* يسأل مروان عطية بأرض اللواء: من هم أهل السنة والجماعة؟ ولماذا سموا بهذا الاسم؟ وما الأصول التي يعتمدون عليها؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: أهل السنة والجماعة هم الذين يسيرون علي طريقة النبي - صلي الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام دون انحراف أو غلو. فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة. وسندهم في ذلك قوله: صلي الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افترقوا علي إحدي وسبعين فرقة وتفترق أمتي علي ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة "قيل له: ما الواحدة؟" قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي". وقد سموا "أهل السنة" لاستمساكهم وإتباعهم لسنة النبي - صلي الله عليه وسلم - وسموا بالجماعة لقوله - صلي الله عليه وسلم في إحدي روايات الحديث السابق: "هم الجماعة" ولأنهم جماعة الإسلام الذين اجتمعوا علي الكتاب والسنة ولم يتفرقوا في الدين وتابعوا منهج آئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة.. وهل أهل الأثر أو أهل الحديث وأصولهم هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فرق. ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي: - مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله - صلي الله عليه وسلم - وإجماع السلف الصالح. - كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صح من سنة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وجب قبوله وإن كان أحاداً. - المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها. وفهم السلف الصالح ومن سار علي منهجهم. - أصول الدين كلها قد بينها النبي - صلي الله عليه وسلم - فليس لأحد أن يحدث شيئاً في الدين زاعما أنه منه. - التسليم لله ولرسوله - صلي الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشف مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك. - العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل علي العقل. - يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية. - العصمة ثابتة لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع علي ضلالة. أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم. والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة. - الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات - بشرط موافقتها للشرع غير أنها ليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع. - المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسني مشروعة. ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه. - يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد. ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس. - الإيمان بالملائكة الكرام والكتب المنزلة جميعها وبأنبياء الله. ورسله صلوات الله وسلامه عليهم. * تسأل أسماء عبدالله موسي: إذا حاضت المرأة وكان من عادتها قبل الحيض أنها تقرأ القرآن ولها حزب من يومها وعبادة أخري يشترط لها الطهارة. فهل يكتب لها ذلك كما يكتب للمسافر والمريض ما كان يعملانه؟ ** يجيب الشيخ أسامة موسي عبدالله من علماء الأوقاف: المرأة إذا حاضت ومنعت شرعا من الصلاة والصيام وقراءة القرآن علي قول الأكثر فإنها ممنوعة بغير اختيارها كما يمنع المريض. وعلي هذا يكتب لها ما كانت تعمله في حال طهرها عند جمع من أهل العلم. والله - جلا وعلا - سمي بالحيض أذي. قال تعالي: "ويسألونك عن المحيض قل هو أذي" فهو شبيه بالمرض. وجمع من أهل العلم يرون أنها لا يكتب لها مثل ما يكتب للمريض والمسافر بدليل أن النبي - عليه الصلاة والسلام - سماه نقصا في دينها. المرأة تمر عليها الأيام لا تصوم ولا تصلي ولو كان يكتب لها ما كانت تعمله في حال طهرها لما صار نقصا في دينها. وهذا ما يستدل به من يقول: إنه لا يكتب لها فعليها أن ترضي بما قدر الله لها وكتبه عليها. وأما بالنسبة للأجر المرتب علي ذلك فليس لها ذلك وعلي كل حال المرأة إذا نوت الخير ونوت فعل الطاعة وصار المنع ليس بسببها فتؤجر علي هذا بإذن الله تعالي.