عندما استهدف الإخوان كنائس مصر بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الإرهابيين في 14 أغسطس 2013. وأحرقوا أكثر من 70 كنيسة.. لم يهتز رمش للإخوة الأقباط. ليقينهم بأن حرق الكنائس يأتي ضمن مخطط حرق مصر بأكملها دون تمييز.. ساعتها خرج البابا تواضروس. وأعلن أنه حتي لو تم حرق كل الكنائس. فإن الأقباط سوف يصلون في المساجد والشوارع. لكن.. أن تستهدف كنيسة أو أكثر قبل أو أثناء عيد قبطي "القديسين. ليلة عيد الميلاد 2010 البطرسية 2016 نجع حمادي 2017 وأخيراً أمس مارجرجس بطنطا. وأمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. خلال تواجد البابا تواضروس فيها".. فإن الوضع مختلف.. صحيح أن أحد دوافع مثل هذه الجرائم الإرهابية هو محاولة تمزيق النسيج الوطني وإثارة غضبة مسيحية ضد الدولة.. لكن المؤكد أن هناك دافعاً أو سبباً رئيسياً هو بيت الداء. لا يتحدث عنه أحد عمداً أو حرجاً. تعودنا علي أن يقع تفجير داخل أو خارج كنيسة. سواء كان هناك تقصير أمني أو خطأ إجرائي.. وتعودنا أيضاً علي أن نسمع كلاماً براقاً. ونري إجراءات مكررة مثل الإدانات المتتالية من المسئولين. وعقد اجتماعات نوعية للحكومة والبرلمان والشرطة وغيرها. وفتح كل المستشفيات لاستقبال المصابين. وإسراع المواطنين للتبرع بالدم. ثم.. ثم سرعان ما تهدأ الأمور وننام لنصحو علي حادث جديد. دون أن نصف الداء وصفاً دقيقاً بصراحة وشجاعة ومسئولية. حتي نحدد الدواء الناجع. والوصف الدقيق لهذا الداء العضال أن وراء تلك الجرائم تيارين لا انفصام بينهما.. السلفيين والإخوان. ماذا تنتظرون من شباب "ممسوح دماغه ومغسول مخه"؟!!.. يسمع من شيوخ السلفية الكبار والمشاهير أن الأقباط كافرون. ودون أن يتحرك مسئول واحد لمنع هؤلاء من الإفتاء.. بل ووصل العته والخبل والهطل بهؤلاء المفتين "الضلالية" إلي القول إن كل من يرفض تكفير الأقباط هو أيضاً كافر.. يعني كلنا كفرة والعياذ بالله!!.. وكلنا يدرك تماماً عقوبة الكافر.. القتل.. مع أن آيات قرآنية كثيرة تحمي النفس البشرية. وفي مقدمتها: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ تَفْسي أَوْ فَسَادى فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا". ماذا تنتظرون وهؤلاء المفتون السلفيون يحرضون ليل نهار ضد الأقباط أينما يكونون؟!! ماذا تنتظرون من جماعة الإخوان الإرهابية بعد الزيارة الناجحة جداً للرئيس السيسي لأمريكا. ونتائجها الإيجابية الكثيرة ومنها بحث تصنيف الإخوان جماعة إرهابية. ووصف الخارجية الأمريكية لمصر بأنها آمنة. وتوجيه الأمريكيين لزيارتها. وكذلك بعد العملية الجراحية الأسطورية التي أجرتها قواتنا المسلحة في جبل الحلال؟!! ماذا تنتظرون وكل قضية إرهابية "تتسكع" و"تتمخطر" في أروقة المحاكم 5 سنوات. وأكثر دون إصدار حكم نهائي وبات فيها والحكومة والبرلمان لا يتحركان لتعديل قوانين الإجراءات الجنائية والنقض لتحقيق العدالة الناجزة؟!! للأسف.. إن حادثي الأمس في طنطا والإسكندرية وقعا يوم "أحد الزعف" وهو بداية "أسبوع الآلام" للأقباط. لتزداد "آلام" كل شعب مصر. مسلمين وأقباطاً.. فالحادثان حتي كتابة هذه السطور خلَّفا 37 شهيداً. و111 مصاباً. ومن بين الشهداء رئيس محكمة وقائد قوة تأمين الكنيسة المرقسية. المقدم عماد الركايبي. الذي حاول القبض علي الانتحاري. وكذلك ضابطي شرطة. وأحد الأفراد. الداء يكمُن في فتاوي التكفيريين من سلفيين وإخوان. وفي نصوص قانونية مهترئة عفا عليها الزمن.. أوقفوا يا سادة إسهال فتاوي المتطرفين. وعدِّلُوا القوانين. وغَلًّظُوا عقوباتها اليوم قبل الغد.. وإلا.. فلتتحملوا نتائج تقصيركم أمام اللَّه والشعب.