كارثة علمية تتعرض لها مقتنيات المكتبة المركزية لجامعة الإسكندرية بعد غلقها منذ أكثر من ست سنوات لترميم المبني وإجراء الصيانة اللازمة له ونقل ما تحتويه من كتب ودوريات ورسائل الماجستير والدكتوراه وكتب نادرة وتراثية لتخزينها في بدروم كلية علوم الشاطبي مما أسفر عن تعرض عدد كبير منها للتلف والغرق في مياه الصرف الصحي.. فبالرغم من غلق المكتبة المركزية للجامعة والتي كانت تعتبر المرجع الوحيد للطلاب والأساتذة منذ عام 2010 للترميم والصيانة إلا أن إدارة الجامعة لم توفر مكاناً آمناً لتخزين الكتب والدوريات العلمية وما تحتويه من كتب نادرة وتم إلقاؤها ببدروم كلية العلوم تحت الأرض والذي تنبعث منه الروائح الكريهة والرطوبة لعدم وجود تهوية به علي الرغم من تجهيز البدروم بتكييف إلا أنه معطل بالإضافة إلي تساقط مياه الصرف الصحي علي الكتب العلمية من المواسير التي تمر أعلي البدروم مما تسبب في تلف كميات كبيرة منها وعلي الرغم من تكرار التلفيات في الكتب خلال السنوات الست الماضية إلا أن الكلية لم توفر مكاناً بديلاً لنقل وتخزين الكتب علي الرغم من قيمتها العلمية والتراثية والتي تقدر بملايين الجنيهات. من جانبها أكدت د. هانم عبدالرحيم رئيس قسم المكتبات بكلية الآداب أن هناك مراحل علمية تمر بها الكتب في حالة تخزينها من أولي هذه المراحل اختيار منطقة صالحة لتخزين الكتب فيها تكون نظيفة وخالية من الأتربة وجيدة التهوية لضمان عدم زيادة نسبة الرطوبة بالمنطقة أو انخفاضها بشكل كبير حتي لا تتعرض الكتب إلي التلف والتعفن والتهالك بسبب زيادة نسبة الرطوبة أو انخفاضها الذي يؤثر علي الأوراق والحبر بالكتب كما يجب التأكد من عدم تعرض منطقة التخزين للمياه لضمان سلامة الكتب. أضافت أنه لابد من توافر صناديق خشبية مجهزة ومخصصة لحفظ الكتب بها تكون عازلة للرطوبة والتأكد من ملاءمة درجات الحرارة بها من الداخل وعدم تخزينها داخل الكراتين الورقية لكونها غير عازلة للرطوبة. فضلاً عن تعقيم وتطهير المنطقة بصفة دورية بأساليب علمية وذلك لضمان عدم ظهور الحشرات التي تتغذي علي الأوراق وتتسبب في تهالك صفحات الكتب. وكشفت رئيس قسم المكتبات عن أن الإسكندرية لا توجد بها وحدات لترميم الكتب سوي بمكتبة الإسكندرية فقط ولكن عملية الترميم تكون مكلفة للغاية ولذلك فمن الصعب ترميم أعداد كبيرة من الكتب. مشيرة إلي أن العرض غير الجيد بمكتبة كلية الآداب تسبب في تدمير مخطوطات سانت كاترين بسبب تعرضها للرطوبة العالية وبعد إهمالها لسنوات فوجئنا بالحالة السيئة التي وصلت إليها المخطوطة النادرة وتم إرسالها لمكتبة الإسكندرية لترميمها.