منذ نحو أكثر من سبعة أشهر ومصر تعاني من انفلات في كل شيء. أمني. سلوكي. أخلاقي. إلي غير ذلك من نوازع الفوضي التي ضربت أطنابها في كل مكان بصورة لم تشهدها بلادنا من قبل علي مدي التاريخ حتي في أصعب المراحل علي سبيل المثال خلال فترة النكسة عام 67. لكن في الفترة الأخيرة طفح الكيل. وتكررت الفوضي بصورة لم تسلم منها أي قرية أو مدينة أو حتي نجع في أقصي الريف أو بلاد الصعيد انها بحق مأساة تؤرق الجميع من تزايدها يوماً بعد يوم. الأكثر غرابة. أن هذه الجرائم تجري تحت سمع وبصر كل مواطن دون أن تحرك ساكنا لأحد. وهز الأكتاف ومط الشفاة هو الاستنكار الوحيد. التساؤل الذي يجري علي كل لسان إلي متي هذه الجرائم التي تصيب الأسر في مختلف الأوساط بالاحباط والشعور بالأسي والحزن والخوف علي مصير الأبناء. خاصة الفتيات؟! تصوروا ان في القاهرة وحدها نحو 5 آلاف مجرم خطير فما بالنا بباقي المحافظات. المثير للجدل ان العمل يجري علي قدم وساق في مختلف المناطق علي اضافة أدوار للعمارات والمنازل بالمخالفة للقواعد والضوابط والمواصفات ويكفي ان نلقي نظرة علي أي حارة في منطقة عشوائية أو حتي في أرقي المناطق الكل ينتهز هذه الفرصة فيرتكب ما يحلو له. المتخللات بين المساكن الشعبية يجري استغلالها بصورة تتم وكأنها منافسة في المخالفات تصوروا موقعاً مخصصاً للرياضة واتاحة الفرصة للشباب لممارسة الأنشط المختلفة قام مجموعة من الأهالي بهدم هذه المكونات وتم اقامة مساكن أطلقوا عليها البيت الأبيض وسطر مساكن طلعت مصطفي بمنطقة العجمي هانوفيل الاسكندرية هذا علي سبيل المثال فقط والعدوي تنتشر بسرعة البرق في كل المساكن الشعبية اضافة غرفة أو غرفتين أو ثلاث بلا حساب. ملايين الأعمال المخالفة في مجال المباني فما بالك بالاعتداء علي الأراضي الزراعية والعمارات التي يجري اقامتها في فترات قياسية والحسرة ان التهافت هو السمة الغالبة علي الجميع وكأن هذه الثورة التي حدثت في 25 يناير وزلزلت أركان النظام السابق لم تحدث أي تغيير في سلوكياتنا. بالأمس القريب- مأساة أمام محكمة الجنايات بأكاديمية الشرطة حيث تجري محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك والعادلي ونجلي مبارك ساحة للقتال اختلط فيها الحابل بالنابل. المؤيدون للرئيس المخلوع وأسر الشهداء والمعارضون للنظام السابق وكأن كل أمورنا قد تم حلها ولم يبق أمامنا سوي هذه المعارك هل هانت علينا أنفسنا مصري يضرب أخاه المصري وربما نجد بعض هؤلاء المتشاجرين والمشاركين في هذه الأعمال الفوضوية يرتبطون بعقات نسب ومصاهرة وربما تكون القرابة أكثر درجة من ذلك ما جري عقب مباراة النادي الأهلي وكيما أسوان مأساة بكل المقاييس هتافات عدائية امتدت إلي رجال الشرطة حراس المباراة ساحة الاستاد تحولت إلي ساحة لمعركة بين جماهير الأهلي ورجال الشرطة. اصابات بين الطرفين قطع لشارع صلاح سالم تدمير لعدد من السيارات تدمير مقاعد المتفرجين بالدرجة الثالثة. أعمال تخريبية. لصالح من كل هذه الأعمال وهل يليق ان ندمر منشآتنا بأنفسنا. انها قمة المأساة. التحقيقات تشغل رجال النيابة والقضاء. في وقت نحن في أشد الحاجة لجهودهم في أعمال أخري أكثر أهمية وفائدة لمسيرتنا في أعمال التنمية التعمير والانطلاق نحو مرحلة من البناء والتعمير بعد ثورة الشعب. هذه الفوضي امتدت إلي الشوارع والطرق الدائرية مخلفات البناء وأكوام الزبالة التي تنتشر بصورة تهدد بكارثة بيئية وصحية بالاضافة إلي اغلاق الشوارع أعمال البلطجة وعمليات السرقة بالاكراه وذبح البشر بصورة وحشية ؟ تتنافي مع حضارة مصر. فماذا جري لبلاد الأمن والأمان. الانطلاقة الشعبية كانت تستهدف النهوض بشعبنا معنوياً وعمليا. ياللأسف حولها البلطجية وغيرهم إلي عمليات سلب ونهب. وارتكاب جرائم وثأر وكأنها فرصة للانتقام وتصفية الحسابات وتحقيق مكاسب علي حساب الشعب. الامر يتطلب وقفة حاسمة وحازمة في كل شئون الحياة ووضع حد لهذه الفوضي وأعمال التخريب والضرب علي أيدي مثيري هذه الفتن... واتخاذ اجراءات قانونية وعملية تشمل كل المناطق علي مستوي الجمهورية وذلك علي النحو التالي: 1⁄4 اتخاذ التدابير لعودة الشرطة بكامل قوتها إلي الشارع وتدعيمها بأعداد كبيرة من المجندين مع تدريبهم علي العمل في مجال مكافحة الجرائم وضبط حركة الشارع سواء في المرور أو الأعمال الجنائية. * تحرك سريع لأجهزة الحكم المحلي التي تري كل المخالفات وتتجاهلها رغم أنها تقع في صميم اختصاصاتها مع محاسبة المقصرين وانزال أقصي العقاب عليهم مع حصر المخالفات التي وقعت في أماكن تقع في دائرة عملهم وان يقوم كل محافظ بجولات ميدانية لحصر الأراضي والاماكن التي تم الاعتداء عليها أو استغلالها في البناء بالمخالفة للقواعد والشروط واتخاذ الاجراءات القانونية والعملية السريعة لمحاسبة أي أعمال جري تنفيذها في غفلة من القانون مع إزالة المخالفات واتخاذ التدابير التي تكفل اعادة الامور لنصابها. * إحالة المخالفين إلي محاكمة سريعة لا نخشي في هذا المجال لومة أي لائم وان تعلن الأحكام القضائية في الميادين والمواقع الهامة ليطلع عليها المواطنون ولردع كل من تسول له نفسه الاعتداء علي أراضي الدولة أو الارض الزراعية أو جرائم النهب والسرقة بالاكراه وغير ذلك من الأعمال الاجرامية وغيرها واجراء حصر عما تم ضبطه من الهاربين من السجون البالغ عددهم 23 ألفاً وبعضهم مجرم خطير لم تجد معه تجربة السجن التي أمضاها خلف الأسوار. * تشكيل فرق من رجال الأمن مزودين بسيارات سريعة ومؤهلين بكل المعدات للقيام بجولات في كافة الأماكن والطرق لضبط العناصر الاجرامية التي تروع المواطن وترتكب وقائع السرقة بالاكراه وضبط راكبي الدراجات البخارية المتخصصين في خطف سلاسل وحقائب السيدات بالاضافة إلي سرعة تعيين رؤساء الأحياء بالمحافظات وتكليفهم بضرورة القيام بجولات ميدانية في الشوارع والميادين وازالة المتاريس التي تعطل حركة المرور وازالة الاكشاك المخالفة وأكوام الزبالة. زلزال يناير وثورة الكاريكاتير لم أكن أتصور ان الزميل عبدالحليم طه يجيد فن الكاريكاتير إلي جانب الامتياز في فن الاخراج الصحفي. في هذا الابهار وتلك الدرجة العالية من رسوم ومتابعة لما يجري من أحداث في يوم 25 يناير في ثورة شعب مصر التي أشعل شرارتها الشباب ابداع فني يعبر عن فكر وغضب يتفاعل في صدر عبدالحليم يبدو ان الشباب لدي ابن طه قد عاد بعد 30 عاما من العمل بالاخراج الصحفي لقد تفوق عبدالحليم علي نفسه في الكاريكاتير. وكتابة صورة * كاريكاتير. تسجل لكل أحداث الثورة بصورة تجعل القاريء يعيش الثورة لحظة بلحظة مع ابراز صور رموز النظام السابق النقد الوحيد ان الكلمات وعبارات التعليق كثيرة. الرسم الكاريكاتيري هو الأكثر تعبيراً.. كل التحية والتقدير لابن طه.