وكأن كوبر العبقري الأرجنتيني المدير الفني للفراعنة منحوس في النهائيات.. وغير محظوظ فالمفاجأة التي لم يتوقعها أكثر المتشائمين أن يخسر منتخبنا الوطني نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم ال "31" أمام أسود الكاميرون 2/1 بعد مباراة غريبة في أطوارها وأحداثها ليصاب ملايين المصريين بصدمة عنيفة فالجميع كان يحلم بلحظة التتويج باللقب التاسع في تاريخ الكرة المصرية بالأميرة الأفريقية الكأس الغالية للأمم.. ولكن لم تكتمل فرحتنا بعد أن قدم منتخب الفراعنة سلسلة من العروض القوية والانتصارات المدوية علي مدار رحلة البطولة وأثبت خلالها أنه منتخب عملاق يستحق أن يتسيد القارة السمراء.. فلم يكن الفراعنة ضمن الفرق المرشحة للمنافسة علي الكأس الأفريقية بالجابون.. ولكن نجوم مصر الأفزاز بمواهبهم العالية ومهاراتهم الفائقة.. وبروح الإرادة والبطولة والانتصار التي تسري في عروقهم قلبوا كل التوقعات فقدموا نموذجاً رائعاً في فنون الكرة الحديثة.. واستطاعوا ترويض الوحوش الأفريقية واصطيادهم الواحد تلو الآخر حتي أصبح منتخب الفراعنة باجماع الخبراء أقوي المرشحين للفوز بالبطولة وبات لاعبوه نجوم الدورة بقيادة عصام الحضري الأسطورة الفائز بلقب أفضل حارس بالبطولة ومعه كان محمد صلاح وكهربا وعبدالله السعيد وأحمد حجازي وأحمد فتحي والمحمدي ومحمود تريزيجيه وعمرو وردة وطارق حامد ومحمد النني ورمضان صبحي وعلي جبر ومروان محسن ومحمد عبدالشافي وعمر جابر وسعد سمير نجوماً فوق العادة وخير سفراء للكرة المصرية والعربية واثبتوا علي أرض الواقع أن الكرة المصرية باتت تمتلك جيلاً رائعاً ومنتخبناً عملاقاً استطاع أن يفرض أسلوبه علي البطولة من حيث الانضباط الدفاعي والأداء التكتيكي والذي يعتمد علي الاستراتيجية الدفاعية مع التطوير السريع للجانب الهجومي من خلال الهجمات المضادة المنظمة والسريعة والاعتماد علي الضغط علي الكرة والمنافس في كل أرجاء الملعب وغلق المنطقة الخطرة بتأمين العمق الدفاعي وهذا الالتزام الخططي جعل الوصول لمرمي الحضري بمثابة مهمة شبه مستحيلة.. وهو ما فعله نجوم مصر أمام أسود الكاميرون والذين استطاعوا خطف الكأس للمرة الخامسة في تاريخهم.. فالشوط الأول كان لصالح الفراعنة لعب ونتيجة فالمنتخب قدم خلاله أفضل عروضه علي الاطلاق بعد أن تميز بنجاح نجومه في تحقيق توازن رائع بين عمليتي الدفاع والهجوم.. فقد كان الفراعنة أصحاب المبادرة الهجومية وامتلكوا زمام اللعب وتحكموا في رتم المباراة.. حتي أنهينا الشوط لصالحنا بهدف عالمي بنجمه محمد النني بعد جملة تكتيكية رائعة بين وردة ومحمد صلاح وهجمة منظمة خلخلا خلالها دفاع الكاميرون ليمرر صلاح الكرة للنني الذي أجاد استغلال المساحات الخالية داخل منطقة جزاء الكاميرون بمهارة عالية ومن زاوية ضيقة في سقف المرمي معلناً تفوق مصر بهدف السبق ولكن علي غير العادة فوجئنا بالمنتخب الكاميروني يسحب البساط من تحت أقدام لاعبينا بمنطقة المناورات بتنفيذ الضغط المتقدم علي فريقنا مستغلاً سرعات وقدرة لاعبيه ولياقتهم البدنية العالية التي أحدثت الفارق وقادتهم للوصول لمرمانا واختراق دفاعاتنا بسهولة ليحقق الأسود التعادل ثم هدف الفوز في الوقت القاتل ورغم أن الهدفين من فاولين واضحين ضد كل من حجازي ثم علي جبر نجد أن الحكم لم يحتسب شيئاً ليضيع الحلم الأفريقي للفراعنة.. ولكن ما حدث لا يقلل علي الاطلاق من الإنجاز الذي حققه لاعبونا في التأهل لنهائي العرس الأفريقي.. وعلي العكس أثبت نجوم مصر بقيادة الأرجنتيني كوبر أن الكرة المصرية أصبح لديها فريق رائع يمتلك شخصية وأسلوباً في الملعب وقدرة علي تحقيق الانتصارات وطموحات جماهيره واستعادة أمجادها وفي مقدمتها التأهل لنهائيات عظماء الكرة العالمية بمونديال روسيا 2018.. وهو الإنجاز الأهم والانتصار الأعظم الذي ينتظره ملايين المصريين فنحن مازلنا نحتفظ بلقب أصحاب الرقم القياسي في الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية "7" مرات وبالتالي فالهدف الأغلي هو الصعود للمونديال وأثبت الفراعنة في عرس الجابون الأفريقي أنه قادر علي تحقيق حلم الوصول للعالمية.