انتقدت أمس المادة الخامسة من مشروع قانون تنظيم الفتوي. وطالبت بمحاكمة من يُفتي من غير جهتي الاختصاص "الأزهر والإفتاء" أمام الجنايات مع تغليظ العقوبة. وإضافة مادة جديدة تعاقب المخالف بنفس عقوبة من يرتكب جريمة قتل أو تخريب. تنفيذاً لفتواه. باعتباره محرضاً.. وللتدليل علي صحة اقتراحاتي. أُنشِّط اليوم ذاكرتكم ببعض فتاوي السلفيين. وغداً ببعض الفتاوي والثوابت الفكرية للإخوان. وبعدها أترك لكم الحكم. السلفيون لم يتركوا شيئاً إلا وأفتوا فيه بما يخالف الكتاب والسُنَّة. وبما يهدم الدولة. ويبث الكراهية بين أطياف الشعب الواحد.. كلهم يفتون بأن الأقباط كافرون. وفي مقدمتهم محمد حسان. وياسر برهامي. وأبوإسحاق الحويني. ومحمد العريفي. وغيرهم من مهاطيل هذا الزمان. * حسان لم يتوقف عند تكفير الأقباط مثل باقي "الشلة".. بل له فتاوي عديدة أخري حول ضرورة تحطيم وتشويه الآثار باعتبارها أصناماً. وهي عقيدة سلفية اتبعتها طالبان والقاعدة. وأخيراً داعش. ودمروا حضارات أفغانستان والعراق وسوريا.. إنه وأمثاله يريدون بحوراً من الدم ونسفاً للحضارات.. إنهم أعداء الحياة والكارهون لها. * برهامي أفتي بعدم جواز المساواة بين مواطني البلد الواحد. بزعم أن هذا يناقض الكتاب والسُنَّة والإجماع!!.. أي كتاب يا هذا؟!.. دلني علي آية واحدة تمنع المساواة.. وعن أي سُنَّة تتحدث؟!.. السُنَّة المؤكدة التي لا تتعارض مع كتاب اللَّه. أم السُنَّة الدخيلة التي أفتيتم أنتم وغيركم بها؟!.. وأي إجماع تزعمه؟!.. مؤكد إجماعكم أنتم الذين شوهتم الدين وجعلتموه مطية لأغراضكم. هذا البني آدم مثل أقرانه. أفتي بأن الأقباط "كفرة" وبعدم إطلاق لقب "شهيد" علي أي قتيل إرهاب منهم أو الوقوف حداداً علي مسيحي يموت بحجة أن الرسول لم يفعله. رغم أن الرسول نفسه وقف أثناء مرور جنازة يهودي. وعندما سألوه قال: "أليست نفساً؟!".. كما أفتي بأنه لا يجوز تهنئة الأقباط بأعيادهم. لأن ذلك أكثر شراً من ارتكاب الفواحش!!.. لا تتعجبوا.. أليس هو من أفتي بجواز أن يترك الزوج زوجته تُغتَصَب إذا كان غير قادر علي حمايتها؟!! * الحويني.. زعم في وقاحة أن المسيحي "كافر" عند كل العلماء. ويجب أن يدفع الجزية. وهو "مدلدل ودانه"!!.. وحرَّم المودة مع الأقباط. وأجاز البر بهم علي طريقة المرأة التي تسقي كلباً!!.. ووصل العته به مداه حين أفتي بأن "المسلم لا يُقتَل بالكافر اليهودي. أو النصراني"!!.. لا تتعجبوا أيضاً من هذه المجاري الطافحة.. أليس هو من أفتي بأن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة علي أيدي داعش حلال. زاعماً أن علياً بن أبي طالب حرق الوثنيين. رغم أن الرسول الكريم قال فيما هو ثابت عنه: "لا يُعذِّبُ بالنار إلا رب النار"؟!! أليس هو من أفتي بأن وجه المرأة كفرجها. ولابد أن تغطيه. وبتحريم عمل المرأة باعتبارها عبدة للرجل. وبوجوب الختان. زاعماً أنه سُنَّة نبوية؟!.. أليس هو من أفتي أيضاً بتحريم الاحتفال بشم النسيم وعيد الأم. وأخيراً الكريسماس ورأس السنة؟!.. إنه وغيره يحرمون البسمة والفرحة.. يحرمون ويكرهون الحياة. * فتوي "مناخوليا" أطلقها سلفي اسمه محمود المصري. حرَّم فيها بدء غير المسلمين بالسلام. أو حتي القول لهم أهلاً وسهلاً!!.. وحجته أن ذلك تعظيم لهم.. أنت عبيط. ولا أهبل؟!! * واحد سلفي آخر اسمه محمود لطفي عامر. أفتي بأن تهنئة الأقباط بأعيادهم حرام بالثلاثة. ومن يفتي بغير ذلك خائن للَّه ورسوله.. وطالب المسلمين بأن يستحوا ويحذروا من مشايخ وكُتَّاب يقدمون لهم ديناً جديداً خليطاً بين توحيد وتثليث. وإيمان وكفر.. إسلام بمفاهيم غير المسلمين. هذا بعض من كل.. وهو كما ترونه "طفح مجاري" ابتلينا به ونتائجه كارثية إذا لم يتم الضرب علي أيدي هؤلاء الغوغاء.. ماذا تنتظرون من تكفير القبطي سوي أن يقوم أي وأحد ممسوح مخه بقتله وهو معتقد أنه قتل كافراً. وأنه لا يجوز قتله به؟!!.. وماذا تتوقعون من تحريم تهنئة الأقباط. أو مودتهم. أو مشاركتهم أعيادهم. أو مبادرتهم بالسلام أو اعتبارهم كلاباً سوي أن يتحول المجتمع إلي "فسطاطين" وكل فسطاط يكره الآخر. ويتربص به.. ويقيني أن هذا هو الهدف من تلك الفتاوي الجاهلة الجهولة. والضالة المضللة. والمنحرفة الشاذة. لا أدري.. كيف يكفرون الأقباط والإسلام يُحل أن نأكل طعام الأقباط. وأن نتزوج من نسائهم. ويُحرِّم علي المسلمين الزواج من الكافرات؟!.. ألم يتزوج الرسول الكريم من ماريا القبطية. التي حملت لقب "أم المؤمنين" وأنجبت له ابنه الوحيد إبراهيم؟!!.. هل الرسول تزوج من كافرة حاشا للَّه؟!.. أليس هذا وذاك دليلاً من الكتاب والسُنة والسيرة النبوية العطرة علي أن الأقباط ليسوا أبداً كفرة. كما يزعم ويفتري السلفيون؟!! أيها السلفيون.. لا فرق بينكم وبين اليهود. الذين قال فيهم المولي سبحانه وتعالي: "يحرفون الكلم من بعد مواضعه".. استحوا أنتم من اللَّه ورسوله.. إنكم الذين تدعون لدين جديد هو ليس ديننا الإسلامي الذي عرفناه. ولن نعرف غيره. وتربينا عليه. ولن نعترف بدين من تأليفكم.. الأقباط جزء لا يتجزأ من الشعب.. نعيش سوياً علي السراء والضراء في منزل واحد.. نتزاور. نتهادي. يهنئ بعضنا بعضاً. نفرح ونحزن معاً. ولن تفرقنا فتاواكم القذرة. الآن.. هل هؤلاء أمناء علي الفتوي؟!.. احكموا أنتم. غداً.. مع الشق الآخر من الشذوذ الفكري.. شذوذ الإخوان.