ثورة شباب 25 يناير أثرت في أطياف مختلفة من الشعب المصري من بينهم المسرحيون وللمسرحيين رأيهم في الثورة وأثرها علي شكل المسرح المصري التقت "المساء" مع مجموعة من فناني وكتاب ومخرجي وأساتذة المسرح فماذا قالوا؟! يقول الفنان جمال إسماعيل: ثورة 25 يناير استطاعت تغيير مفاهيم وأنماط حياة المصريين خلال "30" عاماً مضت ومن ثم لابد من تغيير جذري في واقع حياة المواطن المصري يعطيه حرية ما يريده دون الاعتداء علي حرية الآخرين ورجعت مرة أخري مقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر "ارفع رأسك يا أخي لقد مضي عهد الاستبداد" بمقولة تداولها الشباب في خضم أحداث الثورة "ارفع رأسك فوق.. انت مصري". أضاف.. قائلاً: لقدانتهي عهد نهب وسرقة أموال الشعب بدون أن يعرف المواطن المصري مما أفسح المجال الآن لتقديم عروض مسرحية تتناول عمليات السلب والنهب وتبرز أسبابها وأهدافها كما تتناول حياة الشهداء الذين سقطوا وسط الأحداث فلكل واحد منهم حكاية عطاء قدمها من أجل مصر وسيتم تقديم هذه المسرحيات من خلال مسرح البيت الفني وقصور الثقافة وكذلك المسرح المدرسي. تقول الفنانة عايدة عبدالعزيز: ثورة 25 يناير حدث عظيم في حياة كل المصريين والعرب جميعاً الذين اقتدوا بهذه الثورة في ثورات عربية أخري. وعن تأثر المسرح المصري بثورة 25 يناير.. تقول: يجب أن يواكب المسرح المصري أحداث هذه الثورة بتقديم عروض مسرحية هادفة ليست مخصصة للراقصات والمطربين وتهتم بمعالجة قضايا المجتمع ويشارك في صياغتها الفنية الشباب سواء بالتمثيل أو الإخراج أو علي مستوي قيادة الفرق المسرحية. وقالت الفنانة سميرة عبدالعزيز: تعد ثورة 25 يناير صحوة شعب ظلَّ نائماً فترة طويلة من الزمن تجاوزت ثلاثين عاماً ومن المؤكد أن هذه الثورة ستقوم بإيقاظ المسرح القومي من ثُباته العميق بصحوة فنية لا تقل عن صحوة شباب الثورة. * تشير الفنانة انتصار إلي أن ثورة شباب 25 يناير نجحت في إسقاط نظام سياسي مستبد وأيقظت الناس من خوف ظل جاثماً علي صدورهم لسنوات طويلة من الزمن ومن ثم فإن الحرية التي حصلوا عليها مؤخراً سوف تتحول طاقة كبيرة من الإبداع في كافة أعمالهم ومن بينها عروض المسرح. * أما الكاتب المسرحي يسري الجندي فيقول: الحديث عن صورة الابداع والفكر المصري في ثورة 25 يناير لن تتضح إلا بعد استكمال وتحقيق هذه الثورة لأهدافها الاجتماعية والسياسية المنشودة سواء بتغيير الدستور وإقامة نظام سياسي جديد قائم علي الديمقراطية ولهذا فالكلام عن أثر هذه الثورة علي كافة الأعمال الفنية ومن بينها عالم المسرح لم يحن وقته بعد. * يقول الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني: ثورة 25 يناير تُعد حلقة من سلسلة ثورات شعبية قام بها الشعب المصري علي فترات التاريخ وعلي المستوي الشخصي كتبت في هذا الموضوع خصوصاً في مجال المسرح حيث أنجزت كتابة عدة مسرحيات عن الثورات المصرية بداية بمسرحية "مآذن المحروسة" التي تتناول أحداثها ثورة القاهرة الأولي ضد نابليون بونابرت بقيادة الشيخ الشرقاوي والسادات والثورة الثانية سجلتها في مسرحية "رجل القلعة" حل شباب مصر الذين أسقطوا خورشيد باشا ووضعوا بدلاً منه محمد علي باشا والثورة الثالثة سجلتها في مسرحية "رواية النديم عن هوجة الزعيم" عن الثورة العرابية أما ثورة 25 يناير فقد سجلتها أخيراً في مسرحية جديدة بعنوان "الحب في ميدان التحرير". * المخرج خالد جلال مدير عام مراكز الابداع الفني.. يقول: نوعية المسرحيات القادمة تأثرت بثورة 25 يناير وستكون علي غرار مسرحية "قهوة سادة" و"اللعب في الدماغ" حيث سيكون لمثل هذه المسرحيات الأفضلية عند جمهور المشاهدين بعيداً عن عروض المسرحيات الساذجة كما سيعتمد المسرح المصري علي جيل شباب 25 يناير في الدفع بمسرحيات وليدة. وعلي المستوي الشخصي أنتظر حالياً توفير البند المالي لمسرحية "كان في واحدة ست" التي أقوم حالياً بإخراجها للمؤلف محمود الطوخي ويلعب بطولتها كل من سميحة أيوب ورشوان توفيق وأحمد ماهر ومنير مكرم. إصلاح البيت الفني يقول المخرج حسام الدين صلاح بالمسرح الحديث: شاركت مؤخراً في مظاهرات ميدان التحرير مع زملائي الفنانين من أجل إسقاط النظام السياسي السابق وأسعي حالياً لإصلاح البيت الفني للمسرح المصري بالاتفاق مع د.عماد أبوغازي وزير الثقافة وإجراء الانتخابات لكل المكاتب الفنية للفرق المسرحية وتعيين مديري الفرق بالانتخابات بجانب ترشيح ثلاثة أسماء لوزير الثقافة ليختار من بينهم من يصلح لرئاسة البيت الفني للمسرح المصري. * يؤكد د.أسامة أبوطالب المدرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية: إن ثورة 25 يناير مستعصية الآن علي كل من يحاول كتابتها فنياً لروعتها وعظمتها علي أي تعبير فني لأنها تستلزم من أي فنان مسرحي أو سينمائي أن يتأمل ويفكر كثيراً في أحداثها قبل الإسراع في معالجتها الدرامية. أضاف.. قائلاً: إن المسرح المصري أصيب منذ زمن طويل بحالة من الترهل والشيخوخة والفساد الفني والإداري ولكن الآن بعد قيام ثورة 25 يناير من الممكن تقديم عروض مسرحية جيدة علي نفس مستوي مسرحية "الملك لير" و"قاعدين ليه" و"الأشجار تموت واقفة" التي نالت أعلي نسبة من إيرادات هيئة المسرح. * يشير د.عصام أبوالعلا المدرس بأكاديمية الفنون إلي أن ثورة 25 يناير تؤكد قيمة العمل التي يجب أن تكون شعاراً لمصر الثورة الجديدة كما فعلت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ويتمني أن تتجلي روح الثورة ودستورها الجديد في مظاهر الحياة السياسية والمسرحية بمصر قريباً.