علينا مواجهة المشاكل بصراحة قبل أن تنفجر في وجوهنا بقسوة فقد ظلت الوحدة الوطنية بين مسلمي مصر ومسيحييها أقوي سلاح تصدت به مصر للمؤامرات التي تستهدفها.. من هنا يتعين مواجهة كل من يهدد هذا السلاح بحزم وصرامة . وأخطر تهديد يواجه المصريين حاليا قنوات الفتنة التي ترتدي عباءة دينية إسلامية ومسيحية والتي تسئ جميعها إلي الطائفتين وتؤجج المشاعر ضدهما. هذه القنوات موجهة بهدف إعطاء المشاهدين فهما خاطئا عن الدين الآخر.. فالفضائيات المسيحية تشوه الدين الإسلامي وتسئ للرسول صلي الله عليه وسلم بألفاظ خادشة وتتطاول علي القرآن والعكس صحيح هناك قنوات مشابهة إسلامية تحرض علي الأقباط. والإسلام منها برئ لأن الدين الحنيف يدعو في مبادئه للتسامح والمحبة والعيش المشترك. وهنا يأتي السؤال....هل نضمن ألا يشاهد مسلم أو مسيحي ضيق الأفق أو محدود الثقافة هذه البرامج فيظن أن القائمين عليها يمثلون المسيحيين أو المسلمين في مصر- كما يروجون في برامجهم- فيوغر ذلك صدره ضد إخوانه في الوطن وهم ابرياء .وهل نضمن ألا يقدم أحدهم علي ارتكاب حماقات مثل التي قام بها محمود شفيق ضد المسيحيين في الكنيسة البطرسية. وما الحل اذن.... في البداية لا يمكن قطع هذه القنوات لأنها تبث علي حصة من النايل سات تم بيعها إلي اليوتلسات الفرنسية عام 1998 دون مراعاة تأثير ذلك علي الأمن القومي المصري.. ولا يمكن أن نقول لأحد لا تشاهد هذه القنوات لأنها تدخل كل بيت .وليس الحل هو تجاهلها لأننا بذلك نسمح لها بالمضي قدما في التطاول علي الديانتين ونقل صورة خاطئة عنهما إلي المشاهدين.. فمن حق المسيحيين معرفة مبادئ الدين الإسلامي الحنيف علي حقيقتها وليس عبر هؤلاء الموتورين وكذلك الحال بالنسبة للمسلمين. الحل هو أن نسعي لدي اليوتلسات لإقناعها بفسخ التعاقد مع هذه القنوات كما فعلنا مع قنوات الإخوان لأن استمرارها هو أقصر الطرق إلي فتنة لا تبقي ولا تذر .ويتعين توجيه قنوات إلي الأخوة الأقباط لتعريفهم بالدين الإسلامي علي أسس صحيحة.