مأساة حقيقية يعيشها أهالي قري أبيس بالاسكندرية بسبب مطاردة وزارة الري للمزارعين بعد ان قاموا بزراعة الأرز مخالفين شروط الوزارة التي فرضت علي 460 مزارعاً منهم غرامات تقدر بمليون و250 الف جنيه. ما بين الفين الي أربعة آلاف جنيه علي كل مزارع. لم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة التي تواجة أهالي قري أبيس التي يقع بعضها بحي وسط و البعض الآخر بحي شرق و جميع القري مشاكلها متشابهة في نقص الخدمات المقدمة من المحافظة ولعل أهم المشاكل التي تعد كارثية لقاطني تلك القري هي مطاردة مباحث تنفيذ الاحكام لهم للحجز الاداري وسداد ما عليهم من أموال لوزارة الري. في البداية يقول السيد سعد زيدان ان عدد المتضررين من غرامات وزارة الري 460 مزارعاً وتتراوح الغرامات الموقعة عليهم من قبل الري ما بين ألفين إلي 4 آلاف جنيه. أي ما يزيد عن مليون و250 ألف جنيه. أشار إلي ان أراضي أبيس تحتوي علي نسبة كبيرة من الملوحة كونها في الاساس جزءا من بحيرة مريوط وتعتمد في الزراعة علي البحيرة وتضم 6 جمعيات زراعية والتقرير الصادر من معهد البحوث الزراعية أكد علي ضرورة زراعة الارز لأن نسبة الاملاح في التربة تتراوح بين 2 إلي 9 ديسيمتر وان زراعة الأرز تخفض درجة الملوحة في الأرض وتنقي التربة. يقول رضا صلاح "مزارع" زرعت فداناً أرزاً في يونيو الماضي لاعيش منه بدلا من شراء الارز بعشرة جنيهات للكيلو. ثم فوجئت منذ فترة باخطار من وزارة الموارد المائية والري يفيد بوجود غرامة بمبلغ 3660 جنيهاً وحجز اداري برقم 466 لسنة 2016. وأشار إلي ان معظم الأهالي يعتمدون علي زراعة البطاطس. محمد أحمد الشربيني زرعت نصف فدان أرزاً في نهاية يونيو الماضي ثم فوجئت بعد انتهاء موسم الحصاد بوجود غرامة بمبلغ 2740 جنيهاً نظير زراعة الارز. صبري سيد أحمد لدي 10 أفدنة مع شقيقي وقمنا بزراعة نصف فدان فقط أرز حتي نستطيع العيش منه مع باقي افراد اسرتنا والتي يصل عددها الي 27 فردا وقمنا بحصد 1.5 طن أرز فقط ونصف فدان فضلات "كسارة" ثم فوجئت بتوقيع غرامة من قبل وزارة الري تقدر ب 3000 جنيه وتوجهنا الي هيثم الحريري عضو مجلس الشعب عن دائرة محرم بك ولم يقدم اي جديد واصبحنا مطاردين من قبل الحكومة ونطالب بحل جذري لتلك الغرامات الموقعة علي اهالي قري أبيس. أضاف ان المزارعين لم يطلبوا حصة مياة اضافية من الري لانهم يقومون ب"دك" الأرض حتي تصبح صلبة وتأخذ أقل كمية مياة تكفي لزراعة الارز. محمد عبد الخالق: زرعت 10 قراريط فقط أرز وفوجئت بغرامة قدرها 2745 جنيهاً وأسرتي مكونة من 22 فردا. شعبان زيدان: المزارعون أرسلوا خطابات استغاثة الي رئيس الوزراء لإلغاء الغرامات عليهم ولكن بدون جدوي ونستغيث برئيس الجمهورية لانقاذ المزارعين من الحبس والسماح بزراعة الأرز علي الاراضي حتي لا تتعرض للتصحر والبوار وخاصة ان كل أسرة يتجاوز عددها ال15 فردا. أكد حسن زناتي أن مشاكل قري أبيس ليست فقط في المديونيات التي تراكمت علي المزارعين و لكننا نعاني من طرق غير صالحة للسير و تراكم القمامة علي جانبي الطريق و تجاهل شركة القمامة لرفعها حتي اصبحت تلالاً و لجأ البعض الي حرقها للتخلص من الروائح الكريهة و ما تسفر عنه القمامة من قوارض و حشرات وزواحف تهاجمنا ليلاً. ويقول أحمد اسماعيل احد سكان قري أبيس الثامنة لدينا مجمع طبي تابع لمشروع شروق لمحافظة الاسكندرية ولكنه متوقف منذ عامين ولم يتم استكماله ونعاني من حالة عدم وجود مستشفي بالقرية. واضاف ان قرية أبيس الثامنة لا يوجد بها سوي مدرسة واحدة هي عبد العزيز هارون مشتركة ابتدائي واعدادي وبها كثافة عالية للطلاب تتجاوز ال80 طالباً وتقدمنا بطلب لوكالة وزارة التربية والتعليم نناشدهم بضرورة اقامة مدرسة أخري بدون جدوي. حسين محمود مصنع السماد الموجود علي مدخل قري أبيس تسبب اصابة العديد من الاهالي بامراض الفشل الكلوي والربو والالتهاب الرئوي بسبب الروائح العفنة الناتجة من المصنع وطالبنا بنقلة ولكن لا يوجد أي مسئول يستجيب لمطالبنا و كأننا في عزلة عن المحافظة فلا حي يتابع مشاكلنا أو يستجيب لنا ولا محافظ يفكر في زيارتنا لتفقد أوضاعنا.