لم يكن قرار وزارة الآثار بضم مقابر اليهود بالإسكندرية قراراً وليد اللحظة ولكن المفاجأة التي تكشف عنها "المساء" في ان الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار قبل ثورة يناير كان قد أصدر قرارا بضم مقابر اليهود في أنحاء مصر إلي المجلس علي اعتبار من انها جزء من تراث مصر وتاريخها تمهيدا لاعمال حفر وتنقيب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر الا ان القرار لم يفعل بسبب اندلاع الثورة ويأتي قرار وزارة الآثار حماية للاثر وايضا احباط ايه محاولات للتنقيب عن الاثار من قبل اليهود بالمقابر خاصة وان هناك العديد من البعثات الاوروبية تحاول ان تنقب اسفل المقابر لاثبات وجود مقبرة الاسكندر الاكبر خاصه وان مقابر اليهود بالاسكندرية التي ضمتها وزارة الاثار تقع في اشهر المناطق التي كانت تضم اثار الاسكندرية القديمة بالعصر اليوناني والبطلمي وهو الحي اللاتيني الذي يضم مقبرة تصل مساحتها الي 12 فداناً ومنطقة الشاطبي التي تضم مقبرتين الاولي بمساحة 4 أفدنة والثانية بمساحة فدانين. تضم مقابر اليهود بالحي اللاتيني مايقرب من 20 الف مقبرة تتميز بالطراز المعماري اليهودي بالعصر القديم كما انها تضم اشهر العائلات اليهودية التي ساهمت في الصناعة والتجارة بمصر ومنهم عائلة سوارس التي أنشأت في البنك الاهلي والعقاري وساهمت في انشاء خطوط السكك الحديدية وعائلة سموحة اشهر تجار القطن ويوجد باسمها ناد ومنطقة بأكملها في الاسكندرية كانت ملكهم في الاساس وعائلة نسيم موصيري منشئ فندق سان استيفانو ومينا هاوس وعائلة منشة ويعتبر يعقوب منشة اول رئيس للطائفة اليهودية عام 1860 وكان من صفوة المجتمع وله شارع باسمه بمنطقة محرم بك وبالقاهرة. * ولعل المفاجأة كانت بقيام وزارة الأثار بضم معبد كنيس منشة بالمنشية المقام منذ 158 عاماً وايضا والد ووالدة الفنان عمر الشريف المدفونين بمقابر الشاطبي وغيرهم العديد من الاسر الثرية بالإسكندرية. * ويقول محمد متولي "مدير عام الاثار الاسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالي" ان مقابر اليهود بالإسكندرية مازالت محتفظة بكيانها المعماري ولم تطلها يد الاهمال اسوة بباقي المقابر الاخري موضحا انها تتميز بنقوش ومعمار فريدة كما انها مزينة بمجموعة من التماثيل الرخامية مما يعطي لها شكلاً جمالياً فضلا انها محاطة باسوار عالية للحفاظ عليها خلال السنوات السابقة. * اما بالنسبة لمعبد كنيس فهو من ابرز الاثار اليهودية بالاسكندرية واسسه يعقوب منشة أول رئيس للطائفة اليهودية عام 1860 وكان من صفوة المجتمع في ذلك الوقت فما كان مقر لاجتماع الطائفة اليهودية وانشأ بجواره حاره اطلق عليها حارة اليهود لتسكين افراد الطائفة من محدودي الدخل حتي يكون بالقرب من المعبد الا انه تم التوقف عن الصلاة به و تم إنشاء المعبد اليهودي بالنبي دانيال ويعد المعبد تحفة معمارية مكونة من طابقين والطابق العلوي به شرفة للنساء. * جدير بالذكر ان اعداد الطائفة اليهودية بالاسكندرية لم يتجاوز ال17 فرداً المتبقين علي قيد الحياة والذين رفضوا ان يغادروا مصر وليس لهم أبناء بعد ان هاجر أبناؤهم الي الخارج ويقوم علي رعايتهم خادم نوبي من أبناء النوبة مسلم وهو الذي يتولي إدارة المعبد ويثقون فيه ثقه عمياء كما ان مقابر اليهود تتميز بان الدفن فيها يتم داخل مبان ويوجد امام كل منها مقاعد من الرخام للراغبين في الجلوس امام المقبرة كما يوجد صور بالألوان علي بعض المقابر لاصحابها ويوجد بالمعبد لافتات نحاسية علي كل مقعد تحمل صاحبه من المتبقين علي قيد الحياة ولا يتم نزعها بوفاته.