لا أتصور أن يكون مستوي منتخب مصر أمام غانا في لقاء الجولة الثانية بتصفيات المونديال مطمئناً بالدرجة الكافية لخوض أمم أفريقيا بالجابون.. ولا أستطيع أن أسلم عقلي وعيني وفكري لغيري. فأقتنع بما يدعيه البعض أننا قدمنا عرضاً مدروساً وتم التخطيط له بعناية.. عرضاً يعتمد علي الدفاع القوي والهجمة المرتدة لتحقيق الفوز مثلما يحدث مع فرق عالمية تحقق انتصارات مهمة وكبيرة.. فلا هذه خطة دفاعية ولايوجد هجمة مرتدة.. بل كنا نلعب تحت ضغط من الفريق الغاني.. ولم نستطع الخروج إلا بكرة أو اثنتين في الشوط الثاني ومثلهما في الأول بجانب ضربة الجزاء. الدفاع والهجمة المرتدة رأيناها في أداء فريق مثل ليستر سيتي حامل لقب "البريميرليج".. أو البرتغال بطل أوروبا.. أو في بعض مباريات الأهلي عندما يضغط وتنفذ ضده هذه الهجمات وتهتز شباكه بطريقة قوية.. وكان آخر ذلك هدف كاسونجو مهاجم الاتحاد السكندري.. أعرف أن يكون اهتمامك بالدفاع ثم الهجوم المضاد.. أما تفكر في الدفاع ثم الدفاع وتنتظر خطأ من منافسك لتحرز هدفا فتلك كارثة. لا أتصور أن يكون أداء مصر في ملعبه ووسط جماهيره وهو الباحث عن الفوز بهذه الطريقة.. لا يمكن أن أشيد بفكرة اللعب بالطريقة الدفاعية وانا في ملعبي وأحتاج للفوز.. لا أراهن علي أن مدرب غانا ساذج للدرجة التي جعلته يندفع هجوميا وهو ليس في حاجة إلا لنقطة تعادل.. ولا أعرف كيف فكر كوبر في أن يدافع أمام فريق من المفروض انه جاء ليدافع.. ثم ماذا لو خطف المنتخب الغاني هدفا.. أم أن مستر كوبر كان واثقا أن شباك الحضري لن تهتز حتي لو ظل مضغوطا تسعين دقيقة. ليس من المعقول أن أقوم بكل هذه التحضيرات والمعسكرات والمباريات والمؤتمرات والضغوطات لكي أقوم بتدريب اللاعبين علي كيفية الدفاع والتشتيت سواء ذهبت الكرة لصلاح او لدفاع الخصم.. المهم أن تبتعد الكرة عن منطقة الخطر.. أي أن فكر كوبر هو إبعاد الخطر وليس صناعة الخطر علي المنافس.. ليس عدلا أن ظهيري الجنب يتدربان علي عدم تخطي خط الوسط.. أو عدم التمرير لعناصر الوسط النني أو طارق أو السعيد.. وأن يقف باسم مرسي 45 دقيقة دون أن تصله تمريرة واحدة. من غير المنطقي أن اترك الملعب دون لاعبين يجيدون السيطرة علي الكرة دون خوف أو ارتباك مثلما فعل رمضان صبحي اللاعب الوحيد الذي واجه لاعبي غانا والكرة بين أقدامه دون خوف.. وأيضا يجلس علي الخط وليد سليمان أفضل لاعب مصري يجيد الاستحواذ علي الكرة طالما هناك تعنت ضد حسام غالي "أسطي" الكرة المصرية والذي قولنا مرارا وتكرارا إننا في حاجة إليه مثلما نحن في حاجة للحاوي أيمن حفني ثعلب الزمالك. يا مستر كوبر قد يقف معك الحظ بعض الوقت.. ولكن لن يستمر كل الوقت.. ولا تعطي أذنك لمعدومي الضمير الذين اصيبوا بالرعب اثناء المباراة.. وبعدها صفقوا لك.