ظاهرة غريبة تشهدها منطقة شرق الاسكندرية وبالاخص منطقة الساعة وهي انخفاض العقارات بصورة ملحوظة فيها عن سطح الارض وكأن العقار سوف يختفي خلال سنوات اذا ما ظل في انخفاض دون وجود حلول جذرية للمشكلة. حذر خبراء جامعة الإسكندرية من الخطورة الداهمة التي تنتظر عقارات منطقة الساعة بحي المنتزه لانها في الاساس ارض طينية ويتم إقامة عقارات بارتفاعات كبيرة عليها وهو ما ينذر بكارثة مطالبين محافظ الاسكندرية باتخاذ اجراءات احترازية سريعة خوفا من حدوث مأساة. يقول د.فتحي محمود أستاذ التربة بكلية الهندسة لابد من معرفة نوعية التربة قبل البناء لضمان سلامة المبني ومعظم العقارات التي تم بناؤها بمنطقة الساعة لم يلتزم مقاولو البناء فيها باستشارات التربة. يؤكد الدكتور مصطفي حسن بكلية العلوم جامعة الاسكندرية أهمية وجود تقرير فني قبل الشروع في أي انشاءات مشيرا الي ان معظم اراضي منطقة الساعة طينية ورملية ومن السهل انهيار العقارات بها وظهور ميول فيها نتيجة البناء الخاطئ من قبل المقاولين الذين يقومون بعمل ارتفاعات جنونية علي ارض هي في الاساس طينية وطالب محافظ الاسكندرية بضرورة ايجاد حلول سريعة للبناء العشوائي بمنطقة الساعة قبل حدوث كارثة خاصة مع ظهور ميول في بعض المباني.پ يقول محمد العربي "مهندس استشاري" ان من أهم أركان وسلامة أي منشأة هو دراسة وتحليل التربة المقام عليها المنشأ ..فلكل تربة خصائص تختلف عن الأخري منها التربة الرملية والصخرية والطينية والجيرية وغيرها ولكل منها اجهاد معين لتحمل الاحمال الواقع عليها ..وبالتالي لكل منها نوع معين من الأساسات يتناسب مع طبيعتها.. فحسب احمال وارتفاع المبني علي التربة الواقع عليها يتم تحديد نوع الأساسات التي يتناسب معها سواء كان باستخدام القواعد والميد الخرسانية أو اللبشة المسلحة "الحصيرة" أو الخوازيق الميكانيكية.. ويتم تحديد نوع الأساسات بعمل جسات للتربة قبل بدء عملية البناء ويقوم بذلك أحد المكاتب المتخصصة بأخذ عينة من التربة وعمل تحليل ودراسة لها وتحديد نوع الاساسات المناسب لها بعد معرفة عدد الأدوار المزمع انشاؤها ونوعية المبني سواء كان سكنيا أو تجاريا أو صناعيا لتحديد الأحمال الواقع عليها.. وتقديم تقرير تربة معتمد من المكتب المختص يكون مكملا مع الترخيص والرسومات لسندات البناء. كشف عن بعض الاخطاء الكارثية التي يقع فيها معظم مقاولي البناء بعمل تقرير تربة لعدد ادوار معين ثم يقوم بتنفيذ ضعف عدد الادوار مما يتسبب في اضعاف المبني واحداث ميول وتشققات وهو ما يحدث حاليا بالعقارات التي تبني بارض الجمعية بمنطقة الساعة بحي المنتزه وحدوث هبوط لبعض المحلات. كما ان معظم مقاولي البناء لا يقومون بعمل تقرير تربة يعتمد علي الاستكشاف اليدوي للتربة وهو خطأ شائع.. كما يقوم بعض المقاولين باستبدال نوع الاساسات لتخفيض التكلفة مثلا بعمل لبشة خرسانية بدلاً من الخوازيق.. ومنهم من يقوم بتقليل عدد الخوازيق او تقليل حديد التسليح في اللبشة وعدم مراعاة المواصفات الفنية. أضاف انه بعد مرور فترة بسيطة من تشطيب المبني وتسكينه نجد أن المبني إما أن يميل أو يضغط التربة الواقع عليها ويؤدي ذلك إلي انخفاض مستوي الدور الأرضي بما في ذلك المدخل والمحلات والكارثة ستحصل مع أقل زلزال أو هزة أرضية ستنهار جميع هذه المنشآت. طالب الحكومة المتمثلة في الاحياء بمراقبة ومتابعة الترخيص وايقاف العمل في حالة عدم تنفيذ المواصفات الفنية والهندسية في البناء ومطالبة المواطنين بعدم شراء وحدات في هذه العقارات الا بعد معرفة الاساسات والهيكل الخرساني حتي لو كانت منخفضة السعر أو يتم تقسيطها علي المدي الطويل.