158 عاما هي عمر معبد كنيس منشة أحد أبرز المباني التاريخية المطلة على ميدان المنشية وسط الإسكندرية، وأحد أبرز الآثار اليهودية الباقية والشاهدة على طائفة ساهمت إلى حد كبير في إثراء الحركة الاقتصادية للمدينة الساحلية منذ قدومهم من مختلف الدول الأوروبية بداية من عصر محمد علي باشا، في القرن ال19 لتظهر وجها آخر لتعدد الثقافات وانصهارها في الثغر. ومؤخرا دخل معبد "كنيس منشة"، في سجل الآثار المصرية اليهودية بقرار من المجلس الأعلى للآثار، بعد أيام من تسجيل مقابر الطائفة اليهودية في سجل الآثار كذلك. وفي السطور التالية يرصد "التحرير"، جانبا من تاريخ المعبد الذي يعتبر بحق شاهد على جانب مهم من تاريخ الطائفة اليهودية بمصر والإسكندرية على وجه الخصوص. يقول محمد متولي، رئيس آثار الإسكندرية، إن المعبد أسسه يعقوب منشة أول رئيس للطائفة اليهودية، عام 1860 بميدان المنشية، وهو من عائلة "منشة"، إحدى أشهر العائلات اليهودية التي كانت تمثل صفوة المجتمع الأرستقراطى بالإسكندرية، مع عائلات يهودية أخرى ومنها عائلات ورولو، وأجيون، حيث كانت تضم تلك العائلات سماسرة القطن، وملوك البورصة، وكانوا يترددون على الأماكن الراقية مثل: نادى اليخت الملكى، ونادى سبورتنج، وفندق سيسل وباسترودس ويونيون بار ومونسنيور. وأضاف أن المعبد أجريت له عملية ترميم 20 مترا ويتميز بالبساطة فى طرازه المعمارى وزخارفه، وتوسعة عام 1912، والمبنى مستطيل نحو 40 ويتكون من طابقين المدخل فى الركن الشمالى الغربى والهيكل فى الجهة الشرقية مصنوع من الرخام يعلوه نصف قبة، وعلى جانبيه نوافذ للإضاءة، وشرفة السيدات بالطابق الثانى. وأشار إلى أن كانه مقرا لتجمع أعضاء الطائفة وشاهد على اجتماعاتهم حيث كانوا يحرصون على أن تكوين مجتمع مغلق على نفسه رغم انفتاحه اقتصاديا وتحكمهم في حركة التجارة بالمدينة، كما شيدت الطائفة حارة كاملة لتسكين أفرادها بالقرب من المعبد عرفت بعد ذلك بحارة اليهود. وتابع ظل المعبد كذلك إلى أن تم تشييد معبد إلياهو جانبى بشارع النبى دانيال لتتخذه الطائفة مقرا، لافتًا إلى أن معبد منشة يعد من أقدم المعابد اليهود في الإسكندرية.