لعلنا نتفق أن أي نتيجة لمنتخبنا الوطني وهو يواجه أوغندا اليوم في ثاني مبارياته بالعرس الأفريقي لكأس الأمم لكرة القدم بخلاف الفوز تعني ضياع الحلم الأفريقي مبكراً.. فالتعادل السلبي الذي سقط فيه الفراعنة في مباراة الافتتاح أمام مالي جعل الفوز علي أوغندا مطلباً حتمياً وإجبارياً لا بديل عنه فنحن نفترض علي الورق وحسابياً أن كفة الفراعنة الأرجح لحصد نقاط اللقاء الثلاث لفارق الخبرة والإمكانيات والمهارات والتاريخ.. فالمنتخب الأوغندي يعود إلي العرس الكروي الأفريقي بعد غياب دام 39 عاماً بينما يحمل منتخبنا الوطني الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم الأفريقي "7" مرات.. وإذا كان التاريخ هنا ينحاز للفراعنة.. غير أن هذه الإنجازات وذلك التاريخ أصبح من الماضي.. ونحن أولاد النهاردة.. ودائماً الملعب له كلام آخر.. فقد شاهدنا المنتخب الأوغندي علي الواقع أكثر من ند لمنتخب نجوم غانا السوداء العملاق أحد القوي الكروية العظمي بقارتنا السمراء فأحرج الأوغنديون المنتخب الغاني حتي انه لم تنقذه سوي ضربة جزاء.. ولو أنصف حكم اللقاء الفريق الأوغندي باحتساب أحد ضربتي الجزاء التي كان يستحقها لتمكن من تحقيق التعادل مع غانا.. لقد أثبت الفريق الأوغندي أنه يلعب كرة حديثة ويجيد لاعبوه الانطلاقات الهجومية والارتداد الدفاعي بفضل ما يتمتع به لاعبوه من لياقة بدنية وسرعة وقوة جسمانية في الكرات المشتركة. وأري من هذا المنطلق فإن العرض المتواضع والأداء الدفاعي الصارم للفراعنة وغياب الفاعلية الهجومية وعدم القدرة علي بناء الهجمات المنظمة المؤثرة في مباراتهم أمام مالي.. كلها أخطاء وسلبيات اتسم بها الأداء العام تحتاج علاجاً سريعاً وتصحيح أوضاع اللاعبين في الملعب وأن يرفع الأرجنتيني كوبر يده عن المنتخب بأن يترك لهم مساحة من حرية الحركة في الملعب وإتاحة الفرصة لنجوم الفريق من أصحاب المهارات الخاصة للتعبير عن أنفسهم والابتكار والإبداع من خلال توظيف إمكانياتهم الهجومية في ترجيح كفة المنتخب في تلك المواجهة المصيرية مع أوغندا للخروج من عنق الزجاجة الذي وضع فيه كوبر المنتخب.. ولا بديل عن التخلص منه إلا بإحراز الفوز فلا أحد يختلف علي إمكانيات نجومنا محمد صلاح وكهربا ومحمود تريزيجيه والساحر رمضان صبحي وعبدالله السعيد وفي قدرتهم علي قهر أي دفاع بشرط أن يجدوا المعاونة الكافية من خط الوسط وظهيري الجنب أمثال أحمد المحمدي وأحمد فتحي وعبدالشافي.. ولاعبي الارتكاز النني وطارق حامد فالمطلوب ان يكون لهؤلاء أدوار هجومية ملزمة طبقاً لظروف الهجمة واللعبة وحركة الكرة لأن المطلوب أن تتوافر لمحاولاتنا الهجومية الكثافة العددية الكافية للضغط علي دفاع المنافس لإرباكه وإجباره علي الخطأ وإيجاد الثغرات في صفوفه من خلال انطلاقات سريعة أمامية والاستغلال الأمثل للمساحات الخالية.. ولكن كل هذه الأمنيات التي ننتظر فيها أن نري منتخب الفراعنة يلعب في نصف ملعب المنافس وهو يصول ويجول ويضغط بعد أن حرمنا من هذا المشهد منذ قدوم كوبر لتولي مهمة تدريب الفراعنة حيث يكتفي فريقنا بالتمركز في نصف ملعبه مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة الخاطئة عن طريق محمد صلاح النجم العالمي.. ولكن عندما نجح فريق مالي في غلق الطريق علي صلاح بعد أن ذاكر منتخبنا جيداً غابت الفاعلية والإيجابية عن فريقنا تماماً إلي الحد الذي فشل فيه لاعبونا في الوصول لمرمي مالي سوي واحدة لأنه كما وضح هناك تحجيم لانطلاقات لاعبينا الأمامية أسفر عن عدم قدرتنا علي بناء هجمات منظمة من خلال تحركات محفوظة وتكتيك جماعي واضح لأن الأداء الدفاعي أصبح شغلهم الشاغل تنفيذاً لتعليمات كوبر والتزاماً بعقيدته الدفاعية الصارمة.. وأعتقد أن منتخبنا يستطيع ان يكمل مشواره الصعب في الأدغال الأفريقية من أجل استعادة هيبته وبريقه ومكانته علي قمة الكرة الأفريقية بشرط تطوير أسلوبه الهجومي مع الاحتفاظ بقدراته في الانضباط والتمركز والتنظيم الدفاعي السليم.. لأن الكرة الحديثة التي نعرفها ان اللاعب المثالي لابد أن يجيد تنفيذ الأدوار الدفاعية والهجومية معاً وأري اننا نمتلك نخبة من اللاعبين الأكفاء أصحاب الخبرات الدولية والمهارات الخاصة في كل خطوطه بما في ذلك خط الدفاع بقيادة نجومه أحمد حجازي وعلي جبر وسعد سمير وجميعهم هدافون فقط أن نتيح لهم الفرصة بالتقدم خلف الهجوم.. في الوقت نفسه فإن وراءهم حارسين عملاقين السد العالي عصام الحضري وشريف إكرامي وانطلاقاً من هذا الواقع يستطيع منتخبنا الوطني أن يحافظ علي حلمه الأفريقي عبر بوابة أوغندا والتي تحتاج من لاعبينا كل الاحترام والتركيز لنحتفل معاً بأول فوز في العرس الأفريقي.