جداول امتحانات صفوف النقل لمدارس التعليم الفني الزراعي التيرم الثاني بالفيوم    "كنترول إس"، مشروع تخرج لطلاب إعلام حلوان يستهدف الحفاظ على الممتلكات العامة    أبرزها الزيوت والألبان.. التموين: انخفاض كبير في الأسعار الفترة المقبلة    بعد تراجع الحديد أمس.. تعرف على أسعار الحديد اليوم الخميس بالأسواق (موقع رسمي)    وزير المالية: نعمل وفقًا استراتيجية لإدارة الدين والنزول بمعدلاته لأقل من 80٪ في 2027    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وتسليم الوحدات السكنية بمبادرة «سكن لكل المصريين»    هيئة البث الإسرائيلية: اجتياح رفح سيتم على مرحلتين تبدأ بإصدار بيانات لإجلاء السكان وإنشاء أماكن نزوح    عالم هولندي يثير الرعب مجددا، تحذير من زلزال مدمر خلال أيام    الجيش السوداني عن احتجاز مصر سفينة متجهة للسودان: معلومات مضللة    موسيماني السبب.. سفيان رحيمي يكشف سر تعثر انتقاله للأهلي    ليفربول يواجه أتالانتا في الدوري الأوروبي    عاجل...غياب حسين الشحات بدء محاكمة لاعب الأهلي في قضية التعدي على الشيبي    استعدادا لامتحانات الثانوية العامة 2024.. 14 إجراء عاجل من التعليم    ضبط 100 طن سكر ودقيق بلدي مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    3 مصابين في حريق مخبز بقنا    بعد 5 أيام من البحث.. انتشال جثمان غريق الساحل الشمالي بعد ظهوره على سطح المياه    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    عضها حصان.. إصابة سائحة سورية في الأهرامات    وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع منظمة "الألكسو"    ردد الآن.. دعاء للمريض بالشفاء داخل غرفة العمليات    احذروا الذباب الصحراوي، ضيف ثقيل على مصر يسبب لدغات مؤلمة وحكة شديدة    "ريمونتادا" ومفاجآت فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا    كواليس جلسة محاكمة حسين الشحات بتهمة التعدي على لاعب بيراميدز    عاجل.. شوبير يفجر مفاجأة مدوية بشأن فشل انتقال سفيان رحيمي ل الأهلي    إبراهيم صلاح: الزمالك لا يحتاج ل لاعب في مركز 6 بعد تواجد شحاتة ودونجا    مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 18 أبريل.. عز عامل عمايله    الرعاية الصحية: 10 مستشفيات جديدة ومجمع الفيروز الطبي يدخلون الخدمة 30 يونيو المقبل    8 علامات قد تشير إلى تدهور البصر    هولندا تعرض على الاتحاد الأوروبي شراء "باتريوت" لمنحها إلى أوكرانيا    مجموعة السبع: الإفراط فى تداول العملات الأجنبية له آثار سلبية على الاقتصاد العالمى    بعد ثوران بركان روانج.. إندونيسيا تصدر تحذيرا من تسونامي    فيلم «عالماشي» يحقق إيرادات ضعيفة في شباك التذاكر.. كم بلغت؟    مستشارة وزيرة الثقافة: مصر لديها بصمة تراثية تختلف عن الآخرين.. فيديو    جامعة أسيوط تشارك في مسابقة دولية للبرمجة.. منافسة مع طلاب 111 دولة    بالتواريخ| عدد إجازات الموظفين في عيد العمال وشم النسيم    مجلس النواب يكشف عن مواعيد عقد الجلسات العامة    وزير النقل يشهد توقيع مذكرة تفاهم بشأن بناء وتطوير البنية الفوقية لميناء برنيس البحري    «الرقابة الصحية»: وضع ضوابط ومعايير وطنية لتدعيم أخلاقيات البحوث الطبية    وزير الري: تحديد مواقع ورسم خرائط مآخذ المياه ومراجعة منحنيات التصرفات    ‫وزارة الزراعة تطلق 10 منافذ متحركة لبيع كرتونة بيض المائدة ب140 جنيها    علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد    قصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط غزة    «كن فرحًا».. مؤتمر لدعم وتأهيل ذوي الهمم بالأقصر    السفارة الأمريكية تنظم فعاليات لدعم التدفق السياحي إلى الأقصر    مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة صادمة عن كولر    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية لقرية سيدى شبيب الأسبوع المقبل    طارق الشناوي: «العوضي نجح بدون ياسمين.. وعليه الخروج من البطل الشعبي»    منة عدلي القيعي: بجمع أفكار الأغاني من كلام الناس    أحمد عبد الله محمود يكشف كواليس تعاونه مع أحمد العوضي ومصطفى شعبان    وزارة الطيران المدني توضح حقيقة انتظار إحدى الطائرات لمدة 6 ساعات    مدير أعمال شيرين سيف النصر: كانت عايزة تشارك في عمل ل محمد سامي ( فيديو)    ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟.. دار الإفتاء توضح    شاب يتحول من الإدمان لحفظ القرآن الكريم.. تفاصيل    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الصين قادمة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    إبراهيم نور الدين: كنت أخشى من رحيل لجنة الحكام حال إخفاقي في مباراة القمة (فيديو)    الجزائر تقدم مساهمة استثنائية ب15 مليون دولار للأونروا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روزاليوسف تدخل المعابد اليهودية في مصر


لم يخرجوا من مصر
حوالى 50 مليون جنيه تنفقها مصر على ترميم 12 معبدا يهوديا فى مصر.
معلومة من الطبيعى أن تثير غضب البعض، خاصة لمن لا يفصلون بين إسرائيل كدولة وبين اليهودية كديانة ومن المتوقع أيضا أن تولد هذه الأنباء جدلا واسعا حول الهوية المصرية، وضرورة أن تشمل مظلة التسامح اليهود المصريين، لأنه لايزال بيننا منهم حوالى 50 عجوزا أغلبهم من السيدات، رغم أن هذا يتزامن مع هجمة إسرائيلية جديدة لسرقة التراث الإسلامى فى فلسطين المحتلة وضمها للتراث اليهودى، وبالذات بعد أن شارك حاخامات إسرائيليون متطرفون فى احتفال أقامته الطائفة اليهودية بالقاهرة مع إعادة فتح معبد «موسى بن ميمون» بحارة اليهود بعد ترميم تكلف 9.5 مليون جنيه.
«روزاليوسف» فتحت هذا الملف الساخن وقامت بجولة خاصة جدا لتفقد ال12 معبدا يهوديا الموجودة بالقاهرة والمعبد الوحيد الباقى بالإسكندرية والمقابر اليهودية التى تعترف بها الآثار والتى لم تعترف بها حتى الآن لإقرار الواقع التاريخى الذى يحمل العديد من الرسائل.
استمعنا أيضا إلى حكايات ونوادر سردها لنا عواجيز العباسية والظاهر ومصر القديمة عن هذه المعابد عندما كانت تعج بالزوار، وحتى تحولت إلى أماكن مهجورة تحييها مصر الآن لتتحول لمواقع أثرية، لا إلى «مسمار جحا» جديد من طراز «أبوحصيرة»، كما يعلق الكثيرون الذين زادت مخاوفهم مع رقص الحاخامات فى معبد «موسى بن ميمون».
ونحن لدينا رسالة نؤكدها، وهى أن اليهود لم يخرجوا من مصر، فمازال هناك يهود مصريون يمتدحون التسامح المصرى والشهامة التى لم تتغير.
ويتميز هذا الملف بحوار مع «كارمن واينشتين» رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة ود.زاهى حواس الأمين العام للآثار حول قضية الترميم وهل كانت هناك ضغوط وراءها وحقيقة خلاف الاثنين حول «حفل بن ميمون» وهل هناك حاخامات مصريون وما مدى علاقة الطائفة اليهودية المصرية بإسرائيل؟!
كل هذه الأسئلة المثيرة.. إجاباتها فى هذا الملف.
روزاليوسف


«روزاليوسف» داخل المعابد والمقابر اليهودية فى مصر
المعابد اليهودية بالقاهرة والإسكندرية يصل عددها إلى 12 معبداً والمقابر اليهودية فى البساتين تضم جزءا معترفاً به «أثريا» هو «حوش الموصيرى» وجزءا آخر غير معترف به «مدافن بن حاييم» زرناها وجمعنا حكايات المصريين العجائز حول أساطير وكرامات يهودية قديمة وحول نوادر الأسر اليهودية الغنية والفقيرة، وخريطة تحركات اليهود فى مصر من الحارة الشهيرة وحتى خروجهم لحى العباسية والظاهر مع الزحام الشديد فى بداية القرن العشرين، ولم تكن رحلتنا مجرد زيارات لجمع الحكاوى، بل للتأكيد من جديد على أن هذه الآثار المصرية معبرة عن الحياة المصرية لا غير، وبالتالى لا علاقة لأحد غير المصريين بها، واقعيا وليس كلاما وخطبا.
المعبد الأشهر الآن المسمى ب«موسى بن ميمون» يقع على بعد أمتار قليلة من دير «مار جرجس» التاريخى بحارة اليهود، وتحيطه مدرسة «العدوى الابتدائية» التى كانت واحدة من ضمن أقدم مدرستين ابتدائيتين فى حارة اليهود، وهو أقدم كنيس تم بناؤه فى مطلع القرن الثانى عشر الميلادى، وصاحبه من أشهر المفكرين اليهود، ولد فى قرطبة بالأندلس، وعرف باسم «رم ربام» وهى الحروف الأولى من اسمه ولقبه «الراب موشيه بن ميمون» ومن الأقوال المأثورة عنه بين اليهود قولهم: «لم يظهر رجل كموسى من أيام موسى إلا موسى» لبراعته فى الطب والعلوم الرياضية والفلسفة، واضطر ابن ميمون للهجرة من قرطبة إلى فلسطين، ولكنه لم يستقر فيها وإنما استقر فى الإسكندرية ثم الفسطاط، حيث كان يعمل طبيبا خاصا «لنورالدين على» أكبر أبناء صلاح الدين الأيوبى، وفى هذه الفترة ألف بن ميمون معظم كتبه أثناء إقامته بالقاهرة ومن أهمها كتاب «مشناة توراة» الذى ضم فيه تفسيرا للعهد القديم، وأهم كتبه كتاب «دلالة الحائرين» الذى كتبه باللغة العربية وتُرجم إلى العبرية وتكمن أهميته فى شرح فكرة وحدانية الله، حيث حاول أن يوفق بين العقل والدين.
عم إبراهيم
ويقول عم «إبراهيم منصور» أقدم سكان حارة اليهود، الذى بلغ من العمر 80 عاما إنه تعامل مع اليهود الذين كانوا يسكنون الحارة ويترددون على معبد «موسى بن ميمون»، فكانوا مرتبطين بهذا المعبد، خاصة أنه كان يتردد أن لموسى بن ميمون معجزات، ويضيف: كنت أحيانا أرافق بعض اليهوديات اللاتى يأتين للمعبد ليطلبن من صاحبه طلبات إعجازية مثل الإنجاب وغيره.
واستطرد : لن أنسى سيدة من كثرة بكائها أغمى عليها ونقلناها إلى المستشفى القبطى بسبب تدهور حالتها الصحية لضآلة جسمها وضعفها، خاصة أنها كانت فى شهرها السادس من الحمل. لم تكن هذه الحالة كما يقول لنا عم إبراهيم هى الوحيدة، بل كانت هناك حالات كثيرة تأتى للمعبد لتتبارك به ولتقضى حوائجها ومنهن «لينا» تلك الفتاة التى لم تتعد 16 عاما وقد أصيبت بحادثة سيارة فى إحدى الولايات الأمريكية، ففقدت بصرها ولكنها جاءت للمعبد ويتردد أنها أبصرت مرة أخرى.
وصية موسى
تركنا عم «إبراهيم» لنتجول فى المعبد الذى كانت حالته سيئة جدا فلم يكن له سقف وجميع جدرانه وعناصره المعمارية كانت مهدمة لذلك كان مغلقا لعدة سنوات بمعرفة الطائفة اليهودية ولم تقم به أى شعائر دينية، وأعيد تجديده وافتتاحه أكثر من مرة فى أعوام 1887 و1925 و1967 وينقسم المعبد إلى 3 أقسام، يحتوى الأول على «البهو» المخصص للصلاة وإقامة الشعائر الدينية وهو عبارة عن قاعة مستطيلة حوائطها مكسوة بالرخام ومكتوب عليها الوصايا العشر بالكتابة العبرية، أما القسم الثانى فيحتوى على حجرة المقبرة التى دفن فيها ابن ميمون قبل نقل جثمانه إلى «طبرية» بفلسطين عام 1204 ميلاديا بناء على وصيته، حيث فضل أن يدفن بجوار كبار الحاخامات الذين دفنوا هناك، وبجوار المدفن حجرة صغيرة اعتاد اليهود المرضى المبيت فيها طلبا للشفاء، أما القسم الثالث فيتكون من بعض الحجرات التى كانت مخصصة لرجال الدين والمشرفين على إدارة المعبد، بالإضافة إلى صحن مكشوف.
وفى نهاية مدخل المعبد بوابة حديدية على شكل عقد نصف دائرى محاط بالرخام الأبيض، حيث تعلو الباب لوحة كبيرة تصور الوصايا العشر التى تسلمها موسى من الرب على جبل سيناء. ترميم المعبد استغرق سنتين منذ يونيه 2008 حتى تم افتتاحه من قبل الطائفة اليهودية. وأعد قطاع المشروعات بهيئة الآثار ميزانية مشروع ترميم المعبد والتى وصلت إلى 5,9 مليون جنيه لترميم جميع الشروخ التى ظهرت فى جدران المعبد داخليا وخارجيا وكذلك ترميم منصة الصلاة وإصلاح جميع أرضيات المعبد.
أساطير «كابوسى»
وعلى بعد عدة أمتار من معبد «موسى بن ميمون» يقع معبد «حاييم كابوسى» بدرب النصير بحارة اليهود، هذا المعبد ينسب إلى الحاخام الذى توفى فى مصر عام 1631 ودفن بمنطقة حوش الموصيرى بالبساتين، واعتاد اليهود أن يزوروا مقبرته يوم «عيد الغفران» ويبيتوا فيه عدة ليال كل عام لأنه كان يحظى بمكانة روحية كبيرة، حيث كان دائم الصلاة وقراءة التوراة حتى فقد بصره، وظل مستمرا فى روحانياته حتى عاد بصره مرة أخرى كما يقولون.
يتميز المعبد عن غيره بأنه شُيد على طراز المعابد الإيطالية، حيث زُينت قاعاته من كل جهة بأعمدة رخامية يتوسطها دولاب خشبى لحفظ أسفار التوراة، وينقسم من الداخل إلى مستويين: الأول أرضى وكان يستخدم كقاعة مركزية وبه الهيكل والمنصة أما المستوى الثانى فكان يستخدم كمصلى للسيدات.
والمعبد حاليا مغلق بمعرفة الطائفة اليهودية، ولا تقام به أى شعائر دينية منذ سنوات وسوف يبدأ المجلس الأعلى للآثار ترميمه، حيث تم وضعه فى قائمة المعابد التى يجرى إعداد مشروع الترميم لها خاصة أن حالته سيئة وبحاجة إلى ترميم شامل فى جدرانه وأرضياته وجميع عناصره المعمارية بعد أن تم تسجيله كأثر تاريخى بالقرار الوزارى رقم «18» لسنة .1978
«بن عزرا» الأقدم
ووسط أجراس الكنيسة المعلقة وأصوات الأذان الآتية من مسجد عمرو بن العاص يقع «معبد بن عزرا» بمصر القديمة وهو أقدم المعابد، وتروى قصص يهودية أن موسى عليه السلام كان قد اختار هذا المعبد ليصبح موضعا للصلاة بجوار النيل فى المنطقة التى عرفت بعد ذلك بالفسطاط، ولكن كما يقول لنا محمد محجوب مدير إدارة آثار منطقة مصر القديمة إن المعبد فى الأساس كان كنيسة تسمى «كنيسة الشماعيين» وقد باعتها «الكنيسة الأرثوذكسية» للطائفة اليهودية عندما مرت بضائقة مالية نتيجة لزيادة الضرائب التى فرضها أحمد بن طولون فى عام 882م على المسيحيين، واشتراها «إبراهام بن عزرا» ودفع وقتها 20 ألف دينار، وسمى المعبد بهذا الاسم نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أحبار اليهود وأحيانا يطلقون عليه معبد الفلسطينيين أو معبد الشوام، وأضاف أن المعبد أعيد بناؤه مرة أخرى بعد أن ساءت حالته وقررت الطائفة هدمه وبناءه من جديد عام 1890 ورغم ذلك ساءت حالته مرة أخرى حتى قام المجلس الأعلى للآثار بترميمه بالتعاون مع بعثة «المعهد الكندى للعمارة» فى أول التسعينيات وتحول إلى مزار سياحى.
وأثناء تواجدنا داخل المعبد قالت لنا سائحة تدعى «كريستين جيكوف» إنها تأتى كل عام لزيارة المعبد منذ 2002 لأهميته الدينية، واستطردت قائلة إن هناك قصصا كثيرة عن هذا المعبد ومنها أن النبى «إلياهو» تجلى للمصلين فى المعبد أكثر من مرة كما أنها سمعت أن المعبد يضم فى إحدى غرفه المغلقة رفات «النبى إرميا».
وعن شهرته قالت لنا كريستين: البعض يطلق على المعبد «الجنيزا» - كلمة عبرية تعنى الأوراق المدفونة - لأنه وجدت به مجموعة من الأوراق والوثائق ترجع إلى عام 850 ميلاديا أغلبها دينية وكانت أقدم المصادر الدينية من أسفار التلمود والتوراة، أما الوثائق الأخرى فكانت عبارة عن نصوص قانونية لصكوك البيع والشراء والإيجار وصكوك ملكية أراض زراعية ومراسلات اليهود مع غيرهم.
المعبد مكون من طابقين، الثانى هو الذى اكتشفت فيه «الجنيزا» عام 1896 حيث كانت توجد بداخله آثار قديمة تتمثل فى نسخة من «التوراة» بخط عزرا كتبها قبل الميلاد بحوالى نصف قرن وظلت محفوظة بداخل المعبد إلى أن نقلت خارج البلاد وكتاب «رحلات الحاخام حاييم يوسف داود».
وعلى حوائط المعبد من الداخل كتابات عبرية دينية وكذلك الوصايا العشر مكتوبة بالعبرية وعلى جانبى الهيكل حجرتان صغيرتان للجبانى والضيوف، أما الطابق العلوى فكان غرفة للنساء، وبه مبنى ضخم يقال إنه كان مدرسة دينية ثم أصبحت مكتبة عبرية ملحقة بالمعبد تضم مجموعة من الكتب الدينية وهناك مبنى آخر بجواره كان مخصصا للمشرفين على المعبد وبجانب هذه المبانى، بقايا مساكن قديمة متهالكة يقال إنها كانت تضم ملجأ للمسنين والعجزة من أبناء الطائفة.
وكما يقول لنا اللواء على هلال رئيس قطاع المشروعات أن المعبد تم ترميمه فى الثمانينيات والتسعينيات من هذا القرن بعد أن تم تسجيله أثراً، حيث بدأت أعمال الترميم المعمارى سنة 1982 بعمل الدراسات اللازمة حول الأساسات والجدران والأسقف وإصلاح الأسوار الخارجية وتغيير شبكة الكهرباء والمياه حول المعبد، كما تم ترميم مقتنيات المعبد ومن أهمها «أسفار التوراة» المكتوبة على الجلد والرق والصناديق التى تحفظ بداخلها هذه الأسفار، بالإضافة إلى معالجة وترميم المقتنيات المصنوعة من المعادن المختلفة كالفضة والنحاس والبرونز والمصنوع منها أدوات الإضاءة والشمعدانات والقناديل وقد تم الانتهاء من هذه المرحلة عام 1995 وتكلفت حوالى 672,43 ألف جنيه.
معبد الأثرياء
المعبد الرئيسى لطائفة اليهود الربانيين بالقاهرة والذى تقام به حتى الآن الطقوس والشعائر الدينية يقع بشارع عدلى، قرب ميدان التحرير فى الحى الذى كان يسمى بحى الإسماعيلية نسبة إلى الخديو إسماعيل، وانتقل إليه كثير من الأغنياء والأثرياء اليهود من الأحياء الشعبية وسكنوه ولاتزال محلاتهم التجارية الكبرى فى القاهرة تحمل أسماء أصحابها المشهورين ك «شيكوريل وبنزايون»، ويقول لنا أحد الجيران العجائز: عملت فى محل الخواجة «بنزايون» لم أشعر بالغربة وكانوا يحبوننى ويلبون لى احتياجاتى، قد أنشأ هذا المعبد أحد أثرياء اليهود من عائلة الموصيرى، عام 1905 وصممه المهندس المعمارى «موريس قطاوى»، وكانت هذه المنطقة أرقى أحياء وسط البلد فى ذلك الوقت، وحتى اليوم لاتزال تأتى يهوديات وسياح أجانب للمعبد.
عندما تدخل المعبد من مدخله الرئيسى تجد نجمة سداسية محاطة بزخارف نباتية فى فصوص بارزة. ويحاط المعبد بعدد من النوافذ المغطاة بالزجاج الملون تعلوها زخارف نباتية، ولايختلف تخطيطه من الداخل كثيرا عن سائر المعابد الموجودة بمصر، والجدران من الداخل مدهونة باللون الأزرق والأخضر والأبيض بأشكال زخرفية.
ونشاط المعبد لايقتصر على إقامة الصلاة فقط، بل تقام فيه الشعائر والحفلات الدينية والمناسبات الاجتماعية، خاصة لأبناء الطبقة الراقية منهم.
وداخل المعبد توجد مكتبة التراث اليهودى وهى أكبر مكتبة لليهود فى مصر وتحتوى على 20 ألف كتاب فى مبنى ملحق بالمعبد فى الركن الشمالى الغربى منه وهى عبارة عن قاعة كبيرة كانت معدة فى الماضى لحفلات الزواج - وتعد هذه المكتبة الأولى من نوعها، حيث تم افتتاحها فى 24 يناير 1989 وشارك فى إعدادها المركز الثقافى الإسرائيلى والطائفة اليهودية بالقاهرة تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وكما يقول لنا محسن ربيع مدير إدارة الآثار اليهودية فإن مكتبة التراث اليهودى تضم مجموعة كبيرة من الكتب معظمها باللغة العبرية كانت بالمعابد الموجودة بحارة اليهود وبالعباسية، ومكاتب الطائفة «اليهودية، مشيرا إلى أن معظم هذه الكتب تلقى الضوء على حياة الطائفة والأنشطة المختلفة التى مارستها وعلى التراث اليهودى بصفة خاصة، وتضم المكتبة مخطوطات وكتبا ترجع إلى بدايات القرن السادس عشر مثل كتاب «الوصايا» الكبير الذى طبع فى فينيسيا عام .1512
المعبد ملىء بالكتابات العبرية المنتشرة على جدرانه ومعظمها عظات وبعض النصوص الدينية من التوراة، وقام المجلس الأعلى للآثار فى 2007 بعمل ترميمات شاملة لواجهاته من الداخل والخارج وكذلك معالجة المياه الجوفية وتكلفت العملية 2,1 مليون جنيه لترميم المعبد قبل الاحتفال بمئويته، كما تم ترميم منصة الصلاة الرخامية داخل المعبد.
سيدة المعبد
وعلى مقربة من ميدان العباسية وبالتحديد فى «25 شارع سبيل الخازندار» يقع معبد «موسى الدرعى» الذى سجل فى الآثار بالقرار الوزارى رقم 2107 لسنة 1997 ويرجع تاريخه إلى 1900 عندما تبرعت يهودية ثرية تدعى «ستة الماسفى» من طائفة القرائيين بقطعة أرض بمنطقة العباسية، وبعدها جمع أبناء الطائفة مبالغ كبيرة من الأموال لبناء المعبد لتجتمع حوله طائفة اليهود القرائيين لرغبة معظمهم فى الانتقال من الأماكن المكدسة إلى حى العباسية، وبالفعل تم بناؤه عام 1925 ميلاديا، وأطلق عليه اسم «موسى الدرعى» نسبة إلى أحد شعراء طائفة القرائيين المشهورين، بمبادرة من الحاخام طوبيا الذى كان رئيسا للطائفة فى مصر وقتها.
وحاليا تشرف عليه طائفة اليهود الربانيين، حيث لم يعد هناك أى أفراد من طائفة القرائيين فى مصر.
والمعبد مغلق حاليا ولا تقام به أى شعائر دينية منذ سنوات رغم أن حالته المعمارية جيدة إلى حد ما وتم وضعه ضمن خطة ترميم قطاع المشروعات حيث سيتكلف ترميمه 350 ألف جنيه، والمعبد على شكل مستطيل محاط بسور من الحديد ويطل مدخله على «شارع سبيل الخازندار» وتعلو واجهته الرئيسية زخارف منقوش عليها النجمة السداسية والوصايا العشر بالعبرية داخل شكل كتاب مفتوح.
وعند مدخل المعبد بابان من الخشب بجانبهما دواليب خشبية لحفظ أحذية المصلين، والباب الأيسر يؤدى إلى سلم يوصل إلى الطابق الثانى حيث توجد شرفة للسيدات، وبجوارها حجرة صغيرة بداخلها خزانة حديدية محفوظة بداخلها مخطوطات عبرية.
وداخل المعبد مبنى كان مقر مجلس إدارة طائفة القرائيين قبل إغلاقه وإلى جواره مبنى المكتبة العبرية التى افتتحت عام 1994م وتضم أكثر من خمسة آلاف كتاب وتعتبر المكتبة الثانية بعد مكتبة التراث اليهودى الملحقة بمبنى معبد «شعار هشمايم».
فى حارة «النوبى»
وعلى ناصية حارة النوبى بشارع الجيش يقع معبد طائفة اليهود الأشكناز وأنشئ المعبد، كما تشير لوحته المتهالكة فى 1887 ولكنه أعيد إنشاؤه مرة أخرى فى ,1950 وهو الوحيد الذى يتبع «طائفة يهود الأشكناز» وعددهم كان قليلا جدا فى مصر والباقى منهم يعد على أصابع الأيدى لأن معظم أفراد هذه الطائفة وغادروا مصر منذ سنوات.
والمعبد يحتاج لترميم جدرانه وأسقفه وأرضياته ويشغل مساحة كبيرة تزينها الأعمدة المصنوعة من الرخام والتى يعلوها تيجان، إلا أنها تبدو متهالكة حتى الزخارف النباتية المرسومة عليها تكاد تكون مختفية وإن ظهر منها بعض الكتابات العبرية المكتوب عليها «هذا بيت الله وباب السماء».
المعبد المجهول
ومن المعابد المجهولة التى لايعرف عنها الكثير من المعلومات معبد «بحاد إسحاق» الذى يقع فى إحدى الحارات الضيقة بشارع ابن خلدون بالظاهر، واشتهر هذا المعبد المغلق للتحسينات باسم «معبد كرايم» نسبة إلى الجابى «زكى كرايم» الذى قام بالإشراف على بنائه فى الفترة من 1925 إلى 1932 وتشير إلى ذلك لوحة قديمة متهالكة رخامية بجوار مدخل المعبد وهو من الداخل لا يختلف كثيرا فى تصميمه عن بقية المعابد اليهودية الموجودة فى القاهرة وإن كانت قاعته الرئيسية مربعة تتخللها أعمدة رخامية مرسوم عليها «نجمة داود» ومزخرفة بشمعدانات رخامية.
وهو أيضا من المعابد التى يجرى إعداد مشروع ترميم كامل لها، خاصة أنه «مغلق» ولا تقام فيه أى شعائر دينية، ولم ترصد له أى ميزانيات حتى الآن.
الأشكنازى منهار
وهناك أيضا معبد صغير اسمه «نسيم الأشكنازى» شيده يعقوب أشكنازى أحد أبناء الطائفة بمصر فى 1913 ويقع فى شارع الكوة بالظاهر حيث يرجع تاريخ المعبد الذى أنشأه يعقوب إلى «نسيم الأشكنازى» الجد، وتعتبر منطقة الظاهر من أكثر المناطق التى اتخذها الكثيرون من اليهود مقرا لإقامتهم منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث انتقلت معظم الأسر الثرية من حارة اليهود إلى الأحياء الجديدة.
وكما قال لنا «أمين عبدالهادى» أحد جيران المعبد أنه كان يعرف منذ 25 عاما تقريبا أحد أقارب نسيم الأشكنازى فهى عائلة يهودية قديمة، مضيفا إن المعبد كانت تملكه عائلة ثرية جدا، ولكنها هاجرت من مصر عام 1967 ومنذ ذلك الوقت والمعبد مغلق وحالته المعمارية متدهورة حتى الزخارف التى كانت تزين حوائط المعبد اختفت ولم تعد هناك أى كتابات عبرية على الحوائط.
وأوضح أنه دخله بالصدفة منذ 10 سنوات عندما كان مفتوحا وقت «عيد الغفران» ولا تقام به أى شعائر دينية الآن وجارى ترميمه، حيث عاينته مؤخرا لجنة من الآثار وأدرجته كأثر تاريخى لمرور أكثر من 100 سنة عليه.
للعبادة فقط
وفى حارة ضيقة بشارع «قنطرة غمرة» يقع معبد «عص حاييم» والذى يعرف فى المنطقة باسم معبد «باروخ حنان» نسبة إلى الجابى الذى أشرف على بنائه، حيث بنى هذا المعبد فى 1900 ويعتبر نموذجا لمجموعة المعابد التى أنشئت فى القاهرة فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى، كما يعتبر أهم المعابد الموجودة فى المنطقة، وقال لنا «يوسف إدريس» أحد سكان المنطقة أن هذه المنطقة كانت تسكنها عائلات يهودية كثيرة خاصة الغنية منها والتى خرجت من حارة اليهود بعد أن ضاقت هذه الحارة التى كانت مشهورة باليهود الذين استقروا فيها منذ عصر الخلافة الفاطمية فى القرن العاشر الميلادى ويضيف إدريس: بعد أن انتقلت هذه الطبقة الغنية إلى حى العباسية بدأت تنشئ منازل فاخرة فى هذا الحى الجديد ثم قامت ببناء معابد داخل هذه المنطقة، مشيرا إلى أن المعبد مغلق منذ سنوات ولا يأتى إلى زيارته أحد من اليهود المصريين المقيمين خارج مصر أو حتى المقيمين فيها، ويستطرد : لم يكن لمعبد «عص حاييم» أى كرامات عند اليهود وإنما كان مكانا للعبادة فقط.
المعبد مساحته مستطيلة لا تتعدى 50 مترا محاطا بسور من الطوب والحجر، ويضم داخله مبنى متهالك لمدرسة دينية كانت تسمى «باليشيفاه» أنشئت 1947 وجددت 1952 كان يتلقى فيها أبناء اليهود بعض الدروس الدينية، وللمبنى مدخلان بالواجهة الغربية المطلة على شارع قنطرة غمرة يؤديان إلى ممر مكشوف يقودك إلى الطابق الثانى الذى كان مخصصا للنساء.
والمعبد مغلق يحتاج إلى ترميم كامل بعد ضياع زخرفته المعمارية نتيجة المياه الجوفية، وتمت معاينته من قبل قطاع المشروعات وجارى إعداد التقرير الخاص بمشروع الترميم تمهيدا لإدراجه وفق الخطة.
واحد من عشرة
برغم التواجد الكثيف للجالية اليهودية فى الإسكندرية والتى كانت لديها أكثر من «10» معابد، ومن أشهرها «معبد منشة» الذى أسسه البارون «يعقوب دى منشة» فى 1860 ومعبد «جرين» الذى شيدته أيضا عائلة جرين بحى محرم بك فى ,1901 ومعبد «يعقوب ساسون» 1910 بجليم ومعبد «كاسترو» فلم يبق فى الإسكندرية سوى معبد «إلياهو النبى» بشارع النبى دانيال.
وتأتى كل عام أعداد كبيرة من اليهود لزيارة هذا المعبد لاعتقادهم فى الأسطورة الشائعة التى تردد أن «النبى إلياهو» ظهر بعد وفاته لأكثر من واحد من رجال الدين اليهودى، ويرجع تاريخ هذا المعبد إلى 1881 .
معبد الياهو النبى مازال يحتفظ بعناصره المعمارية ويستخدم حتى الآن فى إقامة الطقوس والشعائر الدينية، ويضم مقر طائفة يهود الإسكندرية وكذلك مبنى المحكمة اليهودية التى أنشأها «النبى إلياهو» وبرغم تفرده المعمارى إلا أنه مستطيل الشكل مثل بقية المعابد ومكون أيضا من طابقين الأول للصلاة والثانى مخصص لشرفة السيدات.
وكما قال لنا المهندس محمد رضا يوسف مدير الإدارة العامة للهندسة بالوجه البحرى فإن قطاع المشروعات انتهى من مرحلة الدراسات الخاصة بالترميم والتى رصدت حالة المعبد، مشيرا إلى أن ميزانية الترميم ستتعدى 25 مليون جنيه لكثرة المبانى الملحقة به، فضلا عن النقوش والزخرفة المزين بها سقف المعبد والتى تدهورت بسبب المياه الجوفية، حيث إن المبنى يحتاج إلى الكثير من الترميمات للجدران والأسقف لإعادتها مرة أخرى إلى وضعها الطبيعى.
«الموصيرى».. و«بن حاييم»
وبعيدا عن المعابد، تشمل الآثار اليهودية أيضا «حوش الموصيرى» وهو جزء كبير من المقابر اليهودية بالبساتين، والتى تمتد «120» فدانا ويملك نصفها جالية اليهود الربانيين والنصف الآخر يملكه «القرائيين» وهذه المقابر ذات قيمة تاريخية كبيرة، وقال لنا أحد سكان المنطقة ويدعى «حنفى عباس» أن هذه المقابر يرجع تاريخها للقرن التاسع الميلادى، حيث دفن بها الكثير من اليهود وعلى رأسهم «عائلة الموصيرى» وابن كيليس المهندس الذى شارك فى تشييد الأزهر والحاخام حاييم كابوسى الذى يقدسه اليهود، حيث اشتهر مقامه بمعجزته فى شفاء أمراض العيون، وكذلك «حاييم نعوم أفندى» كبير ربانيى القاهرة فى القرن العشرين وكان إعلاميا ومعلما عند اليهود، بالإضافة إلى أنها كانت مثوى لآلاف اليهود الذين لجأوا إلى مصر هروبا من الاضطهاد الأوروبى وكانوا يرون أن مقابرهم لابد أن تكون فى سماحة الضيافة المصرية وتم العثور على «مقبرة للوثائق اليهودية» «الجنيزة» فيها، وأرسلوها لدار الكتب، مشيرا إلى أن هناك كميات كبيرة من الكتب والورق والوثائق مدفونة داخل المقابر لايعرف أحد عنها شيئا.
وعلى مقربة من مدافن «حوش الموصيرى» وجدنا مدافن أخرى ولكنها غير مسجلة كآثار، وهى «مقابر رب حاييم» وتحرسها سيدة تدعى «أم ربيع» منذ 70 سنة، قالت لنا: إحنا مولودين هنا منذ 1920 واليهود الإسرائيليون والمغاربة يترددون على هذه المقبرة خاصة فى مولد أبوحصيرة، وأشارت إلى إحدى هذه المقابر، وقالت إنها لعالم يهودى توفى منذ عام 350 وأضافت: «أنا أقوم برعاية هذه المقابر لأنى أتولدت فيها وما أقدرش أتركها، وهناك حوالى 10 مقابر يهودية فى مقبرة «رب حاييم» كان آخرها فى ديسمبر 1995 لأحد الأساتذة العلماء وهو د.موسى إبراهيم جبلى المصرى اليهودى الذى سافر أيام النكسة وطلب أن يدفن فى هذه المقبرة. المدافن محاطة بأسوار وخاصة «حوش الموصيرى» وكلفت المجلس الأعلى للآثار 46 ألف جنيه، وكانت غير محاطة بأى أسوار مما أدى إلى أن معظم ألواح الرخام التى كانت تكسو كل المدافن سرقت، كما تم بناء بعض الأكواخ الطينية فوق المقابر مما أدى إلى تدهور حالتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.