** المؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب الذي انعقد بمدينة الإسماعيلية والذي انتهت فعاليته بالأمس كان مناسبة لمصارحة الشعب المصري عامة والشباب بصفة خاصة بالعديد من الحقائق التي غابت كثيراً عن الشعب والشباب وكان غيابها فرصة لمحترفي تزييف الوعي وطمس الحقائق لنشر أكاذيبهم لخداع الشعب والبسطاء. لقد كانت كلمات وتعقيبات الرئيس عبدالفتاح السيسي وردوده علي تساؤلات الشباب تتسم بالصراحة والشفافية الكاملتين.. وتشخيصا دقيقاً لأحوال مصر منذ ما يقارب نصف القرن وتحديداً عقب العدوان الإسرائيلي عام 1967 وحتي أحداث 25 يناير وما تلاها. ورغم ان احاديث الصراحة والمكاشفة تكون مؤلمة في كثير من الأحيان وقد تغضب البعض أيضاً إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يعبأ بذلك وأصر علي ان يقول الحقيقة كاملة ويضعها أمام شعبه الذي يثق فيه وفي وطنيته بعدما حمل روحه علي كفه وانقذ الوطن من السقوط والشعب من الاقتتال الأهلي في واحدة من أكبر المؤامرات التي كانت معدة للوطن والشعب. لم يشأ الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتخلي عن واجبه الوطني في بناء مصر الديمقراطية الحديثة وأن يلجأ إلي استخدام المسكنات لعلاج أزمات الوطن.. فالمسكنات - في لغة الطب - لا تعالج المرض بل قد تكون سبباً في تفاقمه.. ومن أجل ذلك كان قراره بإجراء الاصلاح الاقتصادي لعلاج تشوهات وتراكمات عشرات السنين. تسببت في أزمات اقتصادية وعدم تحقيق نهضة حقيقية وقفزة تنموية يستحقها الشعب المصري وأجياله القادمة التي يضعها الرئيس السيسي نصب عينيه منذ ان تولي الرئاسة بثقة 97% في انتخابات نزيهة. وبكل الصراحة والجرأة والوطنية وصفات القائد والزعيم اعترف الرئيس عبدالفتاح السيسي بصعوبة قرار الإصلاح الاقتصادية الجرئ الذي اتخذه الرئيس رغم التحذيرات التي ابداها البعض من تأثير ذلك علي شعبيته وما قد ينتج عن ذلك من غضبة شعبية.. إلا انه لم يتوان عن اتخاذ هذا القرار وتحمل مسئوليته.. لأنه لم يشأ ان يخدع الشعب الذي منحه ثقته واستدعاه لانقاذ الوطن الذي كان علي وشك السقوط. أن ثقة الرئيس السيسي في قدرة الشعب المصري علي مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجه الوطن كانت دافعاً له علي اتخاذ القرارات الصعبة التي من شأنها الحفاظ علي الوطن وتحقيق نهضة اقتادية تنموية ستؤتي ثمارها بعد أقل من عام.. لينعم بها أبناء الشعب الذي صبر وتحمل أعباء الإصلاحات الاقتصادية وتستفيد منها الأجيال القادمة خاصة وان المشروعات العملاقة والمشاريع والمصانع التي اقيمت خلال هذه الفترة الصعبة كانت من أجل الشباب الذين هم مستقبل هذا الوطن. لقد اثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي لكل أبناء هذا الوطن انه غير متشبث بالحكم وهذا ما أكده بقوله: "انه بعد انتهاء فترته الرئاسية سيكون هناك انتخابات يختار من خلالها الشعب المصري من يشاء".. مضيفاً: "ربنا يعين ويوفق من يتحمل المسئولية". بكل الصدق والأمانة والوطنية والصراحة والمكاشفة.. كان حديث الرئيس السيسي لشباب مصر في المؤتمر الوطني الدوري للشباب ولكل الشعب المصري الذي يعرف انه قائد وزعيم يضع الوطن والشعب في قلبه وعقله.. ويقوده إلي بر الأمان لتحقيق الآمال والطموحات والاحلام لتحيا الأجيال القادمة. وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.