يتحدي اكثر من 150 اسرة بقرية باب العبيد بحي وسط الاسكندرية التي تقع بالحزام الاخضر الريفي البطالة بتجربة عائلية لتحويل الجلسات الاسريه إلي أوقات للعمل يدر دخلا وذلك من خلال جدل البوص وتشكيله لاشكال عديدة ومنها الحصير والمشنات والسلات وبيعها للتجار.. إلي ان ذاع صيت القرية بهذه الصناعة واصبح يتوافد عليها التجار من مختلف المحافظات. استغل اهالي القرية وقوعها بالقرب من بحيرة مريوط وانتشار البوص بكميات كبيرة في البحيرة واتخذوه موردا للدخل بجمعه وتصنيعه حيث قامت "المساء" بزيارة القرية للتعرف علي الصناعة ودخلها بالنسبة للاسر وخطوات الاعداد لها. يقول بشير طلب "51" عاما لقد جئت من البحيرة وأعيش في القرية منذ اكثر من 35 عاما ولدي أربع بنات وأربعة شباب ونعمل جميعا في مجال تصنيع البوص فاولادي الشباب يخرجون مبكرا ويتوجهون للبحيرة لاستقلال المركب الصغيرلقطع البوص الذي ينمو بوفره بالبحيرة ثم يعودون في اوقات الظهيرة ومعهم البوص تقوم النساء بفرزه وتقسيمه علي حسب طوله وسمكة فكل نوع له طريقة في الجدل وله استخدماته المختلفة حيث ان البوص الرفيع يستخدم في عمل "الحصير" واسقف الزرايب ومبيت الحيوانات فضلا عن عمل حجرات الخبيز بالقري الريفية والتي يوجد بها الافران الطينية. أما البوص السميك فيستخدم كأسوار فاصلة بين الاراضي الزراعية وبعضها البعض وعمل عبوات حفظ الفواكه المعدة للتصدير فمنها التي تعد للرمان وأخري للفراولة وغيرها للخضراوات كالبسلة والثوم حيث تتميز هذه العبوات بفتحات علي جوانبها نظرا لكون البوص جيد التهوية للفواكه التي تخزن بها لفترات طويلة مما يجعلها اقل عرضة للتلف بالإضافة إلي إستخدامها في حماية المحاصيل التي تجمع بالاراضي لحين بيعها او نقلها من الارض وذلك بعمل غطاء لها من البوص ¢تربيعة¢ لحمايتها من الطيور التي تتغذي عليها. مصدر للدخل تضيف هنية أبو شردي 48 سنة ارملة ولديها ستة أبناء بإن سكان القرية بالكامل آخر للدخل سوي صناعة البوص ويتوقف دخل كل اسرة علي حسب الانتاجية ولذلك فان اسر القرية تتنافس جميعها يوميا لتصنيع اكبر قدر ممكن من الصناعات المختلفة لافتة إلي إنها تقوم بشراء كيلو الخيط اللازم لربط البوص وجدله ب 8 جنيهات ونقوم بشرائها من رشيد لكونها البلد الوحيدة التي تقوم ببيع الخيوط القطنية اللازمة الناتجة من بواقي مصانع الغزل والنسيج. كما اقوم بشراء رابطة البوص من شباب القرية بمبلغ 4 جنيهات واقوم ببيع الحزمة بعد تصنيعها والتي تكون بمساحة مترين طول وعرض بمبلغ 7 جنيهات ونصف حيث انها تكفي لصناعة ثلاثة حزم والكيلو يكفي لصناعة 20 حزمة مؤكدة علي ان اهالي القرية جميعهم يبيعون للتجار بنفس الاسعار وذلك لعدم تضارب الاسعار من اسرة لأخري وإصابه بضائع أحد الاسر بالركود وعدم البيع لارتفاع سعره عن باقي الاهالي. تضيف سعدية عباس 45 سنة بإن مهنة صناعة البوص يتوارثها أبناء القرية ابا عن جد وذلك لعدم توافر أية فرص اخري للعمل حيث انها تعتبر من المهن الشاقة لكونها تحتاج العديد من العمالة وذلك لكثرة مراحل الاعداد والتصنيع بدءا من حش البوص وحتي بيعه للتجار الذين يتوافدون علي القرية من كافة محافظات الجمهورية سواء كفر الشيخ والمطرية والسادات والنوبارية ووادي النطرون والوادي الجديد والصعيد. مراحل التصنيع حيث تبدأ مراحل التصنيع بقيام كبير كل اسرة بتقسيم الادوار علي افرادها حيث تبدأ عملية قطع البوص والتي غالبا مايقوم بها شباب الاسر بإستقلال قارب صغير والتجول في البحيرة وبعد جمعة والعودة بكميات البوص تستقبله نساء الاسر وتقوم بتجفيفه ووضعه علي الارض تحت اشعة الشمس بطول الطريق ومدخل القرية حتي يجف ثم يتم تصنيفه حسب السمك والطول وفرز كل نوع علي حد ثم تبدأ مرحلة الجدل مع بداية ساعات الظهيرة والتي يقوم بها الرجال وذلك بربط حزم البوص ببعطها البعض وتشكيلها بالاشكال المختلفة وهي إما لربطها لعمل حصيرة او تضفيرها لعمل "مشنة" او حياكتها لعمل سلات او معلبات حفظ للفواكه مشيرة بإن موسم هذه الصناعة يكون خلال شهور الشتاء وذلك لكثرة طلب التجار عليها لافته بأن الحزمة الواحدة تستغرق عمل مايقرب من الساعة ويكون معدل عمل الفرد مايقرب من 40 حزمة اسبوعيا. مضيفة بإن هذه الصناعة بدأت بالقرية بسبب البطالة وعدم وجود فرص للعمل سواء للرجال او الشباب إلا ان قام أحد التجار بتعليم اهالي القرية تلك الحرفة مشيرة بإن هذه الصناعة تندر وجودها بالمحافظات لقلة صناعها فضلا عن الوقت والمجهود والصبر وتعتبر ربحها ضئيل وتكفي بالكاد سد إحتياجات الاسر بالقرية. طالب مرسي ابوزيد المحافظة بتبني حرفتنا اليدوية ودعمها بالجمعيات والهيئات لتطويرها وتحسينها خاصة ان ليس لدينا تأمينات اجتماعية او رعاية صحية ومن يمرض لايجد قوت يوميه كما اننا لانتمكن من تعليم اولادنا لعدم استطاعتنا توفير المصايف اللازمة سواء للتقديم للمدارس او شراء الكتب او الملابس المدرسية فضلا عن المواصلات وخاطبنا العديد من المسئولين للنظر إلي هذه الصناعة والاهتمام بها لكن دون جدوي.