* يسأل عبدالله محمود صابر منجد مفروشات وستائر : ما المقصود بأهل السُنَّة والجماعة؟ وما أصول عقيدتهم؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار بالأزهر الشريف: المقصود بأهل السُنَّة والجماعة هم الذين يسيرون علي طريقة النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه الكرام دون تبديل أو تغيير أو تحريف أو تفريط. فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسُنَّة. وقد سموا "أهل السُنَّة لاستمساكهم بسُنَّة النبي صلي الله عليه وسلم وسموا بالجماعة لأنهم الذين اجتمعوا علي الكتاب والسُنَّة ولم يتفرقوا فيهما. وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من الأمور. أما أصول عقيدة أهل السُنَّة والجماعة فهي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فرق ولا طرق. وأن مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح. وأن كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صح من سُنَّة رسول الله صلي الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحاداً. وأن المرجع في فهم الكتاب والسُنَّة هو النصوص التي تبينها. وفهم السلف الصالح ومن سار علي منهجهم. وأن أصول الدين كلها قد بينها النبي الكريم صلي الله عليه وسلم . فليس لأحد تحت أي ستار. أن يحدث شيئاً في الدين زاعماً أنه منه. كما أن من أصول عقيدة أهل السُنَّة التسليم لله ولرسوله صلي الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً فلا يعارض شيء من الكتاب والسُنَّة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشف مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك. وأن العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعياً بينهما. وعند توهم التعارض يقدم النقل علي العقل. أنه يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية. وأن العصمة ثابتة لرسول الله صلي الله عليه وسلم وأن الأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع علي ضلالة. أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم. والمرجع عند الخلاف يكون الكتاب والسُنَّة مع الاعتذار للمخطيء من مجتهدي الأمة. كما أن من أصول عقيدة أهل السُنَّة والجماعة أن الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة. والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات. بشرط موافقتها للشرع غير أنها ليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع. وأن المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسني مشروعة. ولا يجوز الخوض فيما صح لنهي عن الخوض فيه. ويجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد. ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس. وأن كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. كما أن الأصل في أسماء الله وصفاته إثبات ما أثبته الله تعالي لنفسه أو أثبته له رسول الله صلي الله عليه وسلم من غير تمثيل. ولا تكييف. ونفي ما نفاه الله صلي الله عليه وسلم من غير تحريف. ولا تعطيل. كما قال تعالي: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" الشوري: 11 مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص. وما دلت عليه. والإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً. وأما تفصيلاً. فبما صح به الدليل من أسمائهم وصفاتهم. وأعمالهم بحسب علم المكلف. ووجوب الإيمان بالكتب المنزلة جميعها. وأن القرآن الكريم أفضلها. وناسخها. وأن ما قبله طرأ عليه التحريف. وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه. كما أن الإيمان بأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر. ومن زعم غير ذلك فقد كفر. وأن يجب الإيمان بانقطاع الوحي بعد النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين. ومن اعتقد خلاف ذلك كفر. والإيمان باليوم الآخر. وكل ما صح فيه من الأخبار. وبما يتقدمه من العلامات والأشراط. والإيمان بالقدر. خيره وشره. ومن الله تعالي. والإيمان بما صح الدليل عليه من الغيبيات.