منذ أن تم إعلان ترشيح وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى لمنصب مدير منظمة اليونسكو حاولت جهات كثيرة بقصد أو بدون قصد النيل منه، وكانت آخر هذه المحاولات ما كتب عن معبد موسى بن ميمون بحارة اليهود بالجمالية، فكان لابد من الرد على ما كتب وقيل وإثبات الحقيقة على أرض الواقع. كانت منظمات يهودية وأمريكية وإسرائيلية قد تقدمت بمذكرة رسمية لمنظمة اليونسكو تطالبها بالضغط على الحكومة المصرية للحفاظ على المعابد اليهودية خاصة فى منطقة حارة اليهود التى يقع بها معبد موسى بن ميمون، وهو واحد من أقدم المعابد اليهودية فى العالم- حسب ما جاء فى المذكرة- وقد كشفت إذاعة هاروتس شيفع الإسرائيلية أن الباحث الإسرائيلى رونى كوهين عثر على مجموعة صور نشرت فى موقع يومى لصحيفة أسبوعية مصرية تكشف الحالة المزرية التى وصل إليها المعبد، وجمع كوهين على المذكرة توقيعات عدد من المنظمات اليهودية الأمريكية والإسرائيلية، وقال كوهين فى تصريحات خاصة للإذاعة الإسرائيلية التابعة لمجلس المستوطنين أن المعبد حول إلى مقلب زبالة!! وبركة مليئة بمياه الصرف الصحى، وتكاتف عدد من رجال الأعمال المصريين لتخريب المعابد اليهودية فى محاولة للسيطرة على أراضيها وبيعها بأسعار تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.. وزعم كوهين أن الحكومة المصرية لا تقوم برعاية هذه المعابد وتتجاهل ترميمها. شاهد من أهلها بعد أن نشر هذا الكلام فى الصحف قرر المجلس الأعلى للآثار إثبات الحقيقة بنفس الوسائل التى تم خلالها بث الأكاذيب، وقام فاروق حسنى وزير الثقافة ود. زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار بعقد مؤتمر صحفى من قلب المعبد الذى قيل أنه فى حالة مزرية ولا ينال أى رعاية.. وفى العاشرة صباحاً كان فى استقبالنا رءوف فؤاد سكرتير الطائفة اليهودية الرابانية فى مصر، وهى الطائفة الوحيدة الموجودة وعدد أفرادها حالياً حوالى (021) إلى (002)، ويتواجدون فى القاهرة والإسكندرية، ورئيسة الطائفة السيدة كارمن ديتشاين وعمرها حوالى 58 عاماً. قال السيد رءوف فؤاد سكرتير الطائفة اليهودية: إن السيدة كارمن تعتذر عن الحضور لإصابتها فى ساقها، وهى بلغتنا تحياتها وشكرها للآثار ووزارة الثقافة على اهتمامها بالآثار اليهودية مثل اهتمامها بالآثار الإسلامية والمسيحية. قلت له: كم معبد يوجد للطائفة اليهودية فى مصر؟! أجاب: 11 معبداً ومقبرة أثرية جميعها بالقاهرة وواحدة فقط بالإسكندرية. هل حدثت مشاكل بينكم وبين الآثار بسبب ترميمات معابدكم؟! - فى الحقيقة لم يحدث شىء وكنا نختلف ونتجاوب، وفى النهاية نتفق على ما فيه صالح الطرفين، ولكن نتمنى أن نقيم متحفا يضم الآثار اليهودية التى فى حوزتنا نحن الطائفة اليهودية فى مصر. فلدينا الكثير من الشمعدانات والمخطوطات وكتب للتوراة والأمن المصرى يحافظ على مقتنيات الطائفة. وماذا عن صاحب هذا المعبد؟ - هذا معبد مهم جداً بالنسبة للطائفة، فهو لموسى بن ميمون، وهناك قول مأثور يقول: "لن يأتى رجل كموسى من أيام موسى إلا موسى بن ميمون". فهو رجل دين عظيم وطبيب وفيلسوف، وله عدة كتب مهمة فى الطب والفلسفة والدين وأهمها مؤلف "مشنا توراه" والطائفة كانت تحتفل فى المعبد بعد الانتهاء فى كل مرة من قراءة هذا الكتاب، ونتمنى الانتهاء من ترميم المعبد وافتتاحه فى يوم 03 مارس عام 0102 وهو يوم مولد موسى بن ميمون، ونتمنى أيضاً سرعة العمل فى ترميم معبد "باروخ حنان" بغمرة لما له من أهمية خاصة عند الطائفة فهو المعبد الوحيد الذى توجد به "مكفة" طبيعية للوضوء. قلت له: ماذا كان رد فعل السيدة كارمن رئيسة الطائفة عندما رأت الصور المنشورة عن المعبد؟! قال: ضحكت وقالت صور من هذه!! ضم مقابر اليهود للآثار عقد الدكتور زاهى حواس مؤتمراً صحفياً فى إحدى حجرات معبد موسى بن ميمون، وحضر عدد كبير من الصحفيين ووكالات الأنباء العالمية وتحدث فيها قائلاً: الصورة التى أخذت ونشرت على أنها لمعبد موسى بن ميمون للأسف غير صحيحة، وهى لمنزل مجاور، ولم يتم تصوير المعبد وما يجرى فيه من ترميمات وبناء منذ 51/6/8002 بتمويل مصرى مائة فى المائة، ويقوم بالأعمال شركة وادى النيل، وسينتهى فى مارس 0102 بتكلفة 5,8 مليون جنيه، فالآثار اليهودية هى آثار مصرية وهى جزء من تراثنا، ولكن الكتابة فى هذا الوقت لمحاولة النيل من الوزير فاروق حسنى لترشيحه لرئاسة اليونسكو. والذى حدث للمعبد من تدهور حدث لغيره من الآثار الإسلامية والقبطية بسبب المياه الجوفية وزلزال 29 الذى تسبب فى انهيار سقف المعبد، والمجلس الأعلى للآثار وضع خطة لتطوير وترميم منطقة مصر التاريخية بما فيها كل الآثار اليهودية فى هذه المنطقة، وهناك 11 معبداً يهودياً تم ترميم معظمها، والباقى سيتم ترميمه تباعاً، وسوف يتم ضم كل المقابر اليهودية إلى هيئة الآثار كما تم ضم حديقة الأندلس وحديقة الحيوان، لأن هذا تراث مصرى وخاص بالمصريين وأتحدى أن يوجد ترميم فى العالم لأى أثر يهودى كما يتم الترميم فى مصر، فآثار مصر لكل المصريين وليست لطائفة، ويجب علينا الحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة. من هو موسى بن ميمون هو العالم القرطبى موسى بن ميمون، والذى ولد فى 5311م فى قرطبة بالأندلس، وتوفى فى مصر عام 4021م، وكان عالماً بارعاً فى العلوم الدينية اليهودية وعلوم الطب والرياضة والفلسفة، ويقال أنه كان الطبيب الخاص لأسرة صلاح الدين الأيوبى، ودفن فى هذا المكان- 51 شارع درب محمود من حارة اليهود بالقاهرة- ثم تم نقل جثمانه بعد ذلك إلى طبرية بفلسطين، وتحول مكان الضريح إلى مدرسة لتعليم الدين ووجود بئر بجانبه الذى كان يستخدمه فى العلاج استكمل وضمت له عدة مبان وتحول بعد ذلك إلى معبد باسمه.