شعرت بصدمة عندما أكد الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر تمسكه بالطريقة التي يلعب بها والتي لم تنل تقدير كل من يعمل في كرة القدم في مصر إلا القليل من العاملين باتحاد الكرة.. كوبر قالها صريحة وواضحة ومباشرة:"لن أغير طريقتي ولو مش عاجبكم مشوني" ثقة ما بعدها ثقة في أنه مستمر ولن يرحل.. ولا اعرف من منحه هذه الثقة وأعطاه يقينا أنه يحقق لمصر انجازات غير مسبوقة وأنه كما يقال "بيعمل من الفسيخ شربات" وعلينا أن نرضي بما هو قائم إلي أن يصل لكأس العالم.. ولا أعرف هل إذا وفق وهو ما يتمناه كل مصري سيغير من طريقته.. الإجابة عندي لا.. فالقصة عند كوبر ليست مرحلة ولكنها ثقافة وفكر وأسلوب حياة.. أنه يفكر كيف يدافع فقط.. لا يجيد الفكر الهجومي أو الإبداع. ولا أعرف ايضا ما هي الدوافع التي تجعل كوبر مصراً علي اللعب بهذا الفكر الدفاعي.. الكارثة أن تسعين في المائة من لاعبي المنتخب يجيدون اللعب الهجومي ويتميزون به وبشكل كبير بجانب قدراتهم الدفاعية الخاصة وهو ما جعلهم جميعاً نجوماً فوق العادة في أنديتهم بل وساهم في احترافهم خارج مصر ويلعبون كرة هجومية مميزة للغاية سواء المدافعون أو المهاجمون.. أي أن مستر كوبر لم يجده نفسه كثيراً في البحث عن نجوم تتمتع بصفات وقدرات هجومية وكذلك دفاعية. فهل لأحد أن ينكر أن محمد صلاح أو تريزيجية أو وردة أو رمضان صبحي أو كهربا أو عمر جابر أو حتي المحمدي وكريم حافظ وأحمد فتحي وعبدالله السعيد لا يجيدون اللعب الهجومي ويؤدون أدواراً دفاعية مثلما يلعبون في أوروبا.. هل هي اللياقة البدنية.. لا أعتقد لأن هذه المجموعة تلعب في دوريات كبيرة خاصة المحترفين في أوروبا.. ولو كانت القصة في اللياقة البدنية فقط لما فازت أوروبا أو امريكا الجنوبية بكأس العالم الذي يعجز الأفارقة عن مجرد الوصول لأدواره النهائية. الفكر الذي يتمتع به كوبر هو من جعله يحلم بألا يري في مصر رأس حربة لأنه لا يحب أن يخسر لاعباً في هذا المركز حيث يتمني أن يستفيد بلاعب في خط الوسط يأتي من بعيد ويعتمد علي سرعته في نقل هجمة مثلما يفعل مع محمد صلاح. هذا الفكر هو السبب الرئيسي الذي يغيب حسام غالي عن المنتخب.. وهو ما تكلمت فيه من قبل واعترف به كوبر حينما قال لن أغير طريقتي وربط بين ذلك وبين عدم قناعة حسام بهذه الطريقة التي لن يكون له حظ معها لأنها طريقة تقتل المتعة في كرة القدم وتقتل الإبداع واللعب في كل ارجاء الملعب.. فكما قلت كوبر يريد أن يري الكرة عند خط ال 18 ومنه لخط 18 المنافس مرة واحدة ولا عزاء لوسط الملعب الذي سيكتفي بالجري لقطع أي تمريره وتسليم الكرة لأقرب لاعب أو تشتيتها للأمام عسي أن يلتقطها صلاح وهو ورزقه.. هذا الكلام قلته وغضب مني البعض وعاد كوبر واكده.. ولا أملك إلا أن أقول ربنا يستر وينجح كوبر ونفشل جميعاً.