أكثر من تسعة ملايين مواطن من اصحاب المعاشات تدهورت أحوالهم ولا يجدون حتي الدواء لعلاجهم بسبب تجاهلها وتهميشها لقضاياهم. وفي غضب عارم يقول عيد مرعي احمد اين أموال اصحاب المعاشات فهناك اكثر من 600 مليار جنيه لا نعلم عنها شيئا فهل من المعقول انني بعد 22 عاما من الخدمة اتقاضي معاشاً 1570 جنيها فقط ونحن لدينا كل هذه الأموال لدي الحكومة والتي تتركنا نتسول بعد هذا العمر لذلك اطالب بتطبيق الحد الادني للمعاشات كما أقر الدستور والقانون. أين أموال المعاشات؟ ويشاركه الرأي ممدوح سراج قائلا: نطالب بزيادة في المعاشات فورية بالاضافة إلي علاوة استثنائية سنوية تتماشي مع نسبة التضخم التي لا تقل عن 20% ونحن لا نتسول ولكن فقط نطالب بحقنا فهناك 448 ملياراً منذ عام 2005 وحتي الآن يتم استثمارها ولا عائد مطلقا علي اصحاب هذه الأموال لذلك فنحن لا نرغب سوي في تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لايصال الحقوق لمستحقيها. ويوضح البدري فرغلي رئيس الاتحاد العام لاصحاب المعاشات ان هناك خللا جسيما في منظومة المعاشات وأصحاب المعاشات سقطوا تماما من الحسابات فهناك حوالي 9 ملايين أسرة أصبحت تحتضر وتتسول طعامها وعلاجها بعد أن اصابتهم الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بخيبة أمل وانهيار اجتماعي واقتصادي غير مسبوق فقد تدنت القيمة الشرائية لمعاشاتهم لأكثر من 50% في أقل من 30 يوما هذا مع العلم ان دخولهم ثابتة ولا يطرأ عليها أي زيادة فهم لا يتقاضون حوافز ولا بدلات ولا مكافآت سواء في المناسبات الدينية أو الوطنية. ويضيف فرغلي تتلاعب الحكومة بأموال اصحاب المعاشات كل يوم وتقوم باستثمارها لصالحها فرغم اننا غير مقتنعين بتصريح وزيرة التضامن ان أموالانا فقط 634 مليار جنيه الحقيقة انها تتجاوز التريليون جنيه لكننا لو فرضنا ان هذا هو الأمر الواقع فأين هذه الأموال واصحاب المعاشات يتساقطون يوميا من الفقر والمرض ولا يجدون ثمن الدواء ولا الطعام فهم ضحايا كل النظم التي مرت عليهم ولم تنصفهم لذلك سيقوم الاتحاد بإجراءات تصعيدية بعيدا عن المذكرات والمطالبات التي أصبحت غير مجدية. ويشير سعيد البنا مدير العلاقات العامة بالهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية للعاملين بالقطاع العام والخاص إن العلاوة المقرر صرفها الشهر القادم هي العلاوة الدورية المستحقة للعاملين بالدولة غير الخاضعين لقانون الخدمة المدنية بأثر رجعي من شهر يوليو الماضي ولا توجد أي استحقاقات متأخرة لغير هذه الفئة أما اصحاب المعاشات فقد تم صرف العلاوة الدورية لهم شهر اغسطس بأثر رجعي شهرين وانتظم الصرف بالعلاوة الجديدة بصفة مستمرة من الشهر التالي ولا صحة لما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان هناك أي علاوة استثنائية لاصحاب المعاشات.