تابعت كما تابع غيري لحظة وصول رجب طيب أردوجان مصر وكيفية استقباله بالأحضان الدافئة وسمعت في المقاهي والتجمعات أقوال وأحاديث البسطاء واكتشفت أن جزءاً ليس بالهين من الانهبار برجب طيب أردوجان يعود إلي افتقدانا منذ زمن شخصية بحجم أردوجان وثقافة أردوجان ووعي أردوجان بكل ما يحدث في المنطقة من تغيرات وثورات.. وبحكم عملي في القسم الخارجي منذ سنوات طوال كنت من المتابعين للتجربة التركية وخاصة مع نمو التيار الذي يمثله أردوجان الآن ومنذ اربكان والمسميات غير الصحيحة التي أطلقها البعض علي أنها تجربة إسلامية تستحق التحية والاجلال عندما قسم الغرب التجارب الإسلامية إلي ثلاث تجارب لا غير.. تجربة أسامة بن لادن التي وصفوها بالإرهابية وتجربة ماليزيا التي وصفوها بالإسلامي الآسيوي وتجربة تركيا والتي وصفوها بالإسلامية العلمانية وبعيداً عن المسميات أعود وأقول إن الانبهار برجب طيب أردوجان له أسباب عديدة منها أن تجربة تركيا الداخلية جديرة بالمتابعة والدراسة لا تقل والاقتباس ومنها ما هو دولي حيث استطاعت تركيا أن ترد الصاع صاعين للاتحاد الأوروبي الذي رفض إنضمام أنقرة إليه.. لقد استطاع الأتراك خلال فترة قصيرة أن يرفعوا معدلات التنمية الحقيقية داخل بلادهم وأن يحتلوا مكاناً ليس بالهين أو البسيط علي المستوي الدولي. كما أن الغضب من أجل الكرامة الذي أظهره رجب طيب أردوجان أول مرة ضد شيمون بيريز في مؤتمر دافوس. عاد وكرره بعد الاعتداء علي السفينة مرمرة وطالب إسرائيل بالاعتذار.. الغضب من أجل الكرامة جعل المصريين يشعرون بأن الرجال من أمثال رجب طيب أردوجان ندر وجودهم في مصر خلال العقود الثلاثة الماضية حيث لم نر أحداً بطول قامة رجب طيب أردوجان. بل تصدر المشهد عديمو الوطنية والأخلاق والموهبة السياسية. بل اختاروا لنا أطوالاً لم نعتد عليها في تاريخ الزعامات في مصر من أمثال عازف الطبلة أحمد عز وغيره الذين قزموا دور مصر ليتناسب مع أحجامهم.. ولا أستطيع إلا أن أقول مرحباً بطويل القامة رجب طيب أردوجان علي أرض مصر.