لم يكتف أصحاب المحلات والمطاعم بزيادة أسعار اللحوم إلي أرقام خيالية.. ووصولها إلي حد مبالغ فيه بحيث أصبح معظم المصريين يتجنبون شراءها.. بل إن فسادهم وغياب ضمائرهم شجعهم علي الاحتفاظ بلحوم فاسدة لا تصلح للاستهلاك الآدمي لبيعها للمواطنين للاضرار بصحتهم. إنهم بذلك يريدون قتل المواطن ماديا بزيادة الأسعار وجسديا ببيعهم له تلك اللحوم الفاسدة.. في عملية تآمر رخيصة بهدف كسب مزيد من الأرباح عن طريق الغش والتدليس. أشهر المحلات التي تبيع البقالة والمأكولات للجماهير أي أنها تبيع المأكولات الأصيلة التي كان يتميز بها المصريون في الزمن الجميل.. تم ضبط كمية من اللحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي بفرعها في أشهر أحياء المهندسين وهو شارع البطل أحمد عبدالعزيز. وبمداهمة المحل كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع" تم ضبط 21 كيلو من اللحوم البرازيلية و10 كيلو جرامات بسطرمة و22 كيلو لحوما مفرومة و11 كيلو كبدة و60 كيلو لحوما بلدية و16 كيلو كفتة و30 كيسا من اللانشون و11 كيسا من الهوت دوج وتبين أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي. تم القبض علي "أحمد . ح" مدير المحل بمعرفة ضباط مباحث التموين وتم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 4467 لسنة 2017 وأمرت النيابة بحبسه علي ذمة التحقيق. وانتقل الغش والتدليس من المصريين إلي السوريين المهاجرين للقاهرة حيث تم ضبط "محمد. م" مدير مطعم أبو عمار السوري بالعجوزة وبحوزته 80 كيلو لحوما و65 كيلو من اللحوم المفرومة و30 كيلو دواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي وتم تحرير المحضر رقم 4268 وباشرت النيابة التحقيق. ولم يقتصر بيع المواد الغذائية ومصنعات اللحوم الفاسدة علي القاهرة بل انتقل إلي المحافظات الأخري حيث تمكنت مباحث التموين بالإسماعيلية من ضبط كميات كبيرة من الجبن والمواد الغذائية واللحوم ومصناعتها والحلويات والرنجة غير صالحة للاستهلاك الآدمي وكميات من المكرونة مجهولة المصدر. كان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي معلومات من المباحث بقيام "أحمد. م. ع" صاحب سوبر ماركت بحيازته كمية من صفائح الجبن الأبيض الفاسد تزن حوالي 200 كيلو جرام و85 كيلو لانشون.. وضبط "مصطفي. أ. م" صاحب ثلاجة وبحوزته عدد من صناديق الرنجة الفاسدة تصل إلي 154 كيلو جراما. وتواصلت الحملات وتمكنت من ضبط صاحبي مطعم وصاحب محل بقالة لتعمدهم الغش وبيع بضائع فاسدة للمواطنين. وامتد نشاط المباحث إلي محافظة القليوبية حيث تمكنت من ضبط 850 كيلو من اللحوم المفرومة واحشاء الحيوانات الفاسدة قبل بيعها في الأسواق داخل مصنعين لتصنيع اللحوم الجاهزة في شبرا الخيمة. والمشكلة أن صاحب المصنع "ع. م. ع" هارب لإدارته المصنع بدون ترخيص. وينشط رجال المباحث لانقاذ المواطنين من الاغذية واللحوم الفاسدة ويتم القبض علي عدد آخر من أصحاب المصانع والمحلات والمطاعم.. وكلها تعاهدت فيما بينها علي الاضرار ليس بجيوب المواطنين بل بصحتهم مستغلة حالة الغلاء الفاحش الذي يعانونه في تلك الفترة. لقد قلت في مقال كتبته أول أمس أن النظام السياسي الحالي في حاجة إلي عصا غليطة ليوقف هذا النزيف من التدني الأخلاقي وفساد الذمم والإنفلات الذي أصبح بلا حدود و حتي يعود الشعب المصري إلي اصالته العريقة. فهل نسمع عن قوانين استثنائية لضرب هذه الذمم الخربة والعادات التي طرأت علي الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير 2011؟! نرجو ذلك.