إنجاز جديد حققه مركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصورة بعد اجراء 500 عملية زرع كبد في الفترة من 2004 حتي الآن وهو رقم لم يصل إليه أي مركز طبي في العالم حتي أكبر المراكز في القارة الأوروبية. الانجاز الفريد ليس الأول لمركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصورة فقد سجل الصرح الطبي العالمي رقماً متفرداً بعد اجراء 12 ألف جراحة للقنوات المرارية بالمنظار وهو انجاز جديد ينضم لقائمة الأرقام الاعجازية التي يحققها المركز. وتقيم جامعة المنصورة احتفالية كبري اليوم لتكريم الفرق الطبية وعمداء كلية الطب ورؤساء الجامعة الذين دعموا هذا الانجاز. وخلال الأيام القادمة سيتم الإعلان عن انشاء أول درجة علمية للحصول علي الدكتوراة في جراحة الجهاز الهضمي. الانتهاء من تصميم مركز زراعة الأعضاء التابع للجامعة بجمصة تمهيداً لطرحه بتكلفة قدرها 400 مليون جنيه. قال د.محمد عبدالوهاب المشرف علي عمليات زراعة الكبد بالمركز إن عمليات الزرع قد بدأت في جنوب أفريقيا في الستينيات عن طريق زراعة كبد كامل ومنها الي أمريكا وايطاليا وفي التسعينيات بدأت من شخص حي الي مريض حي في اليابان ثم بدأت في مصر 1992 بحالتين في معهد الكبد بالمنوفية عن طريق جراح "إنجليزي مصري" ثم توقف المشروع واستؤنف بمعهد المنوفية في عام 2001 ليبدأ بعد ذلك بمركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصورة في 2004 في عين شمس والقاهرة وقد ساهمت تجربة المنصورة من خلال وجود فريق متخصص في جراحات الجهاز الهضمي بشكل عام في اثراء التجربة وكان ذلك واضحاً منذ حضور البروفيسور الفرنسي بولو لمشاركتنا في اجراء أول ثلاثين عملية ليغادر مصر وهو مطمئن تماماً لكفاءة فريق المنصورة الذي يضم عدة فرق في الجراحة والتخدير والباطنة والقيم والأشعة والتحاليل والتمريض وبعد أن كنا نبدأ في الصباح وننهي العملية بعد منتصف الليل الآن اكتسبنا الخبرة التي تساعدنا علي انجاز العملية في الخامسة مساءً. وحول طبيعة المريض الذي يتمكن من اجراء الزرع فنحن نبدأ في تجهيزه مدة شهر إلي شهرين بشرط أن يكون أقل من 65 عاماً لو أن هناك ورماً بالكبد يجب أن يكون حجمه محدوداً ولم ينتشر خارج الكبد ولا يعاني من الهزال أو مشاكل بالقلب تمنع عملية التخدير وبالنسبة للمتبرع أن يكون من أقارب المريض حتي الدرجة الرابعة ويتراوح عمره من 18 45 سنة ووزنه متوسط ولا يعاني من بعض الأمرض كالضغط والسكر ولم تجر له جراحات سابقة أعلي البطن. وأكد د.عبدالوهاب أن اجراء المركز الخمسمائة عملية هو رقم دولي غير مسبوق حيث تشير آخر الاحصائيات الي أن المانيا أجرت 133 عملية وبلجيكا 297 وايطاليا 282 وفرنسا 465 واسبانيا 350 ومن هذا المنطلق فإن هذا المركز تم تكريمه في دول عديدة اعترافاً بهذا الانجاز حيث حصل علي الميدالية الكبري بأذربيجان ودرع جزيرة كريت الي جانب التكريم المتميز لأكبر ثماني علماء بالكرملين في عام 2012 إضافة الي تكريم دول اسبانياواليابان وموسكو واليونان وبلغاريا. أضاف إننا نتطلع خلال الفترة القادمة الي القضاء علي قوائم الانتظار "250" مريضاً سنوياً عن طريق زيادة سعة عدد الأسرة من 20 الي 40 سريراً لمرضي الزرع نظراً لأن لدينا كوادر بشرية حالياً تكون فريقين طبيين لاجراء 4 عمليات زرع أسبوعياً بدلاً من عمليتين فقط وهذا الأمر يحتاج الي مكان متسع يخصص لمرضي زرع الكبد وهذا ما سنعرضه علي د.محمد القناوي رئيس الجامعة. د.محمد الشوبري نائب مدير المركز لشئون الزرع يشير الي أن مشاكل الكبد في مصر تعود الي سوء تخزين الحبوب والتلوث وفيروس "c" الأمر الذي يؤدي الي الفشل الكبدي والإصابة بأورام الكبد إضاف الي العيوب الخلقية وحتي الآن فإن نسبة اجراء عمليات الزرع في النساء أقل كثيراً عن الرجال حيث أجرينا 49 عملية للسيدات و5 للأطفال الذين وصلوا الآن الي الجامعة والباقي للرجال الأطرف من ذلك أننا أجرينا عملية زرع لفتاة جامعية وظلت تتناول أدوية مثبطات مناعة كما هو معتاد وعلي الرغم من ذلك تزوجت وحملت وأنجبت علي غير المتوقع. أضاف أن رعاية المريض من جانب المركز تبدأ منذ دخوله ومتابعته طوال الحياة فلقد قدم المركز مساعدات وتعاون مع 70% من المرضي سواء بدعم كلي أو جزئي لاجراء العملية ثم صرف الأدوية والمتابعة ما بعد ذلك بشكل متواصل. د.أحمد محمد سلطان أستاذ مساعد جراحة الجهاز الهضمي يشير الي أنه انضم الي فريق الي فريق الزرع منذ حوالي سبع سنوات شاهد حالات ظروفها الصحية والحياتية شبه معطلة بسبب الفشل الكبدي وقد تغيرت حياتهم تماماً الي شكل طبيعي بعد اجراء العملية وقال إن الكبد يعمل في الحال فور زراعته ويظل يتخلص تدريجياً من المواد التي لم يكن باستطاعة الكبد الأصلي التخلص منها ويمكث بالمستشفي من أسبوعين الي أربعة أسابيع ومن الممكن أن يعود الي عمله ويمارس حياته بشكل طبيعي بعد حوالي ثلاثة أشهر. وأضاف أن شهرة المركز امتدت خارج مصر وبالتالي فإن عمليات الزرع لم تعد للمصريين فقط حيث أجرينا عدداً من العمليات للأشقاء العرب من اليمن وسوريا. د.عمر فتحي من كبار أساتذة جراحة الجهاز الهضمي يشير الي أن الوضع بالنسبة للمتبرع آمن تماماً بنسبة 98% وعلي الرغم من أننا نستقطع نسبة 65 70% من حجم الكبد نظراً لأن الإنسان يستطيع العيش بنسبة 20% فقط فإن الكبد يعود الي حجمه الطبيعي خلال 3 أشهر فقط ويصبح طبيعياً كأن لم يستأصل منه شيء. أوضح أن تكلفة العملية بجامعة المنصورة تبلغ "220" ألف جنيه بما فيها من دعم أهلي وخيري من بعض الجهات لكنها أقل تكلفة علي مستوي العالم خاصة لو علمنا بأن تكلفتها في أمريكا 200 ألف دولار والصين 300 ألف دولار والهند 55 ألف دولار. أشار الي أن عملية زرع عضو الكبد كاملاً أسهل بكثير من زرع جزء كما يحدث حالياً ولكنه وعلي الرغم من صدور القانون الذي يبيح ذلك للتبرع من المتوفين حديثاً إلا أن ثقافة المجتمع لا تسمح بذلك حتي لو أن المتوفي كان قد أوصي بذلك فإن أسرته سترفض بعد وفاته. د.أحمد عبدالرءوف أستاذ جراحة الجهاز الهضمي ومدير المركز يشير الي أن هذا الصرح يعد المركز الوحيد المتخصص في جراحة الجهاز الهضمي علي مستوي مصر والعالم العربي ونستقبل بالعيادات الخارجية نحو 25 ألف مريض سنوياً وأصبح يضم كوادر طبية متفردة وقادرة علي اجراء عمليتي زرع أسبوعياً ومن هذا المنطلق فإن أهل الخير وعدداً من الجمعيات الأهلية تقدم مساعدات مادية لزارعي الكبد بنسب متفاوتة قد تصل الي تحمل كامل التكلفة لغير القادرين "220 ألف جنيه" كما يقوم المركز بمنح المريض بعد عملية الزرع كارت متابعة لصرف الأدوية بشكل دائم واجراء المتابعة الطبية دورياً وفي أي وقت إذا استدعي الأمر ذلك. أضاف أن نتائج العمليات تبلغ 85% وهي من أعلي النسب العالمية في هذا المجال وفي نفس الوقت أؤكد علي أن المركز بحاجة في اجراء "500" عملية فإن هذا الانجاز متفرد محلياً وعربياً ودولياً فإذا ما نظرنا الي معهد الكبد بالمنوفية والذي كان قد بدأ قبلنا فإنه قد أجري حتي الآن "270" عملية وقصر العيني وعين شمس بواقع مائة عملية لكل منهما وتتذيل جامعة أسيوط القائمة بعمليتين فقط. أضاف سنبدأ في عقد مؤتمر دولي سنوي اعتباراً من يونيو القادم عن الجديد في جراحات الجهاز الهضمي الي جانب الدورات التدريبية للأطباء العرب والأجانب في جراحات الجهاز الهضمي أيضاً كما تم انشاء صندوق لتطوير البحث العلمي منذ ثلاثة أشهر بهدف مضاعفة أعداد الأبحاث العلمية المنشورة دولياً لأساتذة المركز من "15" الي "30" بحث سنوياً. د.محمد حسن القناوي رئيس جامعة المنصورة يؤكد علي أن ما حققته الفرق الطبية المختلفة والقائمة علي عمليات زراعة الكبد هو عمل علمي متميز وإنساني واجتماعي يتطلب تقديم الشكر والتقدير لجميع الأفراد لأنهم حفروا اسم جامعة المنصورة في سجلات الطب العالمية بحروف من نور وهذا اليوم هو يوم رد الجميل وفي نفس الوقت نجدد العهد بدعمهم من خلال رؤيتهم المستقبلية لتقسيم فريق العمل الي فريقين لاجراء "4" عمليات زرع أسبوعياً للقضاء علي قوائم الانتظار نهائياً. وصرح رئيس الجامعة ل"المساء" بأن مركز زراعة الأعضاء التابع للجامعة والذي سيقام بجمصة قد تم الانتهاء من تصميمه علي مستوي عالمي وجاهز حالياً للطرح وتبلغ تكلفته نحو "400" مليون جنيه وسيزود بمهبط للطائرات وسيكون مجهزاً لزراعة الكبد والكلي وقوقعة الأذن والنخاع وما يستجد من أية عمليات لزراعة الأعضاء بشكل عام.