تمكنت مباحث الإسكندرية بالتعاون مع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة والأمن الوطني من رصد تحركات المتهم "محمود حسن مبارك" 30 سنة قبل قيامه بعملية التفجير الإرهابية للكنيسة المرقسية بعد أن تم تفريغ كاميرات المراقبة بالمحال التجارية والشوارع الرئيسية والكنائس في دائرة العطارين التي تقع بها الكنيسة المرقسية. كشفت كاميرا الكنيسة الإنجلية عن تواجد المتهم أمام أبوابها وعندما تأكد من عدم وجود قداس بها غادر لأحد الشوارع الجانبية بالمنطقة وهو ما ترتب اعليه قيام مباحث الإسكندرية بتشكيل فريق بحث جنائي لرصد الشقق المفروشة بالمنطقة ومستأجريها سواء قبل الحادث بفترة قصيرة أو اليوم الذي سبق الحادث.. ثم تبين معاودة ظهور المتهم مرة أخري أمام الحاجز الأمني الخارجي للكنيسة المرقسية في الساعة الثامنة والنصف وكشفته كاميرا أحد المحال التجارية حيث فشل في تجاوز الكمين الأمني لدقة التفتيش في ذلك الوقت قبل بداية قداس العيد فظل بجوار الحاجز الأمني لمدة ربع ساعة تقريبا يراقب كيفية التفتيش والقوة الأمنية المتواجدة بالشارع ورجحت التحريات أن يكون مع المتهم آخرون يقومون بعملية المراقبة وإعطاء إشارة التفجير.. ثم تبين قيام المتهم بمغادرة المكان والتوجه لشارع النبي دانيال وبه الباب الخلفي للكنيسة حيث يدخل ويخرج البابا تواضروس والقوة الأمنية ا لمصاحبة له فقط وعلم أن هناك استحالة للدخول من هذا الباب الخاص مع الكثافة الأمنية أمامه.. وعاد المتهم مرة أخري إلي شارع السلطان حسين ومنه إلي شارع شكور المعروف ببيع أجهزة التليفون المحمول ومتعلقاته حيث أخذ يستعرض واجهات المحال التجارية التي فتحت أبوابها يوم "الأحد" وهو يوم إجازة الشارع بصورة عامة وعندما لم يجد ما يشغل نفسه به لحين تخفيف الحصار الأمني أمام الكنيسة قام بالتحدث إلي بعض المارة لإرشاده عن أقرب مسجد للصلاة "وتم تحديد من تحدث معهم" ليدخل إلي سنترال خاص في الشارع لإجراء مكالمة تليفونية ويتم حاليا تفريغ المكالمات التي أجريت في ذلك اليوم وهذا التوقيت لمعرفة ما إذا كان المتهم كان يحصل علي تعليمات جديدة أم أنه كان يتواصل مع أحد أفراد أسرته وإن كان من المرجح أنه قد حصل علي تعليمات جديدة جعلته يدخل إلي أحد الزوايا بالمنطقة بعد أن طلب التوضؤ داخل أحد المحال التجارية.. وكشفت التحريات الأمنية أن المتهم جلس داخل الزاوية ما يزيد علي الساعتين حتي موعد صلاة الظهر ليغادر بعدها عائدا مرة أخري إلي الحاجز الأمني حيث كان القداس قد انتهي وغادر أغلبية المصلين الكنيسة كما غادر البابا تواضروس أيضا عقب علمه بانفجار كنيسة طنطا ومع تخفيف الإجراءات الأمنية نظرا لكون مدة الخدمة المخصصة لرجال الأمن بالمنطقة قد تبقي عليها أقل من نصف ساعة ليحل مكانهم مجموعة جديدة تمكن المتهم من الدخول ليتجول بالشارع ذهابا وإيابا ثم يحاول دخول الكنيسة وعندما خاف من تفتيشه ذاتيا بعد انطلاق صفارة الإنذار للبوابة الاليكترونية قام بتفجير نفسه. ** من ناحية أخري لازال خبراء الأدلة الجنائية يعملون علي تحليل بقايا القنبلة المعثور عليها لتحديد مكوناتها وقياس قوة التفجير لبيان ما إذا كان حزام ناسف أم صديري كامل يرتديه المتهم ويخفيه بالبلوفر الملفوف حول رقبته ليخفي ظهره وصدره وهو ما أدي إلي شدة الانفجار وجاري حاليا حصر الوحدات السكنية المفروشة المؤجرة بالدوائر القريبة من منطقة الحادث. ** علي الجانب الآخر تتولي الإدارة الهندسية للقوات المسلحة عملية ترميم الكنيسة المرقسية من آثار التفجير حيث بدأ الترميم في البوابة الرئيسية ومكتب الأمن والمكتبة والحضانة الملحقة بالمرقسية لينتهي العمل منها الخميس القادم تقريبا كما سيتم ترميم واجهات المحال التجارية المجاورة للكنيسة التي لحق بها تدمير شامل من شدة الانفجار.