مصر والسودان دولة واحدة تربطها علاقات تاريخية وأسرية وثقافية ودينية بسير شريان واحد يربط بين البلدين وهو النيل.. السودان لديها أراض متسعة وشاسعة قابلة للزراعة وكذلك إنتاج حيواني.. الشعب المصري والسوداني متفقان في كل شيء ولكن هناك خيطاً رفيعاً بين الاثنين وهو عمليات التحويل والسيولة المالية. يقول السفير بكري نعيم المنصور أحد السياسيين البارزين وهو قيادي بارز في حزب الاتحاد الديمقراطي السوداني: لنا أفكار في التعاون قابلة للتنفيذ لكنها تحتاج لطرف ثالث يكون شريكاً لمصر والسودان من هذا المنطلق. حاولت "المساء" أن تغوص في أفكار السياسي الكبير. * ما نوع التعاون الذي تريده بين البلدين مصر والسودان؟! ** قال السفير بكري نعيم المنصور: التعاون بين مصر والسودان قائم بالفعل لأن طموحات الناس واحدة وطموحاتنا أعلي من الواقع التي تعيشه الحكومات هناك شراكة استراتيجية بالفعل.. ولكن التزاوج قادم لا محالة بين مصر والسودان. صاحب القرار أضاف قائلاً: الشراكة المصرية السودانية أقل بكثير من طموحات الناس وهذا مرده علي صاحب القرار.. العلاقة علي مستوي الشعوب أعلي من صانع القرار نفسه وطموحات الشعبين في وادي النيل دولة واحدة ليست بها فواصل ولا حدود وهذه هي طموحاتي وكذلك طموحات الإخوة في مصر والسودان ولا أستطيع أن أصف العلاقة بأنها علاقة جوار انما هي علاقة إخوة وأشقاء ودم يسير في شريان الشعبين. * ما الذي تراه ينقصنا لكي نحقق اكتفاء ذاتياً من الغذاء؟! ** السودان لديها أراض متسعة وبكر وهناك ثروة حيوانية وداجنة ومصر لديها من العلماء الكبار والمفكرين والموارد البشرية.. إذن لابد أن يكون هناك ضلع ثالث وهو المال الذي يستطيع أن تحقق به تلك الطموحات وهذا يحتاج إلي دولة عربية غنية ومحبة للسودان ومصر.. وأري أن السعودية أو الإمارات هما القادرتان علي التمويل.. نحن نريد اقتصاداً عربياً قوياً يخدم الشعوب.. لأن الكلام النظري غير مجد واننا نريد التكامل بالأموال. * لماذ السعودية والإمارات علي وجه التحديد؟! ** السعودية والإمارات دولتان محبتان للشعبين المصري والسوداني ولديهما فائض من الأموال ويحبان الزراعة ولديهما استثمارات ضخمة خارج الدول العربية فلو وجهت تلك الاستثمارات للسودان في الزراعة والإنتاج الحيواني والنباتي يكون المثلث العربي قد اكتمل.. "الأرض والعلماء والمال عرب" استطيع أن أجزم أن في ظرف عامين يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب واللحوم لمصر والسودان والسعودية وسوف تكون السودان سلة الغذاء العربي.. هذه هي نظريتي التي أطالب بها في السودان والحزب. * ما هي الحاصلات التي تحتاجها مصر والسودان لشعوبهما؟! ** الأولوية للقمح والنباتات الزيتية واللحوم.. مصر محتاجة للإنتاج الحيواني والقمح ونحن في السودان نحتاج للزيوت مثل دوار الشمس فلو تم زراعة الأراضي في السودان بالنسبة للقمح والنباتات الزيتية لأمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتي لأبناء وادي النيل من القمح واللحوم والمواد الزيتية وكذلك الأعلاف بالنسبة للحيوانات. أضاف: لو كان هناك تكامل بين الدولتين لوصل كيلو اللحوم إلي 15 جنيهاً بالنسبة للسعر المصري. نحن لدينا ثروة حيوانية غير محدودة وثراء الفرد مقترن بالثروة الحيوانية حتي مازالت المهور تقدم برءوس الماشية في بعض القبائل. أكد السفير بكري: انني أعتبر نفسي مصرياً لاني أعيش في مصر منذ 21 عاماً وإقامتي منحصرة بين السودان ومصر وأحس أن نصفي مصري وليس أنا فقط بل الاخوة في السودان ومن هنا من القاهرة التي أعشقها أطالب بإعادة صياغة العمل العربي المشترك علي مستوي الشعوب خاصة في وادي النيل في مجال الزراعة ونحن نحتاج لأموال والضلع الثالث لابد أن يتحرك.. نحن في السودان لا نعتبر مصر قطراً ثانياً بل نعتبر أنفسنا دولة واحدة لأن السياسة لا تفرقنا ولا توحدنا.. انما نحن موحدون بالدم والنسب والشريان الحيوي النيل.