ينتظر العالم بقلق بالغ الخطوة التي ستقدم عليها كوريا الشمالية اليوم بمناسبة الاحتفال بالعيد المائة وخمسة لميلاد مؤسس كوريا كيم إيل سونج في ظل التهديدات والتحركات العسكرية الأمريكية بالقرب من سواحل كوريا الشمالية. ويتوقع الخبراء أن تكون هذه الخطوة إما تجربة نووية سادسة قد تكون صاروخا بعيد المدي أو اختبار إطلاق صاروخ يحمل سلاحا كيماويا في استعراض للقوة أمام التهديدات الأمريكية. والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون معروف بشطحاته وقراراته الغريبة والشاذة فهو من أمر بقتل عمه القائد الكبير بالجيش لمجرد اعتراضه علي أحد قرارات الرئيس عن طريق إطلاق الكلاب الجائعة عليه. ومثل ذلك مواقف كثيرة لا مجال لذكرها الآن. ولكنها تدل علي قراراته السريعة والانفعالية والعنيفة. التهديدات الأمريكية بدأها الرئيس دونالد ترامب بإجراء اختبار ناجح لنموذج معدل من القنبلة النووية "بي 61" يوم 15 مارس الماضي باستخدام طائرة "إف 16" وهو ما أثار اعتراض روسيا التي رأتها خطوة استفزازية ثم بتحريك حاملة الطائرات الأمريكية كارل وينسون ومعها فرقاطتان امريكيتان وبعض القطع البحرية إلي المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية وأخيرا بتدوينة له علي تويتر قال فيها "إن الولاياتالمتحدة ليست خائفة من مواجهة كوريا الشمالية بمفردها". وإذا كان الرئيس الأمريكي يهدد فقط لردع كوريا الشمالية ومنعها من انتاج صواريخ باليستية ذات رؤوس نووية أو إجراء تجارب نووية فإن الرئيس الكوري الشمالي أخذ هذه التهديدات علي محمل الجد فأمر أمس الأول بإخلاء العاصمة بيونج يانج من سكانها لاقتراب وقوع حدث جلل. ثم بإصدار الأوامر لخمسين غواصة كورية شمالية بالطفو فوق سطح الماء لتظهر للقوات الأمريكية. ثم بالتهديد بضرب القوات الأمريكية المتواجدة هناك. وضرب القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية حليفة الولاياتالمتحدة. وأخيرا التهديد بضرب مدن الولاياتالمتحدة نفسها بصواريخ يصل مداها إلي ثمانية آلاف كيلو متر. ويبدو أن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه بالخطوات الكورية فلم تجد أمامها بداً غير الاستمرار في الخطوات التصعيدية حتي لا تتهم بالخوف فكانت المفاجأة بذلك التصريح الصادر عن أحد مستشاري البيت الأبيض الأمريكي أمس وقال فيه ان الولاياتالمتحدة وفي ظل تطورات الأوضاع تبحث فعلا الخيارات العسكرية ضد بيونج يانج. هذا الاستفزاز الأمريكي لكوريا والاستفزاز المتبادل من كوريا الشمالية قد يقود العالم إلي حرب نووية تأخذ في طريقها الأخضر واليابس. وللأسف فإنها لن تكون مقصورة علي شبه الجزيرة الكورية. خاصة إذا أقدمت كوريا اليوم علي إجراء التجربة النووية المتوقعة. وأعقبها رد فوري أمريكي علي هذه التجربة بتوجيه ضربة عاجلة لمصانع انتاج الصواريخ ذات الرؤوس النووية. وبعدها قد تتطور الأحداث إلي ما لا تحمد عقباه. لم تفلح مناشدات الصين ذلك الحليف الأقوي لكوريا. ولا روسيا الداعمة لبيونج يانج في مواجهة الولاياتالمتحدة ولا تهديدات كوريا الجنوبية باعتبار إجراء تجربة نووية لجارتها الشمالية بمثابة اعلان حرب في تهدئة الامور بين الدولتين اللتين يحكمهما أقل رؤساء العالم حكمة وكياسة وتقديرا للعواقب. ليس أمامنا سوي انتظار الأحداث التي ستبدأ ربما قبل الانتهاء من قراءة هذا المقال.