بعد المعجزة الكروية التي حققها نجوم مصر الأفذاذ بقيادة منتخب الفراعنة للتأهل لنهائي العرس الأفريقي بالجابون لكأس الأمم ال 31 بعد أن اصطادوا خيول بوركينا فاسو في مباراة تاريخية كان بطلها الأول الحارس الأسطوري عصام الحضري السد العالي للكرة المصرية وصاحب الأرقام الاعجازية في عالم الساحرة المستديرة عندما أنقذ مرماه من عدة أهداف في الوقت الأصلي.. ونجاحه في التصدي لضربتي جزاء في الضربات الترجيحية ليحسم تلك الموقعة الكروية المثيرة والتي امتدت ل 120 دقيقة.. لصالح منتخب الوطني العملاق 5/..4 ومن قبلها استطاع نجوم مصر الأفذاذ تحقيق عدة انتصارات بعد التعادل مع مالي في بداية رحلة الفراعنة بالأدغال الافريقية بحثا عن استعادة أمجاد مصر الكروية في القارة السمراء انطلق منتخب مصر ببراعة وروح قتالية عالية وكأنهم كتيبة انتحارية في مهمة قومية تقهر وتطيح وتصطاد وتروض ببراعة ومهارة عالية وخبرة كبيرة وبروح البطولة وثقافة الانتصار كل وحوش قارتنا الافريقية العظيمة بداية من فهود أوغندا مرور بنجوم غانا السوداء الخطيرة وأسود الأطلسي المغربي وصولا إلي خيول بوركينا الرهيبة والتي نجح نجومنا الأفذاذ في ترويضها وركوبها بقيادة الحضري ومحمد صلاح وعبدالله السعيد وأحمد حجازي وعلي جبر ووردة وتريزيجيه ورمضان صبحي وطارق حامد وإبراهيم صلاح وأحمد فتحي وعبدالشافي والنني وعمر جابر وأحمد المحمدي وكهربا وكوكا ومروان محسن وحانت الآن اللحظة التاريخية لحصد ثمار هذا المجهود الكبير والأداء الرائع والمستوي الرفيع لمنتخب الفراعنة عندما يواجه غداً أسود الكاميرون في نهائي العرس الأفريقي بعد أن كتب في الجابون شهادة ميلاده من جديد بأنه بات للكرة المصرية فريق قادر علي الدفاع عن سمعتها وهيبتها ومكانتها علي عرش القارة الأفريقية.. لقد أثبت نجوم مصر انهم اسود القارة وحتي لو لم يكتب لهم حمل الكأس الافريقية فهم يستحقون كل التكريم والتقدير علي المستويين الرسمي والشعبي ويكفيهم فخرا أن مصر بعد 7 سنوات عجاف استطاعت ان تبني منتخبا عملاقا يمتلك كل مقومات النجاح من جيل ذهبي من اللاعبين الموهوبين المخلصين يمثلون نموذجا رائعا من الشباب الذي يحتذي به في ولائه وانتمائه للوطن وبما يتمتع به من روح التحدي والاصرار علي الانتصار والثقة بالنفس وفي قدراتهم الفنية والمهارية والبدنية فرغم كل الصعوبة التي واجهتهم في هذا المونديال الافريقي بداية من الاصابات التي لحقت بعدد من نجومه الاساسيين مرورا بسوء الأحوال الجوية والرطوبة العالية وصولا لأرضيات الملاعب والتي لا تصلح لممارسة كرة القدم عليها.. غير أن نجوم مصر قهروا كل هذه التحديات وبات الدور علي اصطياد اسود الكاميرون في هذا النهائي الذي يعيد لنا ذكريات وسيناريو نهائي "2008" عندما تفوقنا عليهم بهدف صناعة زيدان وتنفيذ أبو تريكة ولعله من حسن الطالع ان الكاميرون أطاحت بغانا في سيناريو معاد لبطولة 2008 بالفوز عليها بهدفين نظيفين وهو فأل حسن لنجوم مصر الذين خاضوا نهائي 2008 وهم عصام الحضري واحمد فتحي وعبدالشافي والذين سيقومون باعداد باقي نجوم المنتخب والتأكيد علي أن التاريخ والنتائج تؤكد ان اسود الكاميرون لعبة الفراعنة.. علي مدار لقاءات الفريقين حيث سبق وتفوقنا عليهم في نهائي 86 وكان يقودهم لاعبهم الاسطوري ميلا.. ولعل نتفق بعيدا عن انحياز التاريخ للفراعنة وأن كعبهم دائما عالي أمام اسود الكاميرون.. فإن امتلاك منتخبنا لجيل رائع ومقاتل وموهوب من اللاعبين يقودهم المدير الفني العبقري السعيد كوبر والذي نجح في توظيف قدراتهم واستنفار طاقاتهم وبلورتها في استراتيجية دفاعية حديدية جعلت منتخب مصر يستعيد هيبته وقوته وشخصيته فبات يفرض ببراعة اسلوبه وطريقته علي كل منافسيه في الملعب يتحكم في رتم المباراة بفضل انضباطه الدفاعي الصارم الذي يشكل ستارا حديدياً أمام مرمي الحضري يصعب اختراقه وجاء الانتصار الاخير علي خيول بوركينا ليضع نجوم مصر يعيشون في أجواء البطولة وهم ليسوا مستعدين مهما كانت التحديات أن يتخلوا عن العودة بكأس الامم لقاهرة المعز واهدائه لملايين المصريين وكتابة أسمائهم بحروف من ذهب في سجل تاريخ الكرة الافريقية والمصرية في هذا النهائي الثالث مع اسود الكاميرون والتاسع في تاريخ مصر وثقتي كبيرة في الاحتفال يوم الأحد بالفرحة الكبيرة بتحقيق اللقب الثامن.