صرحت نيابة مركز قوص. جنوبقنا. برئاسة محمد همام مدير النيابة وإشراف المستشار أحمد عبدالرحمن المحامي العام لنيابات قنا. بدفن 4 جثامين من ضحايا حادث سقوط سيارة داخل نهر النيل اثناء محاولة السائق الخروج من العبارة النهرية التي كانت تنقل السيارة من مدينة نقادة إلي مدينة قوص. وكلفت النيابة الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص بفحص السيارة المنكوبة لبيان سبب انزلاقها في المياه وكذلك فحص العبارة النهرية التي كانت تحملها وبيان مدي سلامتها للتشغيل وبيان ما إذا كان مصرح لها بالعمل ليلاً أم لا ومدي توافر التراخيص اللازمة مع التحفظ علي سائق العبارة لحين انتهاء التحريات وسماع الشهود. وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وكلفت قوات الإنقاذ النهري بمواصلة عمليات البحث لانتشال جثث باقي الضحايا المفقودين. قال إبراهيم ربيع سائق العبارة في أقواله إنه عقب الوصول للمرسي النيلي بقوص ونزول جميع الركاب كان سائق السيارة المنكوبة نائماً فأيقظته وأخبرته بانتهاء رحلتنا وطلبت منه تشغيل السيارة للنزول إلي الشاطئ. أضاف أنه اثناء قيام السائق بالعودة للخلف لتوجيه السيارة ناحية الشاطئ فشل في السيطرة عليها واصطدم بالحواجز الموجودة علي جانب العبارة وكسرها ما أدي لسقوط السيارة في نهر النيل وغرقها خلال اقل من دقيقة.. مؤكدا عدم تمكن السائق من ايقاف السيارة ربما يعود إلي عطل في الفرامل او عدم تركيز السائق بعد استيقاظه من النوم. وتم فحص العبارة والتأكد من ترخيصها وما إذا كان مصرحاً لها بالسير ليلا أو بحمل عربات من عدمه. كشف شهود عيان ل "المساء" عن تفاصيل حادث غرق العبارة حيث اكدوا انه عقب نزول جميع الركاب من العبارة وكانت السيارة الغارقة اخر سيارة في الخروج واثناء قيام السائق بالعودة للخلف لتوجيه السيارة نحو الشاطئ انقطعت الفرامل مما ا دي لاصطدامه بحواجز العبارة وكسرها ثم سقوط السيارة في النيل. اكد شهود العيان أن عدداً كبيراً من اهالي المنطقة نزلوا في نهر النيل عقب سقوط السيارة إلا أنهم فشلوا في انقاذ الركاب أو حتي انتشال الجثث قبل ابتعادها عن موقع الحادث نظراً لعدم وجود اضاءة كافية في المرسي النيلي. أكدت مصادر أن العبارة غير مصرح لها بالسير ليلا وفترة عملها تبدأ من الشروق إلي الغروب ويحظر عليها العمل مساء إلا أن وجود وردية مسائية للعاملين بمصنع قوص أدي إلي التساهل وعدم منع العبارة من العمل ليلاً تيسيراً علي العاملين بمصنع سكر قوص من ابناء مركزي قوص ونقاده لعدم وجود أي وسيلة مواصلات للوصول للمصنع إلا العبارات. كان اللواء صلاح حسان مدير أمن قنا قد تلقي اخطارا من العميد محمد هندي مدير المباحث بسقوط سيارة من العبارة النيلية التي تعمل بين مدينتي قوص ونقادة في نهر النيل ومصرع جميع ركابها. تبين من معاينة اللواء احمد صالح نائب مدير الأمن والعميد عصام خضري رئيس المباحث أنه اثناء محاولة سائق السيارة العودة للخلف حدث عطل في الفرامل مما أدي لاصطدام السيارة بالحواجز الحديدية بالعبارة وكسرها ثم سقوطها في الترعة ومصرع جميع ركابها وهم: حسين احمد حسن 28 سنة سائق ووالدته فاطمة محمد عباس 75 سنة وشقيقته انهار ربة منزل وابنائها ضياء زكي 11 سنة وخلود 12 سنة وعبدالرحمن 13 سنة من قرية حجازة بحري بقوص حيث كانوا عائدين من حفل زفاف لأحد اقاربهم بمدينة نقادة. وتمكنت قوات الانقاذ النهري والحماية المدنية باشراف العقيد سامح بسيم من انتشال 4 جثث بينما مازال البحث جارياً عن جثتي الطفل عبدالرحمن وجدته فاطمة محمد عباس كما تم انتشال السيارة الغارقة رقم 2 ا ج 2371 اجرة. كلف اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا المسئولين بمستشفي قوص المركزي بسرعة انهاء الاوراق الخاصة بالمتوفين وتسليمهم لذويهم واصدر تعليماته بتواجد 17 غواصاً في موقع الحادث ومسح المنطقة بالكامل حتي انتهاء انتشال جميع الجثث واضاف انه يجري الإعداد لانشاء محور بطول 19 كم بين مدينتي قوص ونقادة يربط بين الطريقين الصحراوي الغربي والشرقي بتكلفة مليار جنيه مما يساهم في تفادي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلا. يذكر أن "المساء" حذرت في تحقيق صحفي تم نشره خلال العام الماضي من قبل وقوع هذه الكارثة نتيجة عدم وجود كوبري يربط بين مدينتي قوص ونقادة اضافة إلي عدم وجود مرسي للمعدية النهرية الامر الذي يعرض حياة المواطنين للخطر حيث إن المرسي الحالي ترابي وغير مستو مما يجعل المواطنين والسيارات عرضة للسقوط داخل نهر النيل.