صحيح أن مصر المقاصة مازال أقرب فرق الدوري العام لكرة القدم للمنافسة علي قمة المسابقة.. نتيجة لتطور الأداء العام للفريق هذا الموسم بعد وصول لاعبيه لمرحلة النضج الكروي وامتلاكه مجموعة من المواهب التي أضفت المزيد من الفاعلية والإيجابية الهجومية للفريق والصلابة الدفاعية بقيادة نجم المقاصة أحمد الشيخ العقل المفكر للفريق وهدافه.. ولكن لابد أن نتفق علي أن غياب الزمالك أحد قطبي الكرة المصرية والغريم التقليدي واللدود للأهلي عن المنافسة قد أفقد الدوري في سباق الأسابيع الأخيرة الكثير من الاثارة والمتعة والترقب وليس هذا تقليلا من قيمة وقوة وكفاءة فريق مصر المقاصة والذي بات بنجومه إضافة هائلة للكرة المصرية ولمنتخبها الوطني.. ولكن هذا الواقع الذي أتحدث عنه يرجع للمنافسة والصراع التاريخي بين القطبين العملاقين الأهلي والزمالك خاصة أنهما نجحا في تحقيق أرقام قياسية في حصد البطولات المحلية والإفريقية والعربية.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري أنهما يتمتعان بشعبية طاغية داخل أرض الوطن وخارجه أضفت الكثير من القوة والشهرة والاثارة لصراع القطبين وللقاءات القمة والتي باتت بمثابة عيد للكرة المصرية يسعد بها الملايين.. وانطلاقا من تلك الحقائق فإن ابتعاد الزمالك المفاجئ عن المشهد أري أنه أراح في الوقت نفسه لاعبي الأهلي وجهازهم الفني فأصبح المارد الأحمر يسير بخطي ثابتة نحو الاحتفاظ بدرع الدوري للعام الثاني علي التوالي.. وجاء فوزه الأخير علي الاتحاد السكندري في عقر داره بهدف لنجمه عمرو السوليه ليتسع الفارق مع الوصيف حاليا مصر المقاصة إلي سبع نقاط.. ووضح من أداء لاعبي الأهلي الحالة المزاجية العالية التي باتوا يؤدون بها مبارياتهم وتتميز بالثقة والهدوء الشديدين والروح القتالية العالية في الملعب والاصرار علي الاستفادة من اتساع فارق النقاط مع منافسيهم والضغط عليهم بتحقيق الانتصار وراء الانتصار بالإضافة لوصول لاعبيه لمرحلة رائعة من الانسجام والتفاهم واعتماد الفريق علي جماعية الأداء ولذلك لا نري الأهلي يتأثر في حالة غياب نجم أو أكثر عن التشكيل الأساسي فالفريق دائما متماسك والمستوي العام لعروضه يتسم بالثبات في أغلب المباريات.. ورغم الجهد الرائع المستوي الرفيع لنجوم فريق المقاصة والذي يحظي بدعم كامل من مجلس إدارته برئاسة اللواء محمد عبدالسلام.. ولكن أري أن الأهلي بحكم خبراته وما يتمتع به من نفس طويل في التعامل مع مسابقة الدوري فإنه قادر علي الاحتفاظ بفارق النقاط مع مصر المقاصة حتي لو تمكن نجوم المقاصة بقيادة مدربهم الكفء إيهاب جلال من حصد ما تبقي لهم من مباريات في عمر الدوري هذا الموسم.. ولكن سيذكر التاريخ هذا الأداء الاسثتنائي والمبدع لفريق مصر المقاصة العملاق.. وإذا عدنا للازمة التي يتعرض لها فريق الزمالك وخسارته الرابعة علي التوالي أمام إنبي صفر/2 سنجد أن أداء لاعبي المارد الأبيض يؤكد حالة انعدام التوازن النفسي وانعدام الثقة التي طالتهم جميعا بلا استثناء وانعكست علي الأداء العام للفريق الفردي والجماعي والذي بات يتسم بالتوتر والعصبية والتسرع وعدم التركيز فالهجوم أصبح بلا أنياب والدفاع مفتوحاً علي مصراعيه لمن يريد الوصول لشباك جنش والشناوي.. ونشاهد في الملعب فريقاً بلا عنوان أو شخصية أو إرادة.. وحالة التفكك التي بات عليها الفريق بدأت منذ فترة وأخفق محمد حلمي المدير الفني المستقيل في لملمة أوراق زمالك الأحلام بل علي العكس كان الخط البياني لأداء الفريق في تراجع مستمر حتي مني الفريق بالهزيمة الرابعة علي التوالي مع قدوم ايناسيو البرتغالي مديرا فنيا للزمالك والذي لجأ إليه مجلس الإدارة لانقاذ الفريق.. ولعلنا نتفق أن الخبير البرتغالي ليس مسئولا عما حدث أمام إنبي وأن الرجل يحتاج لبعض الوقت لتصحيح مسار الفريق فنيا ومعنويا وإعادة الثقة إلي لاعبيه وهذا يتطلب منه جهداً كبيراً مثل الجهد الفني المطالب لتوظيف الأوراق المتاحة أمامه بالشكل الأمثل وتطوير معدلات اللياقة البدنية لأعلي مستوياتها وهنا يجب أن يلعب نجوم الفريق الكبار بحكم خبراتهم أمثال شيكابالا وأيمن حفني وطارق حامد دورا مع ايناسيو لتأهيل باقي نجوم الزمالك نفسيا وذهبنا للعودة سريعا إلي قوته وصدرته وهيبته دون النظر لضياع فرصة الفريق في المنافسة علي الدوري لأن ما هو قادم أهم.. فالزمالك مطالب أمام جماهيره بالمنافسة علي بطولة الملايين الإفريقية مصر وبطولة العرب للأندية في نسختها الجديدة والتي تقام في ضيافة مصر.