يهل علينا معرض الكتاب ومواسم الفرح بصدور ديوان أو رواية أو أي إصدار لمؤلف أيا كان سنه أو جيله.. ويشوب هذا الفرح العديد من الاسئلة وعلامات التعجب والاستفهام: عمن يقرأ؟ ومن يوزع؟ هذان السؤلان الملحان في كل دورة من دورات المعرض.. ويظل المحرك الدائم لهذين السؤالين هو سعر الكتاب الذي يرتفع بشكل جنوني يجعل القارئ العادي غير المتخصص يسأل نفسه هل ينفق علي غذاء عقله أم يكفيه أن يملأ خواء البطون الخاوية لمن يعولهم.. وأصبحت اخبار تخفيضات الكتب كحلقة ساخرة في مسلسل هندي سمج لا قيمة لها ولا معني ومن هنا أصبح معرض الكتاب مزارا ومكانا يلتقي فيه الأصدقاء.. ولم يعد العرس الذي كان للكتاب.. رغم كل تلك الاصدارات التي تنهمر من دور نشر علي بعضها مئات علامات الاستفهام!! ومن هنا يكمن السؤال الذي سيظل قائما إلي أن تتحرك الدولة أو يتحرك المثقف الحقيقي شريف القلم نبيل الهدف ليكشف السر الغامض وراء بعض دور النشر التي ظهرت في ظل ظروف يصعب معها بداية أي مشروع ثقافي دون خسائر مادية فادحة.. زمن أغلقت فيه دور نشر عريقة أبوابها.. وأخري قللت من اصداراتها لأنها لم تعد تجاري ارتفاع اسعار الورق والأحبار التي ترتفع بلا عقل أو رؤية في ظل جنون ارتفاع أسعار كل شيء وعدم ثبات تلك الزيادات وما حدث ويحدث بسبب تعويم الجنيه وإغراق مئات المشاريع.. قد نحتمل هذا الغلاء الذي يحدث لأنه لم يعد من الشئون الداخلية وإنما هي أزمة عالمية ربما تدار في بلاد غيرنا بشكل أفضل نتيجة افضلية نوعية المواطن والحكومات والالتزام بالقوانين في تلك الدول.. نعود للسؤال الذي مازال قائما من وراء دور النشر التي ظهرت وانتشرت في خلال الخمس أعوام الماضية بعد ثورة يناير.. وما العائد المجهول الذي يعود علي دور نشر لا تتقاضي من المؤلف مليما وتنثر الاصدارات يمينا وشمالا غير باحثة عن الاسماء التي ينشر لها ولا ما تروجه من أفكار فاسدة وترسخ لأقلام زائفة وتخريب للغة العربية ونشر بالعامية الدارجة بل غير المتعامل بها في الأوساط المحترمة من شعبنا الكريم.. من وراء محاولة تغيير الخريطة الجينية للمجتمع المصري المشهور الذي كان مشهورا بالاحترام والأدب.. حتي ننشر البورنو اللفظي والبذاءة قولا وسلوكا؟ هؤلاء لا يرغبون في المكسب المادي لأنه يعوض من جهات أخري تسعي إلي هدم المجتمع من خلال الكلمة فمجتمع بدأ تكوينه بمفردة "اقرأ" يهدم بنفس الطريقة والسبب غياب القانون واتحاد الناشرين وغياب العقول الوطنية وتوقفها عن السعي وراء تلك الدور التي تنخر في عصب الفكر المصري وهدم جذورنا التي نسعي لترسيخها وتجديدها.. أصبح كل من لا مهنة له كاتبا أو ناشرا فمن وراء ذلك.. من وراء خراب العقول؟! ** يا حكومة الثورة.. يا برلمان الثورة.. انتباه.. وسيظل السؤال قائما.. وعلي الكتاب الكبار البحث وراء الناشر وقائمة منشوراته وموضوعاته.. وكل معرض وأنتم بخير.