** ما هي مواصفات ومتطلبات العرض المسرحي بعد ثورة 25 يناير الذي تجمع عليه غالبية فئات الشعب وما هو المطلوب من العروض المسرحية بعد ان اقتلعت الثورة النظام الفاسد. فماذا يقول المسرحيون وكيف يرون المسرح مستقبلاً! في البداية يقول الدكتور "هاني مطاوي" رئيس البيت الفني للمسرح الاسبق والاستاذ بأكاديمية الفنون يحضرني الروائي السوفييتي "آليا هربورج" الذي كان مسئولا ثقافيا كبيراً بالاتحاد السوفييتي "ايامها" قال جملة بليغة جداً لمواجهة موضة المسرح ليواكب الثورة حيث كانت في ذلك الوقت روايات ومسرحيات تمتدح التغيير الثوري وتحكي عن المزارع الجماعية ومزايا وانجازات الثورة الشيوعية قال "إن عملية رش الاشتراكية علي الادب لن تفرز أدبا اشتراكيا. يجب ان يكون في المقام الاول أدباً. أضاف هذا يقودنا ان المسرحية الجيدة والمسرح الجيد بصفة عامة سواء قبل او بعد الثورة. اليوم أو غدا مهما كانت التوجهات بشتي أنواعها لابد ان يكون في المقام الاول مسرحا تتوافر له الخصائص الفنية وان تكون المسرحية مبنية ببناء متماسك وان يكون لها القدرة للتأثير علي الجمهور وكذلك المخرج والمؤلف قادرون علي ضخ المعاني والمشاعر مضيفاً. بعد ذلك ما يتصل بالثورة والمسرح كان لابد ان نتوقع ان تكون الثورة سابقة للمسرح في بدايتها. لكن عندما ينتهي تبلور الثورة وهضم الفنانين المبدعين لكل اطيافها عندها ستصبح الاعمال اكثر تأثيراً في المتفرج. ويضرب مثالاً علي ذلك. القياس موجود في ثورة يوليو عام 1952 في أدب الثورة نفسه لم يبدأ في الظهور والنضج إلا بعد فترة من قيام الثورة. بينما يري الدكتور "أحمد سخسوخ" العميد الاسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية والاستاذ باكاديمية والمبدع في التأليف المسرحي. عين المتفرج المصري والعربي قد تغيرت تماماً بعدما نشميه بربيع الثورات العربية كما قال الرئيس التركي "اردوغان" "هذه ساعة الشعوب وعجلة التاريخ لن تعود إلي الوراء". أضاف. رائقة متفرج المسرح في مصر والعالم العربي لن يعود إلي الوراء اي إلي عهد الاسفاف والعري مشيراً. نحن في مفترق طرق والجماهير متعطشة لمعرفة نتائج ثوراتها علي الحكام الفسدة في مصر والعالم العربي مؤكداً. إذا كان المسرح لم يطرح هذا الجوهر فهو من الفلول سيظل فارغاً مبتعداً عن قضايا الناس. أما شيخ المخرجين المسرحيين رائد الاخراج الاستعراض حسن عبد السلام أكد علي الصدق وهو ان يكون العرض صادقاً وطبيعياً ليس به اي افتعال وان يكون حواره بسيطاً وفي نفس الوقت لابد ان يكون جماعياً لا يتفرد فيه فنان بعينه بالبطولة مضيفاً. ثم الابتعاد عن الخطابة والشعارات وان يتسم العرض بالشكل الغنائي لأن ما كان اثناء الثورة إلا شيئان. المطالبة بالعدالة والحرية والتطهر. ثم الاغاني ذات الاشكال الحديثة المبدعة مشيراً ويكفي لنا أغنية الشهيد التي ستؤثر فنيا مدي الحياة مطالباً. احسن عمل او موضوع مسرحي يقدم الآن هو فانتازيا الشهداء الذين هم يتكلمون.. واتمني ان العرض كله عن الشهداء! ويقول الكاتب المسرحي الناقد د. كمال يونس ان المسرحيات التي حاولت التعبير عن الثورة ساذجة وسطحية وهناك خلل في جميع عناصر العرض أضاف. لكن بعض الاجتهادات الخاصة مثل عرض "وسع طريق" فاقت عروض مسرح الدولة في التعبير عن المسرح بعد الثورة. كاشفة الغطاء عن ظاهرة الفلول والبلطجية.