بالتزامن مع الاستعداد للاحتفالات السنوية بذكري ميلاد كيم جونج أيل في16 فبراير الحالي, نفذت كوريا الشمالية تهديدها وأجرت تجربة نووية ثالثة بنجاح في موقع تحت سطح الأرض باستخدام قنبلة بلغت سعتها حوالي7 أطنان, وأكدت أن التجربة أجريت بالطريقة المثلي وبشكل آمن ردا علي ما وصفته ب عداء الولاياتالمتحدة. وجاء الإعلان عن التجربة النووية بعد ثلاث ساعات من رصد نشاط زلزالي عند موقع التجارب النووية بلغت قوته5.1 درجة علي مقياس ريختير. وقالت حكومة بيونج يانج إنها استخدمت قنبلة نووية تم تصغير حجمها وتقليص وزنها في التجربة لكنها لديها قوة تفجيرية أكبر من التجارب السابقة. وفي استمرار لتحدي العالم وقبل ساعات من إعلان التجربة, ذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية أن كوريا الشمالية تنوي إجراء اختبارات أخري لصواريخ بعيدة المدي وإطلاق أقمار صناعية, موضحة أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوري الشمالي دعا خلال اجتماع إلي التحضير لتحرك عام قوي من دون أن يشير تحديدا الي التجربة النووية. في الوقت ذاته, أثارت التجربة النووية موجة من الإدانات الدولية, باعتبارها تحديا للمجتمع الدولي وانتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وفي واشنطن, وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه تصرف استفزازي للغاية ويشكل تهديدا علي سلام وأمن الولاياتالمتحدة والعالم برمته, داعيا المجتمع الدولي إلي سرعة اتخاذ إجراء للرد علي بيونج يانج. وقال مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية إن وكالات المخابرات الأمريكية علي علم بحدوث هزة ذات طبيعة تفجيرية في كوريا الشمالية انها تجربة نووية. وقال بيان لمكتب مدير المخابرات الوطنية إن المجتمع المخابراتي يجري تقييما لكل المعلومات ذات الصلة. وفي نيويورك, أدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التجربة الكورية الشمالية, قائلا إنها خرق واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن, وذلك قبل ساعات من اجتماع طاريء للمجلس لاتخاذ إجراءات حاسمة وقوية ضد بيونج يانج. ووصف دبلوماسي آسيوي في الأممالمتحدة التجربة بأنه تدمير للذات, ودعوة مفتوحة للمجتمع الدولي لزيادة المخاطر بعزل كوريا الشمالية. وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن وزير الخارجية كيم سونج هوان أجري اتصالا هاتفيا بنظيره الأمريكي جون كيري حيث اتفقا علي اتخاذ إجراء سريع وموحد. وقال تشو تاي يونج المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن كيم و كيري أجريا مشاورات طارئة عبر الهاتف واتفقا علي اتخاذ إجراء سريع وموحد في مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن كوريا الجنوبية تجري مشاورات مع الصين, وأن ليم يونج نام كبير مبعوثي سول للشئون النووية أجري اتصالات هاتفية بنظيريه الأمريكي والياباني لمناقشة رد الفعل إزاء التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنه يجب عدم استبعاد إجراء كوريا الشمالية تجارب نووية إضافية وإطلاق مزيد من الصواريخ. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن بيونج يانج أبلغت الصين والولاياتالمتحدة بخططها لإجراء التجربة. وفي بكين, أعربت الصين عن اعتراضها وحثت حليفتها علي الالتزام بتعهدها بألا تكون دولة نووية وعدم القيام بأي عمل يؤدي إلي تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن موقف الصين الحازم لتحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي والحفاظ علي السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا. وفي طوكيو, أعلن شينزو آبي رئيس وزراء اليابان أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية تشكل خطرا كبيرا لتدابير نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها مؤكدا أنه لا يمكن السماح بها. وفي لندن, أدان وليام هيج وزير الخارجية البريطاني التجربة النووية, داعيا إلي رد قوي من مجلس الأمن. وقال إن علي كوريا الشمالية أن تختار إما أن تتوقف عن تطوير برامجها النووية وصواريخها البالستية وتعود إلي طاولة المفاوضات أو أن تواجه مزيدا من العزلة والعقوبات الدولية. وفي موسكو, أدانت روسيا التجربة النووية الجديدة علي غرار عملية إطلاق الصاروخ البالستي التي جرت في السابق. وشدد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي علي أنه لابد أن تعود كوريا الشمالية إلي مائدة المحادثات السداسية. وفي باريس, أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن باريس ستدعم إجراءات حازمة من مجلس الأمن الدولي ضد بيونج يانج. ودعا أولاند كوريا الشمالية إلي الامتثال فورا لالتزاماتها الدولية. كما دعا جيدو فسترفيله وزير الخارجية الألماني المجتمع الدولي إلي دراسة فرض المزيد من العقوبات ضد بيونج يانج, ووصفها بأنها انتهاك آخر خطير. وفي بروكسل, طلبت كاثرين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي من بيونج يانج التوقف عن المزيد من الإجراءات الاستفزازية. وفي طهران, انتقد رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية تجربة بيونج يانج, معتبرا أنه يجب أن لا تملك أي دولة السلاح الذري. وفي فيينا, ذكرت منظمة المعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية أن هذا الحدث يحمل بصمات مشابهة للتجربتين النوويتين الكوريتين الشماليتين السابقتين في2006 و.2009