"بشارة واكيم" هو أحد فناني عصر "الأبيض والأسود" المشهورين. ومن الممثلين الذين تخصصوا في الأداء الكوميدي حتي لو كان الدور لشخصية شريرة. وكان يتميز في حياته الخاصة بأنه مرح ويحب الضحك جداً. وكان شديد الطيبة. والتواضع. ومن الممثلين القلائل الذين تراهم علي الحقيقة كما في التمثيل تماماً تخرج بشارة واكيم من "مدرسة الحقوق" ولفترة طويلة اعتقد الجمهور أنه سوري أو لبناني نظراً لإتقانه اللهجة الشامية. وكثرة تقديمه أدوار أهل الشام وهو بالفعل كان لعائلة من أصل لبناني. حيث كانت أسرة والده من مدينة "صور". وكان يعمل تاجراً للأقمشة هناك. وأتي مهاجراً إلي مصر. ووالدته من عائلة نصيف وهي السيدة نازلي نصيف من طرابلس. ولعل الجميع يعرف أن عائلة نصيف مازالت موجودة في مصر حتي يومنا هذا. كان يجيد بشارة اللغة الفرنسية. وامتهن المحاماة لفترة قصيرة قبل قيام الحرب العالمية الثانية وعمل كمحام أمام المحاكم المختلطة قبل احتراف التمثيل. وتعذر سفره إلي فرنسا لأنه كان ينوي الحصول علي درجة الدكتوراه في القانون من "جامعة السوربون" حيث كان مؤهلاً لها بعد حصوله علي شهادة الحقوق الفرنسية بدرجة امتياز. بدأ بشارة واكيم حياته الفنية مثل أغلب جيله تقريباً مع فرقتي عبدالرحمن رشدي وجورج أبيض ثم عمل مع الفنان يوسف وهبي في فرقته ومع منيرة المهدية وقدم العديد من الأفلام خلال فترتي الثلاثينيات والأربعينيات منها: "بسلامته عايز يتجاوز" و"الباشمقاول" و"لو كنت غني" و"انتصار الشباب" والعريس الخامس" اشتهر واكيم رغم خفة دمه وطيبته بوسوسته من الموت أو المرض كان لا يريد الزواج ويخاف أن يتزوج لذلك عاش وحيداً وحدث ما كان يخاف منه بالفعل فمرض بشدة ولكنه لم يتوقف عن العمل وكان لديه إصرار علي أن يقاوم مرضه بالعمل المستمر ورغم أن صديق عمره ورفيق مشواره الفني نجيب الريحاني. حاول إبعاده عن العمل حتي لا تتدهور صحته أصر أن يواصل العمل. وكانت مفارقة محزنة أن يموت الريحاني قبل بشارة واكيم بعدة شهور. فيتأثر بشارة بفراق الصديق الذي كان يهون عليه وحدته ثم يصاب بالشلل ليتضخم لديه شعور الخوف أكثر وأكثر خاصة مع المرض والوحدة ويقعده المرض في البيت إجبارياً ويدخل المستشفي ليموت وحيداً كما عاش عمره كله خائفاً من الموت والوحدة في 30 نوفمبر 1949م.