الجبهة السلفية: الاحتفال بشم النسيم "بدعة" ومخالفة للسنة برهامي: في شم النسيم أكل "الرنجة" من المُحرمات واعتراف بعيد "النصارى" الحويني: من يبيع الأسماك والبيض في هذا اليوم آثم وكسبه حرام عضو مجمع البحوث الإسلامية: يجب على كل مسلم أن يحترم احتفالات عقيدة الأديان الأخرى أصدرت الدعوة السلفية بيان، أمس الأحد، حرمت من خلاله الاحتفال بعيد شم النسيم، جاء فيه: "إن الاحتفال بعيد شم النسيم بدعة ومُخالفة لسُنة الرسول الكريم". واستندت الدعوة إلى بعض فتاوي تؤكد فيها أنه لا توجد حاجة للاحتفال لعدم خلط الحق بالباطل، مؤكدين أن الخروج إلى المتنزهات وأكل الفسيخ والاطعمة والبيض الملون هي عادات فرعونية، مشيرين إلى أن الاحتفال بهذا يعد مخالفة للنبي. ورداً على ما ذكرته الدعوة السلفية، أكد الدكتور إبراهيم نجم، المتحدث باسم دار الإفتاء، أن الاحتفال بعيد شم النسيم والخروج إلى المتنزهات "مُباح شرعاً" لكن بشرط واحد وهو الالتزام بآداب الإسلام والآداب العامة. لم تكن فتوى الدعوة السلفية هي الأولى، فاعتدنا في هذه المناسبة من كل عام أن تصدر عنهم فتاوى كثيرة لتحريم احتفال المسلمين بعيد شم النسيم، حيث يرى بعض مشايخ السلفية أن شم النسيم من الأعياد البدعية، نظراً لأن أصل الاحتفال به فرعوني، وأن المسلمين لهم عيدين فقط هما "عيد الفطر، والأضحى"، كما حرم هؤلاء المشايخ أكل الأسماء والرنجة والفسيخ يوم عيد شم النسيم، قائلين أنها من عادات "الكُفار"، مشددين على عدم التشبه بهم. كشك: اجلسوا في بيوتكم عيدنا فطر وأضحى في أوائل السبعينات، أكد الداعية الإسلامي، الشيخ عبدالحميد كشك، أن عيد شم النسيم ليس من أعياد المسلمين، وقال ساخراً في تسجيل له: "الحمد لله أسعار البيض ارتفعت حتى لا يستطيع أحد أن يلون أو يسلق"، مناشداً المسلمين بعدم الاحتفال بشم النسيم وأن يجلسوا في بيوتهم ليصلوا ولا يخرجوا إلى الحدائق ولا المنتزهات، متابعاً: "عيدنا فطر وأضحى قط".
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا برهامي: شم النسيم من أعياد المُشركين وعن الفتاوى السابقة، كان الشيخ "ياسر برهامي"، نائب رئيس الدعوة السلفية، قد أصدر فتوى بتحريم احتفال المسلمين بهذا اليوم، في رد منه على سؤال أحد أعضاء موقع "أنا السلفي" التابع للدعوة السلفية. وأكد برهامي، أن أكل سمك الرنجة، وإقامة الحفلات في هذا اليوم من المُحرمات، وأن أكل الرنجة قبل شم النسيم بيوم واحد هو اعتراف بعيد النصارى المسمى بعيد القيامة، ولا بد ألا يرتبط الاحتفال بتلك الأيام. وأضاف أن شم النسيم اعتاد الناس على أنه يوماً للفسحة والخروج وهو ليس من أعياد الإسلام بل من أعياد المشركين ولا يجوز للمسلمين اتخاذ يوم الكفار عيدا.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
"أنا السلف" يستخدم فتوى "عطية صقر" في تحريم الاحتفال فيما أجاب موقع "أنا السلف"، على سؤال أحد الأعضاء ب" ما حكم الاحتفال بعيد شم النسيم؟، مستشهداً في اجابته لفتوى الشيخ "عطية صقر"، أحد علماء الأزهر، وهي الفتوى التي دائماً ما يستندون إليها، والتي حرم فيها الاحتفال بعيد شم النسيم، وتقليد المسيحيين، فقال فيها: "شم النسيم كان عيدًا فرعونيًا قوميًا يتصل بالزارعة ثم جاءته مسحة دينية، وصار مرتبطًا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة، وعلى المسلمين أن يوطنوا أنفسهم على الطاعة، وألا يقلدوا غيرهم في احتفال، ولقد شرع لنا الله عز وجل أعيادنا، وشرع لنا كيفية الاحتفال بها، فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعياده التي يختلط فيها الحق والباطل والحرام بالحلال.. ولا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة". "الحويني" متسائلاً كيف للمُنتقبة أن تخرج وتشم الهواء في هذا اليوم؟ وفي فتوى سابقة للداعية السلفي "أبو اسحاق الحويني"، أفتى فيها بحرمانية الاحتفال بشم النسيم وأكد خلالها أن جميع العلماء حرموا مشاركة المشركين في اعيادهم، فقال: "يحرم على أي بائع أن يبيع في هذا اليوم أي مطعوم يقوم به هذا العيد مثل البيض والرنجة والفسيخ .. من فعل ذلك فهو آثم وكسبه حرام". وتسائل: "من الذي يذهب إلى الحدائق في شم النسيم ومن الذي يملأ الطرقات أليس هؤلاء الغافلون"، متابعا "وحق من الله عليهم أن يفرض عليهم الذل والعار لأنهم لا يستحقون غير ذلك". وأضاف: "وعندما اخرج يوم شم النسيم، أرى المنتقبات في الشوارع في جولات ويصطحبون أولادهم إلى الحدائق"، متسائلا: "ما الذي يحدث .. أين ازواجهم وكيف أن تكون المرأة منتقبة وتخرج تشم هواء في هذا اليوم".
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
"مجمع البحوث الإسلامية" يرد ويصف فتاوى الدعوة ب"كلام"
وحول هذه الفتاوى التي صدرت عن مشايخ الجبهة السلفية، يصف المُفكر الإسلامي، محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأنها "كلام"، مؤكداً أنها ليست فتاوى لأنها لا ترقى للفتوى وليست صادرة من أهل الفتوى أو المُختصين في علوم الشريعة.
وأضاف الجندي، أن الفتوى ينبغي أن تُعبر عن صحيح الدين الاسلامي وتنشر قيم هذا الدين وتعاليمه وتكون مصدر للتقرب إلى الله وتوجيه المستفتى إلى ما فيه خيره في الدين والدنيا، مشيراً إلى أن هذه الفتاوى تتجاهل حقيقة ثابتة وهي أن أهل الكتاب من الأخوة الأقباط أو اليهود إنما هم أبناء كتب سماوية وانهم مؤمنون بالله وفقاً لمعتقدهم، ومن حقهم أن يمارسوا شعائر دينهم انطلاقا من قوله: "لكم يدنكم وليا دين"، وقول الررسول: "اتركوهم وما يدينون".
وشدد على ضرورة أن يحترم كل مسلم عقيدة الأديان الأخرى، موضحاً أنه من بين هذا الاحترام أن يتوافق معه في السراء والضراء، على أن يبادله التهنئة في اعياده والتعازي فى المآتم.
وأضاف الجندي، أن هناك مصلحة أكيدة في أن يكون المسلم على وفاق مع غير المسلم طبقا للدين الذي يعترف بالمسيحية واليهودية، لافتاً إلى أن ما يؤكد ذلك أن الإسلام أباح للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة، وبالطبع فإنها ستكون أم أولاده ويرتبط معها بعلاقات المصاهرة.
وتابع: "على المسلم أن يمكن زوجته غير المسلمة أن تذهب لإقامة شعائر دينها كجزء لا يتجزأ من علاقة المودة التي تربطهما"، متسائلاً: "فهل يمنع دين على هذا النحو من مبادلة اتباعه التهنئة مع أخوة له في الوطن بالأعياد المختلفة وتصدر فتاوى بمنع ذلك ؟؟".
وفي ختام تصريحه، أوضح الجندي، أن بعض الأحاديث التي تستشهد بها الدعوة السلفية، هي نصوص لا تصنف ضمن السنة المتواترة أو المشهورة، مشيراً إلى أن بعضها كان أثناء حالة حرب أو توتر بسبب أحداث بعينها، مؤكداً أنها لا تمثل الحكم الإسلامي الأصلي.